لا شيئ يشغل الرأي الرياضي في اليمن هذه الأيام، سوى الانتخابات العامة للاتحادات الرياضية، والتي القت نتائجها بظلالها على الوسط الرياضي، كون المنتخَبِين سيمثّلون انشطة اللعبة لأربع سنوات قادمة، لن يتنسى لأحد خلالها من تقويم مسارهم، فلا يمكن إطلاقاً ان يستقيم الظل والعود اعوج. لسنا بصدد الحديث عن اناس بعينهم لأن الشخصنة لا تعنينا بأي حال، ولكننا سنتطرق الى شيئين رئيسيين ميزا العملية الانتخابية منذ انطلاقها ولغاية الآن.. فجل الفائزين برئاسة الاتحادات واصلوا المسيرة بالتززززكية، ولست ادري هل لا يوجد في اتحادات (رياضة المرأة، الفروسية، رفع الأثقال، تنس الميدان، البلياردو والسنوكر، الرياضة للجميع، السباحة، كرة اليد، التايكواندو، بناء الاجسام، الكيك بوكسنج، الكاراتيه، الدراجات، رياضة المعاقين) منافسون ليتم الاستسلام للتزكية، والعودة من جديد بقوام الادارات نفسها للأعوام 2012-2016. بقيّ الاستثناء في انتخابات (الجودو، الطائرة، الجمباز، الملاكمة، العاب القوى، تنس الطاولة) والتي شهدت تنافساً تم الاحتكام فيه للصندوق بحيث ان الاسماء التي فازت للمرة الثانية على التوالي، عبرت من خلال منافسة حقيقية، وكان بالإمكان عدم فوزهم لولا ما حصدوه من أصوات، فيما جاءت اسماء جديدة تتولى الرئاسة للمرة الأولى، والمثير انها صعدت على حساب اسماء لها وزنها في الاتحاد السابق. وكما أن التزكية تعبر من جهة –بحسب نظر الفائزين- قمة اجماع الجمعية العمومية من جهة وعدم وجود منافسين من جهة ثانية، وهنا ينبري السؤال الهام: اين صيحات الجمعيات العمومية التي ضجت بها الصحف من تلك الادارات؟ وكيف اعادت تزكيتهم من جديد؟ وهي قبل اسابيع كانت تتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.. انها نتيجة محيرة لمقدمة غريبة!. على النقيض من التزكية برز شيئ آخر ميز سير العملية الانتخابية تمثل في استبعاد بعض المترشحين، ولا اعتراض على الاستبعاد طالما وانه يستند الى القوانين المنظمة للانتخابات، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: اين كانت تلك القوانين عندما تقدم المترشحون، ولم تظهر اللجنة اي اعتراض عليهم؟، ثم اذا ما بدأ وطيس الاقتراع حتى يشهر بوجههم الكرت الأحمر، عفواً انتم ممنوعون او محرومون او مقصون.. مهما كانت التسمية، المهم أنه لا مكان لكم اليوم، شكر الله سعيكم ونراكم بعد 2016. اعتقد ان ما حدث في انتخابات كرة السلة لن يمر بسلام على الاقل من باب ما آلت اليه النتيجة ليس بسبب الفوز، ولكن بسبب استبعاد مرشحين على الرئاسة، ثم الشروع بانتخاب مرشح للعضوية ليصبح في ساعة الاقتراع مرشحاً للرئاسة، كما قلنا في البداية لا يعنينا شخصية المستبعد من الترشح، بقدر ما يعنينا الازدواجية في اتخاذ القرار بين لجنة وأخرى مع أن القانون الذي يُحتكم اليه هو ذاته، ولذا ففي اعتقادي أن لعبة كرة السلة ستدخل في صراعات كثيرة كان عدم الاستبعاد والاحتكام للصندوق كفيلاً بإنهائها، إلا اذا كان البعض متخوفين من فوز شخص بعينه ولهذا وضعت امامه العراقيل!. انا هنا لا اقلل من الجهود التي تبذلها لجنة الانتخابات الرياضية، فهي تستحق الشكر على كل حال..ولكن مثل هذه الامور هي مسؤولة عنه، فكما انها ليست مسؤولة عن فوز احد بالصندوق أو التزكية، إلا انها مسؤولة عن عدم تمكن البعض عن الدخول في الانتخابات، فهي من وجهة نظرهم كانت الخصم والحكم في آن واحد. الشكر كذلك ل(الثورة) على احاطة الجميع بالشأن الانتخابي، في جميع الاتحادات، فقد استطاعت ان تكون عين المتابعين على ما يدور فيها، والجميل انها افردت مساحة لجميع الآراء، وأبقت الحُكم في الاخير للقارئ والمتابع الكريم. الثورة