من يعيد الذاكرة قليلاً الى ما قبل الهيصة والبيصة العربية اقصد ( الربيع الغربي ) الذي تعمتد ان اضع النقطة على العين حتى صارت كما هي عليه وانا اعتقد انه اسم على مسمى ( ربيع غربي بأمتياز ) بعدما تكشف الأمر لنا وبكل وضوح . في بداية المجازر التي حصلت في ليبيا عندما هجموا ثوار الربيع الغربي على ليبيا كان يطلع معمر القذافي يقول كلمات كانت تلاقي استهجان العالم العربي وحتى الغربي لأنه كان يتعمد اهانة أولاءك الثوار الذين لم يكونوا في حقيقة الأمر لا ثوار ولم تكن ثورة بالمعنى الصحيح . وانما كانت حرب اهلية بين الدولة الليبية ممثلة بمعمر القذافي ومجموعات دعمتهم بعض الدول العربية وأوربية امريكية وتمولهم بالسلاح وحتى ان تلك الدول تدخلت عسكرياً على مدى الحرب التي حصلت هناك . من ضمن تلك الكلمات تساءل القذافي ( من انتم ! من انتم ! ) وعبارات أخرى مثل ( جرذان ) وغيرها من كلمات التندر ، وفي وقتها كنا وكان الكثيرين ينتقدوا الرئيس القذافي كونه قال كلمات استحقار لشعبه وبهذا يعتبر القذافي قد خرج عن الذوق في تصنيف شعبه وثوار لهم الحق ان يثوروا على رجل مثل القذافي ظالم ودكتاتور . ولكن اليوم يظهر للعالم عكس ماكان يتصوره من خلال تصرفات أولاءك الفأران على حسب تصنيف القذافي لهم ، واصبحنا نعيد الذاكرة قليلاً وبها قسنا او صرنا نقيس الأمور قبل وبعد هذا التساؤل الذي قاله القذافي من كل النواحي . أول قياس : القذافي يعتبر ارحم الف مرة من الفأران حسب قوله من كل النواحي ، كان الليبي رافع راسه بين الأمم وكانت ليبيا يحسب لها الف حساب ، من حيث القوة العسكرية والأقتصادية والتعليمية والأمنية و توفير العمل للشباب الليبي . اما اليوم فقد تحطمت ليبيا عن بكرت ابيها ، لا امن ، ولا اقتصاد ، ولا قوة عسكرية ، ولا تعليمية ، القتل اليومي موجود ، العمل غير متوفر ، النفط توقف تصديره الى الخارج ، وكل واحد يقتل الثاني ، وليس للدولة اي مقومات تذكر بعد ان قامت الدول الغربية بحضر تصدير السلاح كونه لا يوجد جيش وليس هناك الا مجموعات ارهابية تقتل بعضها البعض . هنا توقف التفكير ولم يبقاء الا ان نقول كما يقول المثل القديم ان ( نؤخذ الحكم من افواه المجانين ) لأن اليوم عرفنا كل شيئ ، وعرفنا ان ليس هناك من ربيع عربي بل ( ربيع غربي ) وعرفنا ان ليس هناك من ثوار بل فأران غزت الدول العربية لا نعرف من اين اتوا ! ولا من هم ! ولا نعرف الهدف من اشعال الدول العربية وتحطيمها ولصالح من ؟ لن ادخل في طرح الأدلة على ذلك بل سوف تستنتجوا ذلك من خلال الزمن الذي لا يرحم مثلما اثبت لنا ان القذافي على حق واننا قد ظلمنا ذلك الرجل المسكين الذي غُدر في ليلة ظلماء على ايادي غربية وعربية انتقاماً من مواقفه الجنونية وليس على ايادي شعبه . والله من وراء القصد .