يُميتني عجزي حينَ أرى الكُل يُتقنون إختزال احاسيسهم بالبسيط من الكلمات ، وأنا لا أُتقن شيئاً عدى الثرثرة فلا أتمكن من رصف الكلمات كَهُم ، ولا للصمت أقوى أنا لستٌ إلاَّ ( لساناً) حاد لا يكفّ عن التفوّه بأمورٍ مملة لا طائل منها لسان ٍ أدمن التذمر / الشكوى ، ولا يمتلك الجرأة ليخبر الناس بذلك أنا رفيقة سيئة جداً ، مزاجية وخرقاء مالحة متطلبة جداً ، تختزلُ ذاكرتي الكثير من الصور .. وأطمعُ بالمزيد أنا علبة هدية فارغة ، أغواك غلافها الملون ، وما لبثتَ أن اختنقت بفراغي من كل شيءٍ حتى من الهواء كقنينة عطر مرّت عليها سنين عديدة منذُ أُستنزفت آخر رشّةٍ منها ودُّست بين أكوام الذِّكربات أنا قصيدة عشق ٍ مؤجلة نظمها أحدهم ليلاً .. ونسيها عند طلوع الصباح أنا نافذة صدئة في بيت الجدة التي أحرقها انتظارها ل أبناءٍ سافروا منذ عشرين عاما .. وماعادوا أنا أنثى الرماد المجروف من مدفأة بيت العائلة أنا حلم صبيٍ غضّ ، قضى ليلتهُ كلّها يُجمّلُني وثركني على حافة أريكتهِ و ..... نام .! أنا من انتظرت طويلاً ل تعبر بِي إليك .. لترفل بحدائقي فأحلتني لعتبة باب ٍ تعبرهُ الريح أنا صغيرة أهداها أباها للفقد ، وزفتها أمُّها للغربة أنا من طَمرت أحلامها بتراب أوجاعها الساريات ، ل تقضي بقية عمرها ترثيهم أنا أضعتني ككتلة مُنى اندلقت من بين يديك .. فغارت في الرمال أنا أنا فمن تُراهُ يهتم ..!