هل المبادرة الخليجية خطوط ومحاور أم خلط الخداع بالتحوير؟ لماذا نتقاطع السلمية والبديل الديمقراطي غربياً؟ قرار مجلس الأمن الشهير "242" الخاص بفلسطين يقال انه في النسخة العربية منه نص على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1976م فيما النص في اللغة الانجليزية ينص على انسحاب إسرائيل من أراض وليس من الأراضي. عندما نخضع خلاف مثل هذا النص او التنصيص لمعايير الإنصاف او العقل فانه لا معنى لهذا القرار او ان مجلس الأمن لا يحترم نفسه الا بكون المقصود او استحقاق التنصيص هو الأراضي لأنه من غير المعقول ان مجلس الأمن الدولي المعني بالامن و السلم هو من يسعى للمشاكل او العنف والحروب من خلال ألغام وبراميل البارود داخل قراراته افتراضياً.. أستطيع الجزم واليقين فوق أي شك بان الأشقاء في دول الخليج الشقيقة يسعون للسلم والسلام في اليمن اكثر منا كيمنيين ووجود التزمين في المبادرة الخليجية للانتخابات بسقف شهرين جاء من صدق الجهود ومصداقية النوايا لمنع الوصول إلى كارثة حرب أهلية ، ولذلك يهتم بالخطوط العريضة والأساسية للاتفاق اما الاتفاق مسالة قابلة للتعديل في إطار واقعية معروفة وبين بداهات العقل.. ولهذا فسقف الشهرين او السنة قابلة للتعديل بما تقتضيه الواقعية وما تفرضه الواقعية وبما لا يستطيع طرف إنكار واقعيته وعقلانيته كما تسليم المشترك باستحالة إجراء الانتخابات في شهرين.. هناك فرق واضح بين رفض المبادرة اوالاتفاق عليها وبين ربط شروط التوقيع عليها بشروط الواقعية والموضوعية التي يقر بها الطرف الآخر في الاتفاق المشترك فإذا الرئيس ربط التوقيع باشتراطات واقعية وموضوعية يقر بها الطرف الآخر ولصالح الواقع فلأنه أكثر جدية ومصداقية في تنفيذ الاتفاق ولأنه يريد تجنب حرب اهلية وفوضى ودمار.. جمال بن عمر مندوب الاممالمتحدة قال ان تنفيذ الاتفاق دون حوار يعطيه واقعية في أسقفه الزمنية ويتعاطى مع واقعية الواقع يمثل البوابة والمدخل لحرب اهلية. الرجل واقعي ويدرك حتمية حوار والية تنفيذ مزمنة ومُيمننة كواقعية ومصداقية وحسن نوايا ومثل هذا الطرح قد يستعمل خداعيا وصراعيا على طريقة مثلا ان دول مجلس التعاون الشقيقة مارست تلغيم الاتفاق لإيصال اليمن إلى حرب أهلية. الرئيس منذ ان أعلن لا تأبيد ولا توريث ومنذ حسم الرحيل بمشروع رحيل وانتخابات مبكرة لم يعد همه ولا أمامه سوى الوصول لبديل امن للواقع وللسلم الاجتماعي ليستلم السلطة او يسلمها له وهذا البديل يأتي من الحوار او الانتخابات. ولهذا هو المعني أكثر من المبادرة الخليجية او غيرها في التحقق من هذا البديل الأمين والأمن او استكمال ضمانات تحققه باعتبار الواقع وشبه الإجماع الشعبي هو الذي فرض الربط بين الرحيل والبديل ضمن الذي يملك رفض او مصادرة إرادة شعب في البديل الديمقراطي أكان طرفا داخليا او خارجيا؟ المعارضة رفضت أصلا مبادرة انتخابات مبكرة في نهاية الذي نحن في نهاياته بلا تأبيد ولا توريث وبإشراف دولي ثم هي التي راوغت وناورت وتمنعت في رفض حوار ما قبل المبادرة الخليجية ومن ثم السير فيها جاء من استحالة واستعصاء التنسيق الزمني لتوريط النظام من ناحية وكتوطئة لما حل لاحقا من لاستعمال العنف والإرهاب بمخطط جاهز وبأحدث التقنيات والأسلحة عبر الاعتداء على جامع دار الرئاسة. غير ذلك وقبل وبعد ذلك وحتى الآن فإعلام المعارضة وخط الثورات السلمية خارجيا سيستخدم مسالة رفض الرئيس التوقيع على الاتفاق بالطرق الانتقائية وأساليب "الزندقة" وحقيقة ورغم كل قضايا الصراع المتصلة بالغرب كما قضية فلسطين فإعلام الغرب لم يظهر او ينكشف شموليا كما الشرق او زائفا ومزيفا خلال أحداث ومحطات كما ظهر خلال محطات الثورات السلمية من خلال القنوات العربية المحسوبة عليه وعلى رأسها الجزيرة، فالأثقال داخل المشترك التي كانت ربما لسنوات أكملت خطة الاعتداء على جامع دار الرئاسة كانت مع المبادرة الخليجية بتصلب تجاه مستحيلات السقف الزمني وذلك سيوصلها إلى واقع نفاذ لاستقالة الرئيس وفراغ دستوري ان وقع في الفخ ووقع، وان رفض التوقيع فذلك سيوفر مبررا اقوى لتنفيذ عملية الاغتيال وتصفية أقطاب النظام. ليس المشترك هو الذي ركب موجة الثورة او صادرها ولكن الأثقال العسكرية المالية القبلية كأنما سيطرت على المشترك او صادرت إرادته وقراراته وهذه الأثقال ترفض شبه الإجماع وحتى الإجماع الشعبي ولا تقبل بغير ان تكون هي ومن تشكله البديل للحكم ولا قيمة لاستحقاقات لواقع او لإرادة شعب تتقاطع مع هذا. هذه الأثقال باتت قناعاتها اما الوصول لغرض البديل الشمولي من طرفها او إبقاء واستمرار الأزمة بزمن وسقف مفتوح وحتى لو أوصلت لتمزيق اليمن او اقتتال اهلي فذلك بالنسبة لها هو أفضل من التسليم بالبديل الديمقراطي والاحتكام لصناديق الاقتراع. ولهذا وان تم توزيع او تنويع ادوار ازاء المبادرة الخليجية او غيرها فهذه الأثقال باتت هي المشترك وهي الثورة وتتعامل من هذه الخلفية وخفاياها في السقف والأهداف والذي بات يعزي استمرار هذا التطرف والصلف هو دعم مادي خارجي كبير مكشوف وخفي ثم خط اسناد الثورات السلمية الخارجي الذي يبدوا وكالمتواطئ ضد الديمقراطية والبديل الديمقراطي في اليمن. لا ادري ان كان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي يجسد او يعبر عن تفاؤلات حقيقية وواقعية لديه في حديثه عن المفاجآت عن الاقتراب من اتفاق مع المعارضة ينهي الأزمة ام كان يسعى لإبقاء بصيص أمل وتفاؤل لدى الناس وفي ظل الوصول إلى مستوى عال من الإحباط واليأس لدى عامة الناس. في تداخلي الشخصي مع "السعيدة" والأستاذ عبدالرحمن برمان دعا الفئة الصامتة للخروج وتفعيل نفسها لتعبر عن قناعاتها ايا كانت هذه القناعات كممارسة ديمقراطية. هؤلاء المحبطون واليائسون يعنيهم الخروج كثورة سلمية من اجل البديل الديمقراطي وذلك حق لهم لا تستطيع قوة في العالم مصادرته وعليهم الثقة بأنفسهم واكتساب القوة من قوة الحق ومشروعية الاستحقاق ولعله لا مخرج من الأزمة غير ذلك.