في كل جلسة تجمع فلسطينيين عاديين ، أو مناضلين مخضرمين حائرين من هول ما يرون، دون التوصّل إلى جواب للخروج من المأزق الفلسطيني الخانق والمُحبط. من يرددون مقولة: كما تكونوا يولّى عليكم، يجهلون، أو يتجاهلون أن شعب فلسطين ليس على أرضه، ولا يجمعه مكان واحد ، تشرّد الألوف داخل فلسطين نفسها ، الصهاينة استولوا على معظمها عام 1948 ، وفُصل قطاع غزّة عن فلسطين ووضع تحت الإدارة المصريّة ، والضفّة الفلسطينيّة ضُمّت للأردن وباتت فلسطين ثلاثة أقسام وتشرّد مئات الألوف في الشتات ..ولا يستطيع التواصل بسبب الإقامة، والمسافات، والحدود وأحيانا العداء، وهو محروم عمدا من خوض معركة تحرير فلسطين، ولذا فإنه يخوض هذه المعركة بأجزاء منه...فماذا نرى؟! في فلسطين ال48 يخوض أهلنا هناك معركة الهويّة العربيّة( الفلسطينيّة) والتشبّث بالأرض وبالبقاء عليها ، وفي الضفّة ينخرطون في معركة مواجهة الجدار، وعروبة القدس، والتصدّي لهدم البيوت والطرد، وفي قطاع غزّة معركة مواجهة الحصار، وجدار الخنق الذي يغرسه نظام مبارك، ويلفّه حول عنق أهلنا ليموتوا اختناقا،، بينما أبناء الشعب الفلسطيني في كل أمكنة تواجدهم حُرموا من الزّج بطاقاتهم دفاعا عن ثورتهم. شعبنا يستحّق قيادة تليق بتراثه النضالي مُبدعة تتجاوز كّل المعوقات، وتوّحد طاقات الشعب رغم المسافات والحدود، وتعيد الاعتبار للقضيّة الفلسطينيّة، وشعب فلسطين، شرط أن تبرهن على صدقيتها ميدانيّا...