الآن صار موضوع التقسيم الفيدرالي او كما يسمى بالمصطلح اليمني بالأقاليم ، والآن اصبح الشعب اليمني مكمم لا يستطيع ان ينبس بكلمة واحدة حول الحوار والمتحاورين ويعتبر النقاش في هذا الموضوع محرم عند البعض حتى ما يمسه جني وبذلك لن ينجح هذا الحوار ، وهذا الحوار ماشي على قدم وساق في التقسيم شأنا ام ابينا وليس في اليد حيلة . كنا نطمح ان الحوار من بدايته سيركز على التصالح اليمني اليمني واقصد هنا بالتصالح بين الفرقاء السياسيين الذين اختلفوا على المناصب والمكاسب ، اما الشعب اليمني فهم اخوة بالله في الأسلام والنسب والأهولية المتداخلة في شماله وجنوبه ، واخوة في الأرض الواحدة التي نعيش عليها ارض اليمن الحبيب من اقصاه الى اقصاه ولا يوجد بيننا اي شخص ننكره من ذلك التواصل والصلة . ولكن يؤسفنا ونقولها بمرار ان هذا الحوار والمتحاورين لم يركزوا على التصالح ولكن ركزوا على حوار بتقسيم المناصب والمغانم وتقسيم الوطن الواحد بعد وحدته التي شهد لها العالم بأسره كون اليمن توحد في ظل عولمة همها تقسيم الأوطان العربية لصالح الدول المعادية لليمن والتي حاولت وتحاول السيطرة على المكاسب الأساسية لليمن من خلال اضعافه بتقسيمه حتى تستطيع ان تمسك تلك الدول بالغصون وليس بالفرع الذي عجزت على مر التاريخ والذي سيكون الآن في متناولها وبكل سهولة . تتعدد الأقاليم والتقسيم والأنفصال واحد ، لا فرق بين تقسيم اليمن الى اقليمين او ستة اقاليم كونه انفصال مقنع مهما ضحكنا على انفسنا ، ومهما زينوه السياسيين لنا فأن صدقناهم فنحن اغباء من الغباء ، لأن الحوار المفروض انه يخرج بمخرج آخر على الأقل ان يظهروا لنا على انهم على وفاق وتصالح مع انفسهم وانهم طووا صفحة الماضي بحلوها وبمرها وانهم فتحوا آفاق جديدة في بناء اليمن في ظل وحدة صحيحة حتى نصدق على ان تقسيم اليمن ليس بينهم كي يطلع لكل حزب مقطع ( اقليم ) من اليمن . الحزب الأشتراكي يطالب بأقليمين يعني يرجع لهم نصفهم الذي فقدوه في 1990 بمسمى الوحدة التي انكروا خيرها عليهم وعلى الجنوب اليمني بشكل عام ، والجميع كان يعرف كيف كانت حالة الجنوبيين والجنوب بشكل عام ، ولا ننكر ان هناك مظالم يجب ان تنحل بشكل عام ولو كانوا المتحاورين جادين لبحثوا ذلك قبل كل شئ . نحن نقول كشعب يمني لماذا لم يرجع لكل حق حقه من كل النواحي ( مواطنة متساوية ، التساوي في تقسيم الوظائف ، ارجاع الأراضي المنهوبة الى اهلها ، اعادة الذين فصلوا من وظائفهم ) وغير ذلك من المطالب الحقيقية ؟ لم نراء شئ من ذلك وركز كل طرف على الفيد والأستفادة بأي طريقة كانت ولو بالأرهاب والترهيب ، كما ركز كل طرف كيف يقسموا اليمن الى اقطاعات لكل حزب قطعة وحتى يكونوا كلهم رؤساء ولم يفكروا بمصلحة الوطن ولا الشعب والدليل واضح من خلال الأنفلات الأمني والقتل اليومي والأهانات الذي يتلقاها الشعب اليمني يومياً من حيث قلة الخدمات الضرورية في جميع المصالح الحكومية ، واصبح الفرد اليمن يخاف على نفسه وعند خروجه يتسائل هل سيرجع الى بيته اولا يرجع . اين الشعب الذي خرج في عام 2011 اينهم من ظلم لا بعده ظلم على البلاد والعباد لم يبقي ولم يذر ؟ اين من كانوا ينادون بالحرية وتغيير الحال الى الأفضل ؟ لقد انعكس ذلك الطلب واصبحنا برمتنا في الهاوية السحيقة ورغم ذلك لم نسمع ولا كلمة من الثوار الميامين ثورة باسندوة التي اصبح هذا الشعب المغلوب على امره يرثاء له العدو قبل الصديق . الجميع يعلم وحتى الثوريين الفلاطيح ان لو خرجوا مرة ثانية لن يكون مصيرهم الى الهلاك في ظل حكومة فاشلة وقاتلة للوطن والشعب . السؤال الآن : الذي دائماً يعيد نفسه وبألحاح هو لماذا لم يكن الحوار للتصالح بين الفرقاء السياسيين بدون ضرر ولا ضِرار وطي صفحة الماضي رحمةً بالوطن والمواطن ؟ السؤال الثاني : لماذا مايكون الحوار تحت سقف الوحدة الحقيقية بدون تقسيم وبدون اقاليم محددة لما لذلك من انعكاسات خطيرة فيما بعد كونه سيؤدي الى الأنفصالات بدل ما كان شطرين سيكون اكثر من شطر لأن اليمن ليس بمساحات شاسعة مثل امريكا وغيرها من الدول التي فيها ذلك التقسيم ولا حتى من الناحية الثقافية التي تختلف ثقافتنا عنهم من حيث القبيلة ؟ السؤال الثالث : لماذا لم يكن الحوار على شكل وهيكلة الدولة الموحدة ودستورها الجديد والحكم المدني وتحديد المؤسسات التشريعية ودور تلك المؤسسات في ادارة الوطن وحكم الشعب دون الخضوع لاي تأثير من اي جهة سياسية او حزبية وخضوعها للشب فقط ؟ ولماذا ما يتحاوروا عن المجالس المحلية واسعة الصلاحيات بدل من عدة دول داخل دولة واحدة المسمية بالأقاليم ؟ ولماذا ما يتحاوروا حول مظالم الشعب من حيث الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية وارجاع الحقوق المسلوبة من قِبل الزعماء والذي لم نسمع بأرجاع اي حق لأي فرد يمني حتى الآن كوننا نلاحض ان المواطن حتى الآن لازالت مسلوبة حقوقة في شماله وجنوبه ؟ والسؤال الأهم هل كل اقليم سيخضع لكل حزب ؟ أم ستبقاء المشاكل الحزبية تتابع شعب كل اقليم حتى يقسم كل اقليم الى اقاليم جديدة ؟ وهل ستنتهي الحزبية في ظل نظام الأقاليم حتى نخلص من مشاكل الحزبيين والى الأبد ؟ لماذا ولماذا ولماذا ؟ اسألة كثيرة تحوم حول النواياء التي تبيّت والمبيّتة من قِبل المسئولين والأحزاب المتنفذة الذين لن يستطيع اي كائناً من كان انتزاع الأراضي المنهوبة من الجنوب بعد الوحدة من قِبل الرؤوس الكبيرة ، لأن في اعتقاد الكثيرين بأن هذا الحوار سيخرج بمخرجات لصالح المتنفذين وليس لصالح الشعب ولا الوطن . والله من وراء القصد .