الجريمة الشنعاء التي ارتكبت يوم أمس في العاصمة صنعاء أمام إحدى القاعات الاحتفالية " زهرة المدائن " أثناء خروج المحتفلين من جماعة الحوثي بيوم عاشوراء وذكرى استشهاد الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما جريمة غير عادية في مجتمع محافظ لم يعرف مثل هكذا جرائم تكفيرية وبهذا الشكل الذي يحاكي جرائم مماثلة تقع في بلدان عربية وإسلامية ابتليت بالصراع الطائفي منذ عقود ولازالت تعاني الأمرين جراء السقوط في هذا المستنقع التكفيري الخطير كالعراق وباكستان . هؤلاء التكفيريين الذين أباحوا دماء المسلمين في كل مكان إلى جانب إفلاسهم الفكري يعانوا نفسيا من الفراغ الروحي والديني ما انعكس على سوكهم الإجرامي وثقافتهم التكفيرية وبعهدهم الكلي عن صحيح الإسلام وسماحة الإسلام والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومقارعة الآخر الحجة بالحجة دون تسفيه أو تكفير أو إباحة للدماء المعصومة أو إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية التي توقض الفتن بين المسلمين وبين أبناء الوطن الواحد والفتنة كما نعلم جميعا نائمة لعن الله من أيقضها أو يحاول ايقاضها .
· الحوثيين وقناة المسيرة : في مقابل إدانتنا واستنكارنا الشديد لما حدث يوم أمس أود أن أوجه رسالة إلى إخواننا الحوثيين وتحديدا إلى إعلامهم المرئي فبينما كنت أتنقل كمشاهد في اليومين الماضيين بين القنوات الفضائية اليمنية توقفت لمشاهدة قناة المسيرة المحسوبة على جماعة الحوثي ولا أخفيكم لقد أصبت بحيرة ودهشة وانتابني شعور بالغربة فهل نحن أمام قناة يمنية تمثل تيار ديني لازال يعلن للجميع بانه ينتمي إلى المذهب الزيدي أم نحن أمام قناة تليفزيونية تحاكي قنوات عراقية شيعية كقناة الفرات أو المسار ..الخ المذهب الزيدي كما عرف عنه قديما وحديثا لا يحتفل بالمناسبات الدينية الشيعية كما يحتفل الحوثيين وإعلامهم اليوم ... فلم يعرف الزيود أعلام حمراء ولم يقروا في مذهبهم الزيدي المعروف التباكي أو الحج إلى كربلاء كما يحاول الحوثيين اليوم تكريسه ذهنيا عبر إعلامهم المرئي ... أنا لا أعارض حرية أي جماعة دينية في ممارسة شعائرها التي تؤمن بها دون فرضها على المجتمع التي تعيش فيه , ولكني فقط مع الشفافية والوضوح فان كان الحوثيين قد انسلخوا عن مذهبهم الزيدي وتحولوا إلى المذهب الجعفري الاثنا عشري فليعلنوا ذلك للناس صراحة دون تقية سياسية أو اجتماعية ودون تشويه متعمد للمذهب الزيدي اليمني الأصيل . [email protected]