وجدي سليمان/كندا: قبل مناقشة عنوان المقال يجب لفت انظار العقلاء الي ان المتنفذين في الحزب الاشتركي يعيدون نفس حماقات 1990. كم بات معروفا للكل ان امين الحزب الاشتراكي السابق علي سالم البيض دفع الجنوب وبعقلية ديكتاتورية الي وحدة غير مدروسة مستغلآ عواطف الجماهير للوحدة انذاك فيما كان هدفة السياسي هو التخلص من خصومة في احداث يناير1986(يكفي ان نشير هنا الي معارضة شديدة قادها بعض الاشتراكين ضد الوحدة الاندماجية والاستعاظة عنها باالفيدرالية الا ان ديكتاتورية البيض انتصرت في الاخير وهزم الوطن). الان وعلي نفس الشاكلة وفي عام 2013 يقوم ياسين نعمان -الامين الاقدم للحزب- باستغلال مشاعر الجماهير في الجنوب لتقديم نفسة كمحرر للامة الجنوبية وفارسها ضد من يتربصون بها ويمارس دور مرتبك ومتردد في ظرف يعتبر عامل الوقت فية ليس فقط مهم بل وقاتل. بالعودة الي عنوان المقال السابق والمقتبس من مقالات نشرت للدكتور السقاف في صحيفة الايام عامي 1994 و 1995 وفي معرض تعليقة علي امكانية تصحيح مسار الوحدة نقتبس عباراتة التالية '' تنازل المنتصر عن غنيمتة (جزئيا او كليا) ضربآ من تربيع الدائرة ''. الا ان السقاف يستدرك ويقول \" تنطوي فكرة اصلاح مسار الوحدة علي استحالة تحول بينها والتحقيق الا في حال حدوث تغير سياسي درامي في المنطقة ''. اذا نحن امام معطي سياسي جديد تنبأ بة السقاف ويتمثل بحالة الحراك الدرامي الجاري في المنطقة منذو بدء ثورات الربيع العربي وحتي يومنا هذا. الغريب ان متنفذي الحزب الاشتراكي عوضا عن توظيف هذا المعطي السياسي الهام ظهروا علينا باشكالية غريبة تتمثل في عدد الاقاليم وكان المشكلة توقفت هنا وبذلك اسهمو بالمزيد من ارباك المشهد السياسي المرتبك اصلآ. في توضيحة لموقفة الملتبس من قضية الاقاليم يصر ياسين سعيد نعمان علي ان فكرة الستة الاقاليم ستقود الي تمزيق البلد عموما والجنوب خاصة. للرد علي ماسبق ساكتفي هنا بعرض ثلاث رؤئ تفضح هشاشة هذ الطرح ومدي السطحية في تناولة. اولي هذة الرؤي قادمة من رئيس كتلة الاشتراكين في البرلمان الدكتور عيدروس النقيب حيث يقول حرفيا في مقالة الاخير والمعنون 'الجنوبيون الأشرار' مايلي '' التنظيم الناصري يعترض على وثيقة المخرجات: ليس لأنها لم تحل جذر القضية، لكن لأنه يرى فيها تفكيكا لليمن، وتأصيلا لهويات، وتبديدا للثروة، . . .إلخ، يبدو أن الناصريين الرائعين لا يعلمون أن اليمن مفكك بما فيه الكفاية، وإن عشرات الهويات قد نشأت وترسخت، وإن الثروة تنهب وتسلب \"على قفا من يشيل\" وإن نظام الأقاليم ربما ساهم في إيقاف التفكيك، وإعادة صياغة الهوية والكف عن نهب الثروة '' نقول للنقيب انك علي حق في نقدك للناصرين الا ان امينك العام هو من قال ذلك ايضا لكن يبدو ان نقدك المباشر لة قد يطيح بوضعك التنظيمي في اروقة الحزب وبالتالي تحفظت في نقدك لة. الرؤية الثانية وردت في مقال للكاتب الدكتور عبدالملك عيسى حيث اوضح فوائد الستة الاقاليم بطرح اكاديمي رائع حيث يقول في مقالة المنشور اخيرآ بعنوان- الأقاليم الستة وجهة نظر أخرى!- الاتي '' من خلال خلق ستة أقاليم جديدة سيعمل عملية قطع( قطيعة) جغرافي وسياسي مع الماضي السياسي الثقيل طوال تاريخ الصراع في اليمن مما يخلق مراكز قوى ونفوذ جديدة في المجتمع تتخلق من ضمن بيئتة الصغرى في كل أقليم قوى جديدة مما يؤدي إلى وجود عدالة أكبر وتوازن قوى أوسع وهو ما يؤدي حتماً إلى عدالة اجتماعية وتوزيع للثروة والسلطة ... ايضآ إمكانية السيطرة والتحالفات في ستة أقاليم بين مراكز النفوذ التقليدية ستكون فرصتها أقل بنسبة 1 إلى 6 بعكس الأقليمين التي ستكون النسبة فيها 1 إلى 1 وهي فرصة جديرة أن نجربها ''. اخيرآ نورد ماقالة الكاتب ياسين التميمي في مقالة المنشور علي مواقع التغير نت وتحت عنوان '' أيها اليمنيون جمال بنعمر هو سبب تعاستكم منذ 1994'' حيث اشارعن تشكل حلف جديد يقف ضد عملية التغير الجارية في البلد '' محور هذا الحلف العتيد في الشمال كالعادة، وله شركاء عديدون وداعمون إقليميون، لكنه بالتأكيد لم يعد يضم أطرافاً رئيسية كانت جزءاً منه عام 94.. والمثير للاهتمام أن حلف 2013، وجد متضامنين وإن من خارجه، لم يكن أحد يتوقعهم، مثل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي شاء أم أبى هو اليوم يتناغم، وإن بمستويات متفاوتة، مع قائد حرب صيف 94، في الموقف من وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية ''. في الاخير نقول لعقلاء الاشتراكي ضرورة التنبة الي حساسية عامل الوقت وان قضية الستة الاقاليم يجب ان لاتكون عائق للاسراع بتنفيذ مخرجات وثيقة الضمانات . من المهم التاكيد للاشتراكين اننا علي دراية بان امراء الحرب يسعون لتفجير الموقف لذلك ستكنون انتم ايضا مسئولون عن نزيف الدم المشاهد يوميآ ليست فقط اخلاقيا بل قانونيا كنتيجة لترددكم بالتسريع بمشروع نظام الاقاليم.