محمد القاسم وأمين الوائلي - الأحزاب مثلما صادرت الساحات والمنصات تصادر الأصوات وتفرض حوارا أشبه بالنزهة منه إلى النزاهة في خطوة اعتبرها البعض متأخرة عن موعدها والبعض الآخر يصفها بالكمالة أو تحصيل حزبي بحت لحاصل التكتيكات السياسية وستكمالا لمسرحية المناورة بكائن افتراضي اسمه "الشباب" في معركة صراع الأحزاب وليس شيئا آخر؛ أقرت حكومة الوفاق الوطني في اليمن الأسبوع الماضي تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزيرة حقوق الانسان وعدد من الوزراء/ الأعضاء ل "إجراء حوارات تمهيدية مع الشباب في ساحات وميادين الحرية والتغيير في اطار التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل", وفي مكان آخر, في الساحات, تتحول الفكرة إلى مادة للتندر حينا وللتبرم والاستقطاب الحاد أحيانا والناتج من هذا وذاك أن الأحزاب مثلما صادرت الساحات والشعارات والمنصات تصادر الأصوات وتفرض حوارا أشبه بالنزهة منه إلى النزاهة حد وصف معلق سياسي يمني (..) الحكومة في اجتماع لها الخميس , أكدت على اللجنة الوزارية "سرعة البدء في عملها وتشكيل لجان فرعية للنزول الى مختلف المحافظات، وبما يساعد على التحضير الجيد للحوار الوطني الذي سيناقش كافة القضايا على الساحة الوطنية بكل شفافية ودون إقصاء لأحد باتجاه المصالحة الوطنية الشاملة".. و"شددت على (كافة القوى والاطراف السياسية) التفاعل الجاد وغير المشروط مع الحوار الوطني الشامل باعتباره المخرج الامثل من الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها الوطن والحاجة الملحة للتوافق الوطني لتجاوز كل هذه الاوضاع والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية الحديثة التي يسودها الاستقرار والحرية والعدالة الاجتماعية". وكلام كهذا على "مثاليته" الرسمية من الواضح أنه يقال في جميع المناسبات والقضايا والمخرجات ليست بهذه الجودة. وقد تكونت اللجنة على النحو التالي : 1- حورية مشهور- وزير حقوق الانسان رئيسا. 2- د.يحيى الشعيبي- وزير التعليم العالي عضوا. 3- نبيل شمسان- وزير الخدمة المدنية عضوا. 4- جوهرة ثابت- وزيرة الدولة عضوا. 5- عبده رزاز- وزير المياه والبيئة عضوا. 6- معمر الارياني- وزير الشباب والرياضة عضوا. 7- حسن شرف الدين- وزير الدولة عضوا. 8- شائف عزي صغير- وزير الدولة عضوا. 9- د. واعد باذيب -وزير النقل عضوا. 10- د. محمد المخلافي- وزير الشؤون القانونية عضوا الساحات.. نزاع التمثيل وتنازع الامتيازات - ساحة صنعاء: نسور الأحزاب والقبيلة تحلق - ساحة تعز: المستقلون والأحزاب يتنازعون اللجان - ساحة عدن: اختفى شباب الثورة وبقي الحراكيون - ساحة إب: قواعد المشترك تتزاحم.. والمستقلون بانتظار "العزومة" تشهد ساحات التغيير والحرية وضعاً مضطرباً لا يبعث على التوافق بين مكوناتها حول من يمثلها في وقت صرحت الحكومة بتشكيل لجنتها الوزارية للتواصل مع شباب الساحات. التمثيل الحزبي لن تجد اللجنة الوزارية المشكلة من قبل الأحزاب من يتحاور معها في ساحة التغيير سوى قواعد حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) وقد يقال: وقلة محسوبة على بقية أعضاء اللقاء المشترك تجوزا.. ودعك من "الشباب المستقلين". فهذا جدل تجاوزه اللاعبون الشطار.. * يقول مراد الشيخ أحد شباب- ساحة التغيير بصنعاء- لا يمكن القول بمدى مشاركة الأقلية منهم أو تبني رؤيتهم المجردة من أية شوائب حزبية على طاولة