في وداع الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني شعر / مهدي أمين سامي / تعز / 27 رمضان 1432ه في وداع الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني
شعر / مهدي أمين سامي ما هذه الدنيا بدار السكن والعمرُ يُطْوَى مثل غمضِ الأعينِ
وإنها تكاثرٌ وزينةٌ كمثل مرعى بعدما اخضرَّ فُنِي والناسُ فيها تنقضي حياتُهم في غفلةٍ وفي صراعِ الفِتَنِ والمرءُ يسعَى للغِنَى لكنّه ما أشبعتْ أعينَهُ ما يَقتني
وكلُّ ما في الكونِ يمضي للفَنا وما سوى إلهِنا المُهَيْمِنِ والموتُ يُظهِرُ الصراعَ تافهاً وما لشيئٍ وقتَهُ من ثمِنِ
ورُبَّ مَيْتٍ في حضورٍ شاخصٍ يظلُّ حيَّاً بالعطاءِ الحَسَنِ
وفي العيونِ والقلوبِ ماثلٌ بِذكرهِ يزهو حديثُ الألسُنِ مِثلِ الشهيدِ في مراقيِ عزِّهِ عبد العزيز الفذّ بن عبد الغني ذاك الوقورُ والخلوقُ والنّقي ذو الإقتدارِ والزعيمُ الوطني سهلٌ قريبٌ دونما تكبّرٍ عزيزُ نفسٍ شامخٌ لا يَنحني الخيرُ فيهِ والنّقا سجيّةٌ أخلاقُهُ تخلو من الطَّبعِ الدَّني يجيدُ فنَّ الإستماعِ واعيا ذو منطقٍ عَذْبٍ وحِسٍّ فَطِنِ ما كان بالنمّامِ أو ذي غِيبةٍ أو الحسودِ والحقودِ الضَّغِنِ مُؤهَّلٌ مُثقّفٌ مُعلِّمٌ كفؤٌ عصاميٌّ بعزمٍ لا يَني مَنْ غيرُه الأستاذُ يُدعَى باسمهِ؟ فالغيرُ كالتلميذِ والمُلَقَّنِ فردٌ وفي مقدارهِ قبيلةٌ ومصدرُ التحديثِ والتمدُّنِ كالبحرِ في هدوئه ومَدّهِ لكنْ به أمانُ كُلِّ السُفنِ مهندسُ الوحدة في بلادِنا وطاقةُ التغييرِ نحو الأحسنِ والمُستقيمُ النَّهجِ في سياسةٍ رغم الصِّعابِ خطُّها لم يَنْثَنِ وذو القُبُولِ مالَهُ من كارهٍ والمَرجِعٌ الميزانُ عند المِحَن رمزُ العطاءِ والنَّماءِ والبِنَا والإقتصادِ والنهوضِ اليمني واختارَهُ الله شهيداً مُكْرَماً كزينةِ العِقْدِ الفَريدِ المُثْمِنِ ومن يُخَلِّفْ لم يَمُتْ ففرعُهُ لا زال في طِيبٍ لِطيبِ المعْدَنِ ورحمةُ الرّحمنِ تغشَى رُوحَهُ في جنَّةِ الفِردَوْسِ والعَيْشِ الهَني ويلٌ لِمَنْ لم يَرعَ حُرمةَ الدِّما ولعنةُ الربِّ وكُلِّ مُؤمِنِ