حمل خطاب الرئيس المصري الجديد وعود ورسائل عدة للدول العربية مما قد يكشف عن ملامح علاقة مصر بأشقائها العرب خلال سنوات حكم الرئيس الجديد المنتمي فكريا وسياسيا إلى جماعة الاخوان المسلمين. مرسي في خطابه قال جملة "نحن لا نصدر الثورة ولا نتدخل في شئون أحد" وكررها مرتين ثم أضاف "وكذلك لا نسمح لأحد ان يتدخل في شئوننا". ويبدو أن مرسي أراد توجيه رسالة إطمئنان " ليس الا " إلى دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وخصوصا على مستوى قيادات هذه الدول بألا رغبة له ولا للجماعة التي دعمته حتى الوصول إلى مقعد الحكم في إدخال البلدان الخليجية في دائرة دول "الربيع العربي" والتي اتبعت كلها النظام الجمهوري ، لكن الوعد او " التطمين" لا يشمل الجارة الشقيقة السودان ، إذ اندلعت الاحتجاجات فيها مباشرة بعد نتائج انتخابات الرئاسة المصرية وفوز الاخوان المسلمين هناك بنظام الحكم. ليس هذا وحسب بل ان زيارات قيادات الاحزاب المعارضة السودانية الى مصر لتهنئة مرسي واطلاعه على الاوضاع والتطورات في السودان خير دليل على ان مرسي يهدف الى تصدير الثورة المصرية، كما انه يتدخل في شئون جاره وشقيقه جنوبا.. هذا ما ضلت تتحدث عنه تغريدات العديد من الناشطين السودانيين على صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين ، موجهين الاتهامات مباشرة الى الجارة مصر وما طرأ عليها من مستجدات قالوا انها " مقلقة". على صعيد آخر؛ استبعد الرئيس السوداني الاسبق سوار الذهب امكانية حدوث ثورة شعبية في السودان لإسقاط نظام الإنقاذ، وقال: "لا أخشى من ثورة شعبية شبيهى بالتونسية أو المصرية أو الليبية يمكنها أن تسقط نظام الحكم في السودان على أرغم من الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، صحيح أن المعارضة تحاول استغلال هذه الأوضاع لإسقاط نظام الحكم، لكنني أعتقد أن السودان لا يزال بعيدا عن ثورة كهذه". وأعرب سوار الذهب عن تفاؤله بمستقبل الانتقال الديمقراطي في العالم العربي، وقال: "أعتقد أن المرحلة السياسية المقبلة ستكون أفضل في العالم العربي لا سيما بعد الثورات الشعبية في تونس ومصر وليبيا، ذلك أن الجميع سيحرص على الالتزام بالدستور وبالفترات الرئاسية التي يسمح بها، وسنكون أمام رؤساء عرب سابقون، قد تكون تجربتهم أفضل من تجربة سوار الذهب في السودان"، على حد تعبيره.