لماذا تم قتل الشيعي حسن شحاتة؟ لماذا تم سحله و التمثيل بجثته علي هذا النحو الذي يتنافي وكل الأعراف الدولية لحقوق الإنسان ومع تعاليم ديننا الإسلامي وقول المولي عز وجل"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" بل و يتنافي مع كل الشرائع و الديانات السماوية؟ لماذا تذكرت الجماعات المتأسلمة فجأة أن هناك شيعة في مصر؟ أين كانت غيرتك أيها المتأسلم علي منهجك السني منذ خمس سنوات عندما تحدث شحاتة بالسوء عن الصحابة؟ لماذا لم تتحرك نخوتك وقتها؟ لماذا الصمت كل هذه السنوات والآن تسعي لخلق فتنه مذهبية؟ و لصالح من تتلاعب بمصير الوطن؟ وهل هذا يعتبر الخطوة الأولي في تحويل دفة الصراع من صراع عربي صهيوني إلي صراع إسلامي سني شيعي كما هو مخطط له في وثيقة الشرق الأوسط الجديد تحت إشراف قطري إخواني؟ ألا تعلم أيها المتأسلم الحقود أن الرسول عليه الصلاة والسلام تبرأ ممن يعتد على حرمة النفس الإنسانية ليس فقط المخالفة فى المذهب بل المخالفة فى العقيدة حيث قال (من امن رجل على دمه فقتله فأنا من القاتل بريئا ولو كان المقتول كافرا (. هذا المشهد المأساوي الذي شاهدناه مؤخرا يحمل بين ثناياه الكثير من الإشارات و الدلالات علي أن هناك من له مصلحة في تأجيج الأوضاع في هذا التوقيت تحديدا لذا من الخطأ تفسير مذبحة زاوية أبو مسلم علي أنها أحداث عنف طائفي فحسب بل هي أحداث عنف سياسية في رداء ديني مذهبي للزج بالبلاد إلي معترك فتنه غريبة من نوعها علي هذا المجتمع المسالم بطبعة و الذي لم يعرف للعنف سبيلا إلا مع ظهور تلك الجماعات المتأسلمة الإرهابية. و إذا ربطنا توقيت تفجير هذا الصراع مع تزايد وتيرة غليان الشارع و ارتفاع حدة الاحتجاجات ضد النظام في ربوع الجمهورية نستطيع أن نفهم و بسهولة من يقف وراء هذه المذبحة ومن يريد استخدامها كعصفوره لإلهاء الشعب عن الحشد ليوم الخلاص و عرقلة طريق المصريين إلي تحرير مصر و منعهم من الوصول إلي 30 يونيو و خاصة بعد فشل لقاء مرسي ب فضيلة الأمام شيخ الأزهر و البابا تواضروس الذي كان يهدف الاستعانة بهما لمنع خروج الشعب ضد مرسي إلا أن جاء رد الأزهر حاسما في بيان_ صادم للرئاسة_ جاء فيه أن التظاهر السلمي ضد الحاكم جائز شرعا , و بالمثل كان موقف الكنيسة التي أعلنت أن ليس من دورها تقيد حرية رعاياها فهم أحرارا في معتقداتهم السياسية و فد فشلت أيضا سفيرة جهنم " آن باترسون " في الضغط علي الكنيسة. كما أن اللجان الإلكترونية الإخوانية التي خرجت علينا منذ الدقيقة الأولي للمذبحة لتؤكد ضلوع السلفيين في هذه الجريمة النكراء ربما يوضح أن تلك المذبحة التي نفذت لاستخدامها كعصفورة كان الهدف منها أيضا صفع السلفيين و توريطهم أمام الرأي العام المصري و العالمي ردا علي تخلي حزب النور السلفي عن دعمه للإخوان و رفضه المشاركة في مليونية يوم الجمعة 21 يونيو التي نظمها التيار الإرهابي الموالي للجماعة لتهديد و ترويع الشعب. بقدر ما تشعر به النفس من حزن و ألم من تمكن الجهل و التعصب السياسي و الديني من عقول بعض المصريين و تجردهم من إنسانيتهم لدرجة قتل و إزهاق الأرواح و استغلال ذلك سياسيا بعد صبغها بصبغة دينيه مذهبيه بقدر ارتياحي أن هذا الحادث كشف كامل الحقائق ب أننا أمام نظام حاكم مجرم ليس لديها أدني حرج في أن يضحي ب الغالي و النفيس و حرق الأخضر و اليابس في سبيل بقائه حاكما لمصر فقد صدق فيهم قول المولي عز وجل في سورة البقرة "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)" اللهم جنب مصر الفتن ورد كيدهم إلي نحورهم .. اللهم إن استودعناك مصرنا الغالية فردها إلينا ردا جميلا