الحوار.. فمنذ أيام قليلة تشهد ساحة التغيير تحركات خفية ومكثفة بين التكتلات والائتلافات الى جانب بعض الناشطين المدعومين من أشخاص وقوى في الداخل تتخللها اشتباكات ليلية بالأيدي حول من سيمثلهم في الحوار وكذا غياب ملحوظ لعدد من الناشطين ومسؤولي الائتلافات والتكتلات عوضاً عن الهدوء المقلق وضبابية الوضع هناك ما يبدو وكأن الأمر ينبئ عن ارتباك حاصل وعدم ثقة بين مختلف المكونات يجسده هاجس البحث عن المصلحة تحديداً وخوف الغالبية من فقدان ما يمكن اعتبارها على الصعيد الشخصي فائدة سياسية مربحة تليق بثائر شاب. "لربما يكون هذا الحوار هو الفرصة الوحيدة لمن لا يهمهم سوى الحصول على مآربهم الخاصة فقط" - يضيف مراد الشيخ- ك"الذين هم في هرم الائتلافات والتكتلات المجيرة مثلاً والمسنودين من قوى سياسية لها ثقلها في الساحة الوطنية عموماً" أما الشباب المستقل -كما يقول- "ففي قائمة المنسيين بالطبع". * ساحة التغيير اليوم كما يرى الكثيرون -أشبه بغابة اسفنجية- مجازاً إلا من حيتان بشرية يصعب التكهن بمدى إيمانها المبدئي وكذا رغبتها الحقيقية والمنطلقة من ذاتها مباشرة في الالتزام بقانون الشراكة والمواطنة بعد أن حولها السياسيون الى حلبة مثيرة لنسور الأحزاب وصقور القبيلة, اذ لا تجد هنا كما يشير أحدهم ويدعى زكي الشريف "ما يمكن اعتباره اطاراً مستقلاً يمثل أحلام الشباب ويعبر عن طموحاتهم المختلفة" لكنك بالتأكيد ستجد أكثر من تكتل وائتلاف يتبع الشيخ حميد الأحمر وحسين وصادق..وغيرهم من المشائخ والباعة".. وهذه الحقيقة, يضيف الشريف, "تضعنا قسراً أمام الأمر الواقع" في حال ما اذا شرعت اللجنة المشكلة من قبل الحكومة في التحاور مع دعاة الساحة الذين هم في ثورتهم يتاجرون وعلى شعبهم يدعون لربما "نكون قد ساهمنا في قتل أحلامنا المتبقية نحن ايضا الى جانب قتلة احلامنا الأدعياء -حسب قوله- حين نجد أنفسنا بين كماشة ما سيفضي إليه الحوار وما يشترطه مقابل ذلك من إنهاء الاعتصام والعودة الى المنازل في وقت "لا يمكننا المزايدة بما تم تحقيقه الى الآن على أرض الواقع أوما يقنع نفرا من المواطنين ايضاَ بكونه ما أنجزته الثورة في واقع المعيشة يستحق الاعتراف والثناء لها". - الشيخ: انها فرصة المتسلقين والباحثين عن مآربهم الخاصة - المخلافي: من يتسابقون لتمثيل الشباب مجرد دمى بأيدي الأحزاب - المقبولي: الحوار مع شباب الشقق المفروشة وليس المنتمين للخيام تحركات خفية وما يبعث على الخطورة وعدم الثقة بمن سيتصدر الحوار هذه الأيام يقول طارق المخلافي أحد شباب ساحة التغيير ب"صنعاء" إن تحركات خفية تقودها أحزاب المشترك بالتنسيق مع المنسقية العليا المحسوبة على حزب الإصلاح للاستعداد لتمثيل الساحة في الحوار أمام اللجنة الوزارية المشكلة وهو ما يزعج الكثيرين من أمثالي حد قوله ويشي بمعرفة النتيجة مسبقاً سيما وأن من سيتصدرون الحوار من الشباب لا يمكن أن يكونوا أكثر من مجرد دمى تتحرك بريمونت قيادة أحزابهم"وهذا ما نحذر منه نظراً لما يمكن أن تخلف هذه الخطوة من نتائج سلبية وقودها التسوية . ومثله يضيف الشاب صلاح المقبولي من ساحة الحرية ب"تعز" لكنه يعتقد أن ما تسمى بلجنة التواصل مع شباب الساحة لن تتمكن من الوصول الى الشباب الحقيقيون فهناك كما يشير "وكلاء ومحامون كما يعتبرون انفسهم لا ينتمون الى الخيام بقدر انتمائهم للشقق المفروشة وهؤلاء سيكونون في الواجهة باعتبارهم ممثلي الشباب, الأمر