جميل بالفعل أن تكون إب هي عاصمة اليمن السياحية، وجميل أيضا أنه في ظل التوترات والمماحكات والصعوبات التي تعيشها اليمن الآن يبرز ما يسمى بالتوجه الحكومي المرتقب والذي تقوده وزارة السياحة، والذي سيفضي إلى إعلان محافظة إب كعاصمة سياحية لليمن. لقد سبق بالفعل إعلان تعز عاصمة ثقافية لليمن، لكن هذا القرار لم يكن أكثر من لعبة سمجة أريد بها إسكات الأصوات التي ما تزال تنظر إلى هذه المحافظة باعتبارها حقلا ملغوما، وأنها، رغم كل ما قدمته في سياق الفعل الثوري، لا تزال مهمشة وثانوية، فالمحافظة التي تموت عطشا لن تكون قادرةعلى إطفاء ظمأمثقفيها وأبنائها، ولهذا جاء القرار ليؤكد حقيقة ذلك الإصرار على تحقير شأن هذه المحافظة. الاستعدادات التي بدأتها وزارة السياحة بخصوص إعلان إب قلب السياحة في اليمن تفوح منها رائحة الجد، يحاول الوزير معمر الإرياني إثبات أحقية هذه المحافظة كوجهه للسياحة كما هو حق طبيعي لها ، ونلمس نوايا كبيره تدفع باتجاه انجاح هذا المشروع الهام ، لن اكون متشائما كما هو حالي مع تعز عاصمة للثقافة ، لان إب تختلف ، فالهدف الذي تسعى اليه وزارة السياحة ليس عملا ترويجيا ، بل عملامدعوما بخطط وبرنامج مزمن ، وهو مايعطي اهمية لهذا الموضوع ، بعيدا عن الفقاعات الإعلاميةالتي رافقت مسيرة تعز كعاصمةللثقافة . ان قرار اعلان إب عاصمه للسياحة لا يعد تفضلا بأي حال ، لان اب قد خصها الله بطبيعة نادره ، ومناخ اندر ، ، فمقوماتها الطبيعية ، ومستودعها الاثري ، قد جعلها في صدارة المحافظاتاليمنية ، ولعل امتلاكها لهذا المستودع الطبيعي والجمالي الآسر قد جعل منها عاصمه للسياحة اليمنية بلا منازع . يقيني بان الاستاذ معمر الارياني وزير السياحة سيدفع باتجاه نجاح هذا المشروع ، ليس اعلاميا، ولكن بصورة عمليه، إذ لن يكون مفيدا استصدار قرارا كهذا مالم يكن متبوعا بجمله من الخطط والسياسات الاستراتيجية السياحية ، واقول خطط واستراتيجيات لان العمل خارج هذا النطاق ليس اكثر من عمل دعائي وفقاعي ، واجزم ان الوزير الارياني لايحبذ العمل الا اذا كان سيجني ثمره للوطن من هذا العمل . من اجل ان تكون عاصمه للسياحة يجب ان يتحقق اول عنصر فيها وهو الامن، ويكون الداخل الى المحافظة آمن ومطمئن كالداخل الى دار ابي سفيان ، واذا لم يتحقق هذا العنصر فان الكلام عن هذا القرار كالصراخ تحت الماء ، فالمسارعة الى اعلانها عاصمه للسياحة يعني اننا نجعل منها محمية سياحية ، والمحميات – كما تعلمون – تتمتع بقوانين اشد من قوانين قبائل الساموراي ، فعندما نطمئن ان محافظة اب قد صارت امنه مطمئنه كدولة الفاتيكان ننتقل الى تحقيق باقي العناصر والمتمثلة بالخطط والاستراتيجيات السياحية التي تبدا بتحسين البنى والخدمات وتنتهي بتحسين مظهر عامل المقهى والمطعم مرورا بالمؤتمرات الدولية السياحية وغير السياحية التي يفترض ان تقام فيها ، اضف إلى ذلك تحسين المتنزهات الطبيعية وتطوير افضل لحديقة الحيوان بما يجعل من حيواناتها المفترسة اكلات لحوم وليست مطاحن لطحن العظام كما يحدث الان . اب مهيئة بالفعل لهذا الاعلان فالطبيعة قد صبغت المكان واظهرته بشكل جميل وفاتن ، بقى تدخلات الانسان ذاته ليضع بصماته وسط هذا الجمال دون ان يحدث فيه تشوها ، وصدقوني لن يحدث ذلك ولن تكون عاصمه حقيقه للسياحة مالم تتحقق مثل هذه العناصر. وهب – مثلا- اننا خلال هذا التوجه السياحي فوجئنا بالسيدة اروى بنت احمد الصليحي تقوم من قبرها وتنظر لعاصمتها السياسية ، فهل كانت لترضى بإعلان بسيط مثل هذا ام انها ستنتفض وتقود ثوره ضد كل من اهمل عاصمة الجمال الطبيعي والرباني اولا ثم عاصمتها السياسية ثانيا .