شاءت الأقدار الإلهية أن تكون صنعاء ذات حظ عظيم حين صدر أحد أهم قرارات رئيس الجمهورية بتعيين الأستاذ القدير والكفء عبدالقادر علي هلال أميناً للعاصمة . يومها كتبت مقالاً في صحيفة الأمة بعنوان الأمين هلال .. مباركٌ يا صنعاء ذكرت فيه أن صنعاء محظوظة بشخص الأمين هلال لو قبل بالمهمة – وكنت في شك من عدم قبوله بها - وليس الأمين هلال هو المحظوظ بصنعاء ذات الجرح النازف والخراب والدمار والتحديات الصعاب والملفات الشائكة والإنتقامات الشخصية والمماحكات السياسية حتى أن البعض راهن على أن المراد من تعيين الهلال أميناً للعاصمة المراد منه حرقه وإثبات فشله في هذه المرحلة بالذات , وبالنسبة لي فقد أكدت في مقالي بأن الهلال لا يُحسد على التعيين واتجهت للمباركة لصنعاء بما حضيت به . ولعلمي بالوضع واطِّلاعي على حقيقة الراهن السيئ توافرت لديَّ قناعة بأن الهلال - وفي ظل الوضع الحالي والمخاوف والتوترات المستمرة وحالة اللا وفاق التي ديكرها الوفاق المزعوم - فيما لو استطاع أن يحافظ على صنعاء من الإنهيار فقط فإن ذلك يُعد إنجازاً ونجاحاً يحسب للهلال الذي قبل قيادة الأمانة في هذه المرحلة والظروف . إستلم الأمين هلال المهمة ومن أول لحظة فاق التوقعات وقلب الحسابات , لم يعد ينام ولا يعرف الراحة , تغيرت جميع مواعيده وانقلب نظامه رأساً على عقب . يداوم حتى منتصف الليل , أضحت الأمانة غرفة عمليات كبرى يباشر الأمين المهام بنفسه , يخطط ويسأل ويتابع ويشرف ويستشير ويشرك الجميع معه , في الإدارة , والحارات والأزقة والشوارع , يشارك الإحتفالات ويرعى الفعاليات ويرضي هذا ويجبر بخاطر ذاك . قيادي عجيب أذهل كل من يتابع عمله , وأدهش جميع من يعرفه ومن لا يعرفه , يتساءل من يعرفه : متى ينام وهو يعود داره بعد منتصف الليل ويغادره في الصباح الباكر ؟ لحظات يكون فيها متواجداً بمقر الأمانة وبعدها يتابع العمل في هذا المشروع ثم ينتقل إلى ذاك , وربما شارك في احتفائية أو مناسبة ثم يعود إلى الأمانة لمتابعة التخطيطات والإنجازات , الصعوبات والتحديات , نِسَبُ الإنجاز والمعوقات . أعرف الرجل جيداً ومعرفتي بسمو أخلاقه ونزاهته وتفانيه في عمله وتفاعله مع كل ما يطرح أمامه أو يُعرض عليه من خير ومصالح اجتماعية يتهيأ لي بأن مقالة أبي العتاهية ما كانت إلا فيه : أتته الخلافة منقادة *** إليه تجرجر أذيالها فلم تكُ تصلح إلا له *** ولم يكُ يصلح إلا لها ولو رامها أحدٌ غيره *** لزلزلت الأرض زلزالها ولو لم تطعه بنات القلوب *** لما قبل الله أعمالها ها هي صنعاء تستعيد جزءاً من عافيتها , العمل فيها على قدم وساق , وتيرة عالية تعمل في كل اتجاه من صنعاء : الشوارع , الترميمات , الإنارة , الأرصفة , السائلة , القمامة , المخلفات , الأسواق , البناء والتشييد , التشجير , الكهرباء والبُنى التحتية , التعليم . خلال تجوالي ومروري ككل الخلق أرى وأتابع الأعمال والحركة الدؤوبة لخلايا النحل التي يقودها هلال صنعاء ومن خلالها اثبت أن الموظف على استعداد للعمل والتفاني كلٌ من موقعه شريطة صلاح القائد وإخلاصه . ها أنا أُقر وأعترف بأن الهلال قد قلب توقعاتي وانفرد بعيداً عما كنت أتوقعه لقيادته صنعاء الجريحة , ها هو ينجح نجاحاً مبهراً يستحق من الجميع التعاون معه والوقوف إلى جواره لتعود صنعاء أحسن حالاً مما كانت عليه , وخلال قيادة الهلال سنرى الكثير بعون الله وتوفيقه . التحية لمعالي الأستاذ القدير عبدالقادر علي هلال متمنين له المزيد وداعين له بالتوفيق والنجاح ولا سالت أقلام الحساد .