الذي سيعكس صورة مشوهة عن مشروع شباب الساحات", أما الارتفاع من الساحات يؤكد صلاح "ليس من السهولة اخضاعنا لهكذا شرط, فنحن على استعداد للحوار ونرحب به ولكن بدون شروط أو مقدمات.. حتى وإن ارتفعت قواعد المشترك, يضيف صلاح, "سنظل في الساحات الى أن يتم تحقيق مطالبنا الأساسية بشكل عام مهما كان ذلك مكلفاً وقاسياً" بالنظر الى حقيقة الداعم الرئيس للساحات والعائل الرسمي لها فقد كان لنا السبق كما يشير في النزول الى الشوارع وبجيوب فارغة قبل الأحزاب وغيرها قررنا الاعتصام بصلابة وتجاوزنا المعاناة بكرامة حيث كنا نختصر وجبات اليوم الى وجبة واحدة في الظهر رغم ذلك فقد كنا نحس بعظمة نضالنا هذا عكس اليوم الذي نعزي فيه أنفسنا ونشفق عليها. تأييد وكذلك يرى بشير الصبري من ساحة تعز"أن الثورة لم تقم لكي تحاور فضلاً عن أن شباب الساحة ليس لهم اطار يجمعهم حتى يمكنهم تمثيل أنفسهم باستقلالية بعيداً عن الأحزاب".. ويستدرك قائلاً:"لكن بما ان الواقع يفرض علينا تجاوز المنطق الثوري هذا فليس هناك ما يمنع من موافقة الشباب على الحوار" وبالنسبة لساحة الحرية بتعز, يضيف الصبري, "فإن الشباب المستقلين يحظون بتأييد الأغلبية ودعمهم في الساحة عكس قواعد الأحزاب التي هي ايضاُ تحاول منازعة المستقلين لجان التمثيل في الحوار". أما الشاب يحيى العزي من ساحة الحرية"اب" فلا يكترث لهذه اللجنة اذ يسخر من جدوى الحوار مع شباب الساحة وخصوصاً ساحة الحرية في"اب" الذين كما يقول "معظمهم اصلاحيون وعلى رأس كل الائتلافات والتكتلات هناك نادراً ما تجد ائتلافاً واحداً يمثله شباب مستقلون". قتلونا مرتين من جهته يقول كمال الورافي"ان قواعد أحزاب المشترك في ساحة اب على خلاف حاد حول من يتصدر الطاولة فيما يقف الأقلية من المستقلين على الرف يبكون عاما وأكثر من النضال الخاسر والتعب -حد تعبيره- فهم يعتقدون أنهم تعرضوا لأكبر مؤامرة سياسية حقيرة.. مستدركاً "لكنهم يعتبرونها نتيجة طبيعية بالنظر الى عقلية الإقصاء والشمولية التي يتمتع بها الحزبيون". وفي ساحة عدن يقول غالبية الشباب لا أحد يؤيد هذه اللجنة المشكلة وليس هناك من يكترث لها, فالجميع يرقبون الأحداث بقلق, حيث يشير عبدالعزيز عبدالقادر من ساحة كريتر الى أن شباب الساحة جزء من شعب الجنوب -حد قوله- وبالتالي فإن ما ينبغي الشروع في تنفيذه أولاً من قبل الحكومة الانتقالية "هو الحوار مع شعب الجنوب وليس مع شباب الساحة" ويذهب عبد العزيز الى القول بأن شباب الساحة في عدن لا يرون في مسألة التحاور معهم جدوى, فالأمر كما يقول "أبعد من مجرد مطالب شبابية خاصة".. ومثله يقول عماد السيد لكنه يضيف "لا يهمنا التحاور مع الحكومة أو من سيمثلنا, يهمنا فقط الاستمرار في اعتصاماتنا حتى تحقيق أهدافنا وفي مقدمتها تحقيق دولة مدنية حديثة" وهو ما يناقض كلام بعض السياسيين الذين يؤكدون غياب ما يسمى ب"شباب الساحات" في الجنوب وخاصة خلال الأحداث العنيفة التي عمت مناطق عدن والتحول الخطير لبعض تيارات الحراك في الشارع الجنوبي وخصوصاً في عدن حيث لم يعد ما يسمى هناك بساحة كريتر اللهم كما يقول السيد "الا ساحة المنصورة" والتي تقول مصادر أنها تتبع الحراكيين ومنشدي حلم الاستقلال وهو الأمر الذي لا يشجع على قدرة الحكومة على التواصل بشباب الساحات هناك -حسب مراقبين. لكن هناك من يفضل تلخيص الحكاية في كلمتين باتجاه الأحزاب, هكذا: " نصبونا مرتين... والسلام"!! * أخبار اليمن