سبحان من جعل الأمور تتكشف وتنجلي،والحقائق تظهر وتستبين،والزيف ينفضح والباطل يتهاوى. كل ذلك من أجل إظهار دينه وإعلاء حقه.. لقد تأثرنا في السنون الماضيات بأخوة من أبناء جلدتنا تظاهروا بالتقى والصلاح وسموا أنفسهم بالإخوان والإصلاح. اتسموا في بداية الأمر بحب الدين والزهد في الدنيا وتقربوا من الحكام فأدنوهم وأحبوهم كما أحببناهم وذلك لما تظاهروا به من زهد وصلاح ومساندة في استتباب االأمن والحكم . لكن ذلك كله تبين بجلاء في الأعوام الثلاثة المنصرمة وظهرت حقيقتهم المستورة فإذا بنا نجدهم قد أصبحوا من أغنى الناس في البلدان العربية وإذا بهم لايكتفون بذلك بل ينقضون على الحكام الذين طالما أكرموهم واستأمنوهم بثورات ملغومة وربيع مزعوم وتخطيط ممنهج تقف وراءه أمريكا وتدعمه بكل قوة.. وذلك الوقوف كان في البداية على استحياء من قبل الإدارة الأمريكية كي لايدرك كنهه أحد ولاتلتفت الشعوب العربية إلى حقيقتة. لكنه مالبث أن تزايد واتضح كلما تعرض الإخوان إلى أزمة أو وقفت أمامهم عثرة أوبانت لهم ثغرة.. وجدناهم في جميع المخططات والفتن التي أشعلوها فأطاحت بالعروش العربية قد حلقوا اللحى معنويا واعتمدوا الكذب والتزييف منهجا وسلوكا كي يكسبوا التعاطف الشعبي بإثارة مسألة الفقر تارة،ومسألة الدين تارة أخرى. وبسرعة البرق وجدناهم يعتلون عرش تونس ،ثم انتقلوا إلى ليبيا فثبت لهم القذافي فإذا بإمريكا وحلفائها تنجدهم وتساعدهم بضرب قوات القذافي حتى مكنتهم من عرشها. ثم انتقلوا إلى مصر وعندما حاول مبارك أن يقف ضدهم ويصدهم إذا بالنجدة الأمريكية لأعوانهم تخيف مبارك وتأمره بالتنحي والتسليم فحقن الدماء وسلم فاعتلوا عرش مصر أيضا. عندها عرجوا على اليمن فأدخلوه في الفتنة وأثاروا البلبلة وقطعوا الطرقات ودمروا المنشئات ولما لم ينفع ذلك كله مع حنكة زعيمها الصالح مالوا إلى الغدر بخسة لايريتوقعها بشر ولايقرها دين فقصفوه في الجامع أثناء آداءه لصلاة الجمعة هو وحكومته فأنجاه الله بأعجوبة كل ذلك وسط صمت ورضا ودعم أمريكا وحلفائها،فاضطر بعدها إلى المحافظة على دماء شعبه وقام بتسليم السلطة لنائبه مع تقاسم الحقائب الوزارية معهم في قسمة ضيزى. وأخيرا أختتموا بسوريا لكن الأسد صمد أمامهم عندها قامت أمريكا وحلفائها بدعم معارضيه بكافة أنواع الأسلحة لكنه أيضا صمد لهم وتوالت هزائمهم في سوريا.. فإذا بالعناية الإلهية تفرط عقد مخططهم في أقوى معقل لهم في مصر فينتفض شعبها الواعي وجيشها الأبي ضد حكم الأخوان ويزيحونهم عن السلطة فتنكشف بعدها كل المؤامرات وإذا بأمريكا وحلفائها قد جن جنونهم فأظهروا وجههم الحقيقي وكشفوا لثامهم المزيف بالتهديد والوعيد لجيش مصر وشعبها تحت غطاء حقوق الإنسان الذي دمروه ،وبحجة الشرعية التي انقلبوا عليها هم أولا. حينها قويت شوكة أسد سوريا فإذا به على وشك أن يجهز على إرهابيي بلاده من الأخوان لكن أمريكا وحلفائها فاجئته موخرا بأنها ستضرب سوريا بلا أدنى حجة أو سبب لتكسب بذلك هدفين:الأول القضاء على الأسد وتولية حلفائهم على سوريا.0 والهدف الآخر :تقوية شوكة الأخوان في البلاد التي سيطروا عليها لأن هنالك بوادر ثورات تلوح في أفق تلك الدول.. كل هذا بغطاء إعلامي من قناة الجزيرة وولاية قطر الأمريكية.. فهل آن الأوان للشعوب العربية أن تلتفت إلى حجم المؤامرة والفتنة التي خاضوها ويتأملوا ويتأكدوا من أحوال البلدان التي تربع الأخوان على عرشها كيف آلت إلى الذل بعد العز والنكال بعد الأمن والفقر بعد الغنى.. وأقول أيضا لمن تبقى من شباب المسلمين مؤمنا بهم منخدعا بتدينهم(أي دين تنصره أمريكا؟وأي إسلام يؤازر انصاره الناتو؟)