الوضع اشبه بلعبة على صفحات مجلة .. لكنها لعبة باهضة التكاليف بطبيعة الحال .. قد يرتفع سقف ثمنها ليتجاوز الامور المادية لتصبح مهلكة مخضبة بالدم وبضياع كيان اسمه الوطن .. في الصورة ثمة تفاصيل لا تبدو غائبة عن ذهن وفكر العقول المتزنة المسئولة المحبة لهذا الوطن .. انها تفاصيل الاختلاف والتباين والتناقض الذي يجعل الوصول الى منتهى المتاهة اشبه بخوض السبعة بحور .. انها لعبة الموت الذي يصر الآخر على الغرق في تفاصيلها غير ملتفتا لما تحويه من شراك ومنغصات.. والفردية حين تسود في ذات الشخص فانه يصور لنفسه بانه الوطن .. وبأنه ملزم هو لوحدة بأن يرسم ملامحه ويصيغ مصيره. وهنا الجرم يتجلى .. فوسط تناقضات المنهج والهدف .. الكل عازم على ان (يمارس التوهان ) في تفاصيل المتاهة بشكل فردي غير ملتفت للاخر. والنتيجة الطبيعية هو ان تستمر حالة التوهان .. في ظل هذه الفردية وفي ظل ذلك الاختلاف .. لكن ماذا عن الوطن ؟ هل سيستمر بدفع ثمن حماقة و تهور البعض ..؟ والى متى … وما ذنب الغالبية الرافضون لهذه المجازفة ؟ للتذكير .. كل الطرق موصدة الابواب نحو نهاية المتاهة التي تحتاج الى فك الشفرة .. الشفرة المخبئة في صناديق الارادة الشعبية الجماعية … وليس من ثمة حل آخر .