إن أعظم الأشياء وأقربها إلى قلوبنا هي وحدة بلادي أرضاً وإنساناً، ودفن نزاعات الماضي وشتاته وتمزقه وتفكيك نسيجه الاجتماعي ورد عجلة التاريخ إلى الوراء بعد عناء طويل وحلم بعيد المنال وأصبحنا أمام حقيقة نلمسها ونمارسها على أرض الواقع.. عندما قرأنا كثيراً في المدارس عن تاريخ اليمن وصراعاته على مر العصوب كان هناك تاريخ موحد ومشترك لا أحد يقدر أن ينكره وتداولته الأجيال عبر الزمان الممتد وكان الألم يعتصر هؤلاء وحينما نقرأ أو نعيش في عزلة هنا ويقرأ أولئك كل في شطر، خاصة والروابط والمقومات لا تقبل الاجتزاء وثورتي سبتمبر وأكتوبر في حسابات الأهداف واحدة وتجسد بأننا أجزاء في جسم واحد.. وكان من مبادئ الثورتين تحقيق الوحدة اليمنية دون تأخير وكنا نتوق بأن يتحقق الحلم عاجلا لتحقيق ذلك الهدف ويصبح حقيقة ملموسة على أرض الواقع، إلا أن عدم التجانس في الرؤى والمنطلقات في هذا الشطر أو ذاك أو في كلاهما شكل عائقاً دون تحقيق ذلك الهدف دون تأجيل إلا أن تحقيق الوحدة وبالحوار السلمي يحسب بالموجب للقائد الوحدوي وجميع الخيرين الذين وقفوا إلى جانبه وبالذات شعبنا من المهرة إلى صعدة. هذه الكلمات لم تأتِ من فراغ بل من أثر بالغ في نفوس أبناء اليمن الواحد حيث نشاهد منجزات اليمن قد طالت أرجاء الوطن وتوطدت علاقاته مع كافة الدول وبها أي الوحدة ومن خلالها اصبحنا كالبنيان المرصوص لا أحد يقدر على هدمه، من كونها أضافت لليمن نقطة مضيئة إلى جانب تاريخه العريق أليس هذا هو التجسيد الفعلي لتاريخنا وتكويننا الذي مزقته الأطماع وبالوحدة كبر الوطن لتجعل الأجيال الحالية والقادمة أمام واقع جديد ومغاير ومرفود بالقوة وهو الأمر الذي لم يكن أعداء الوحدة يرغبون بتحقيقه أليس الثاني والعشرين من مايو صار يشكل يوماً فاصلاُ في تاريخ شعب كان موحداً رغم التمزق المصطنع لتكوينه من قبل الاستعمار والمستبدين وجاء الثاني والعشرين من مايو ليخصه بالمشروعية المعززة بالقبول الاجتماعي وإرادة الشعب التي لم ولن تلين، وحينما ننظر إلى بلد مزقته التفرقة واليوم أصبح كتلة واحدة فما أعظم وحدتك يا بلادي.