حذر عدد من المشائخ والوجاهات القبلية بمحافظة حضرموت من عواقب وخيمة لتعيين أحد زعماء تنظيم القاعدة وأكبر حواضنها في المحافظة رئيساً لما يسمى ب"مجلس قيادة الثورة" بحضرموت، كاشفين النقاب عن معلومات خطيرة تؤكد تخفيه بستار جمعية خيرية "مؤسسة أبناء البادية"، وإنشائه مجمعاً محصناً أمنياً تتخذ منه خلايا القاعدة ملاذاً للتواري من أعين الأجهزة الأمنية. وبحسب المعلومات فإن "صلاح مسلم باتيس" القيادي في تنظيم الأخوان المسلمين، ورئيس مؤسسة "إبن البادية" بمدينة القطن بوادي حضرموت، والذي عينه اللواء المنشق محمد علي محسن- قائد المنطقة العسكرية الشرقية- رئيساً لمجلس قيادة الثورة هو أحد الرؤوس المخططة لخلية تريم الشهيرة التي تم إلقاء القبض على عناصرها في عام 2009م وبينهم العديد من حملة الجنسيات العربية. كما تفيد بأن "صلاح باتيس" يتخذ من مؤسسة "ابن البادية" ذات التمويل الهائل ستاراً لإدارة أنشطة القاعدة، وقد قتل أمين عام الجمعية "عبد الله باتيس"- وهو ابن عمه- خلال المواجهات الأمنية مع عناصر خلية تريم، فيما ألقي القبض على شقيقه "خالد مسلم باتيس" في نفس العملية وصدر حكماً بالإعدام بحقه تم تخفيفه بالاستثناف إلى السجن لمدة(15) عاماً. وبعد شهرين من ضبط خلية تريم ألقت السلطات السعودية القبض على ابن عمه الأخر "عبد الله" الذي كان منسق ارتباط مؤسسة ابن البادية مع جمعيات ومؤسسات خيرية واجتماعية خليجية تقدم دعماً سخياً لمؤسسة ابن البادية. وتؤكد المعلومات بأن والد صلاح باتيس وعقب إصدار حكم الاعدام على شقيقه "خالد" أعلن براءته من إبنه وهو ما استفز عناصر القاعدة فقاموا بإستهدافه بقنبله داخل منزله القديم في منطقة "سوط" من "وادي عمد"، نقل على أثرها الى مستشفى سيئون. وبفضل الأموال الطائلة التي تتدفق على "صلاح مسلم باتيس"- قائد الثورة الشبابية- لتمويل الأنشطة الارهابية، فإنه بنى مجمعاً في مديرية "القطن" بملايين الدولارات، حيث يعد المبنى الأكبر على مستوى "لقطن"، وقد تم تصميمه بمتانة تمنحه حصانة ضد أي هجمات محتملة من قبل الأجهزة الأمنية، إذ أن المجمع تحول إلى أهم الحواضن الآمنة للخلايا الارهابية، التي تنطلق منها لممارسة أنشطتها داخل حضرموت والمناطق المتاخمة لها. وكان صلاح باتيس في بداية مشواره على خلاف كبير مع بقية قيادات حزب الاصلاح، غير أن صعود التيارات المتطرفة إلى واجهة الاصلاح منحه الريادة في حضرموت، الأمر الذي دفعت به قيادة الأخوان وبدعم من الجنرال علي محسن إلى قيادة مجلس الثورة. ويثار حالياً في حضرموت جدلاً واسعاً حول شخصية "صلاح باتيس" والأهداف من وراء إيلائها قيادة الثورة، الأمر الذي بات مستفزاً لأبناء المحافظة وصعد من المواجهات بين "الحراك" وتنظيم الأخوان المسلمين، خاصة بعد فضائح ضبط شحنات أسلحة تحت ستار جمعية تابعة للأخوان المسلمين، كان الغرض منها تمويل الجماعات الارهابية في حضرموت لتعزيز ثقلها بمواجهة القوى المناهضة للتطرف الاسلامي. ويبدو أن استخدام الجمعيات الخيرية للأنشطة الارهابية بات مؤكداً، حيث تأتي هذه المعلومات حول صلاح باتيس بعد أسبوع من ضبط سيارة محملة بالأسلحة والذخائر يقودها شخصان من عناصر حزب الإصلاح في عقبة عبدالله غريب التي تبعد عن مدينة المكلا بنحو 20 كيلومترا قادمة من مدينة تريم في طريقها إلى مدينة المكلا، وقد تبين أن الشخصين هما فتحي عبدالله حيمد بن سعد يشغل منصب الأمين العام لجمعية رعاية طالبي العلم التابعة لحزب الإصلاح والتي لها فروع في مدينة تريم وسيئون والمكلا وعدد من المدن بحضرموت, فيما الشخص الثاني وهو منير عادل عوض هادي يعمل مديرا للتأهيل والتدريب في الجمعية. نبأ نيوز.