تأتي الذكرى أل 34 ليوم الأرض هذا العام والاحتلال الصهيوني يواصل عملياته التهويدية والإرهابية ضد الفلسطينيين من قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار، واستفحال الاستيطان وتهويد القدس عبر سياسة ممنهجة في هدم المنازل ومصادرتها وزرع البؤر الاستيطانية في أحشائها ، لفرض هجرة قسرية على أبنائها الفلسطينيين ، الذين يواجهون إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني، فيما الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه ومقدساته، للحفاظ عليها جغرافيا وديمغرافيا وحضارة ووجودا . إن يوم الأرض في الثلاثين من آذار هو يوم الرفض للمشروع الصهيوني، ويوم إعلان عن حق الشعب الفلسطيني في بقائه على أرضه، وإصراره على ممارسة حقوقه على كامل تراب وطنه ، وهو يدافع عن أمانة العقيدة والتاريخ والحضارة ، التي تهون في سبيلها التضحيات ، فكان الغضب الفلسطيني في'' يوم الأرض'' الرد الطبيعي على الهمجية الصهيونية من قبل أهلنا في قرى ومدن فلسطين عام 1948ضد تهويد المكان والإنسان. لقد هبّ الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، في مثل هذا اليوم من عام 1976 ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، واعتقال أكثر من 300 فلسطينيي ، ولم تكن وليدة اليوم الذي تفجرت فيه المواجهات بين الجماهير العربية وبين سلطات الاحتلال الصهيوني، بل جاءت تتويجا لتراكم كيفي وكمي لسياسة الاضطهاد والإذلال التي واجهتها منذ نكبة 1948، وكانت رداً على سياسة التهميش والعنصرية الذي عاشته الجماهير الفلسطينية ، ومقاومة لطمس هويتها ووجودها. لقد فشلت كل الوسائل والأساليب لتطويع هذا الشعب وطرده وتهجيره، وهو يثبت كل يوم أنه يصنع المعجزات في الصمود والبقاء، فمعركة الأرض لم تنته فهي متواصلة وزادته إيمانا وتشبثاً وتعلقاً بها . وإذا كانت هذه الذكرى تحل اليوم فيما يرفع العدو الصهيوني شعار " يهودية الدولة" ويتخذ من الإجراءات ما يهدد باقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ، فان الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية تؤكد على ما يأتي : 1- رفض المشروع الصهيوني في فلسطين برمته ودعم حق الشعب الفلسطيني في وطنه وإدانة كل المحاولات الصهيونية لاقتلاعه من جذوره.
2- نحيي الشعب الفلسطيني في دفاعه عن تراب وطنه ومواجهة كل أشكال استلاب أرضه وعقاراته التي يتبعها الكيان الصهيوني . 3- التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين أنى كانت مواقع هجرتهم وشتاتهم وإدانة كل محاولات التوطين او التعويض أو تبادل الأراضي . 4- إدانة ما تتعرض له القدس وأكنافها والمسجد الأقصى وسائر الأماكن المقدسة في فلسطين من محاولات التهويد بما فيها بناء كنيس الخراب وسائر الكنس والاستيلاء على أحياء القدس وفي مقدمها حي الشيخ جراح وسلوان وباب العمود ،وخنقها بأحزمة المستوطنات والحواجز وجدار الفصل العنصري ، ونؤكد ان المساس بالمسجد الأقصى والقدس هو مساس بأمة وعقيدة وحضارة . 5- نرفض أية عملية لبيع أرض أو عقارات فلسطينية للصهاينة مباشرة أو غير مباشرة ولا سيما في مدينة القدس وندعو أبناء شعبنا مسلمين ومسيحيين لإحباط هذه العمليات المشبوهة. إن هذه الذكرى تشير بوضوح إلى حقيقة المحتلّ الغاصب وتكشف عن زيف ادعاءاته بالسلام، فهو كيان دخيل غريب، فرضته المؤامرة والمشروع الامبريالي الصهيوني في فلسطين وعلى شعبها ، لذلك فان المقاومة حق مشروع وواجب الشعب الفلسطيني من اجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه .
عمان 29/3/2010 الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية