وكالات: كشفت مصادر أميركية, امس, ان الولاياتالمتحدة بدأت بناء محطة رادار في موقع سري في قطر ليشكل نقطة إنذار مبكر في حال اطلاق صواريخ ايرانية. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية ان هذا الاجراء يرمي بشكل خاص الى "طمأنة اسرائيل وغيرها من الحلفاء القلقين عبر اثبات ان البنتاغون (وزارة الدفاع) تتخذ اجراءات بوجه ايران بعد اشهر من المفاوضات العقيمة على ما يبدو مع طهران بشأن برنامجها النووي". ويفترض برادار الانذار المبكر في قطر ان يرصد ويتابع مسار صواريخ باليستية محتملة تنطلق من الاراضي الايرانية. وهناك رادار مماثل منصوب على جبل كيرين في صحراء النقب بإسرائيل منذ العام 2008, وآخر في تركيا, في اطار الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الاطلسي. وهذه الرادارات مرتبطة بآلات تلق على متن زوارق اميركية متواجدة في شرق المتوسط, كما يتوقع ان ينشر الحلف الاطلسي صواريخ اخرى مضادة للصواريخ في بولندا ورومانيا. واشارت الصحيفة الى ان "البنتاغون" قد تنشر نظاما لاعتراض الصواريخ على علو مرتفع في الاشهر المقبلة, وعلى الارجح في الامارات. ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر بين إيران والقوى الغربية الكبرى, حيث عززت الولاياتالمتحدة وجودها العسكري الى حد كبير في الخليج, وحذرت طهران من أن أي محاولة لاغلاق مضيق هرمز الستراتيجي تشكل "خطاً أحمر". في سياق متصل, قررت البحرية الأميركية تسريع نشر حاملة طائرات وسفنها المرافقة في الشرق الأوسط, لمواجهة التوتر في المنطقة, سيما مع إيران وسورية. وقال المتحدث باسم "البنتاغون" جورج ليتل في تصريحات ليل اول من امس ان "وزير (الدفاع ليون بانيتا) وافق في الاسبوع الفائت على طلب من القيادة الاميركية الوسطى لتسريع ارسال "يو اس اس جون ستينيس" بأربعة أشهر". والقيادة الوسطى الأميركية تعمل في الشرق الاوسط الذي يمتد بتعريفها من البحر الأحمر الى الخليج والشطر الغربي من المحيط الهندي. وتتواجد سفينتا "يو اس اس ابراهام لينكولن" و"يو اس اي انتربرايز" في المنطقة, وقريبا ستحل ي"و اس اس دوايت ايزنهاور" محل "لينكولن". ومنذ مطلع 2012 تتواجد حاملتا طائرات في المنطقة نتيجة التوتر فيها. وكانت الحاملة "ستينيس" وصلت مرفأ بريميرتن (ولاية واشنطن, شمال غرب) في مارس الماضي من حيث انطلقت, بعد مهمة من ثمانية اشهر. من جهتها, أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولاياتالمتحدة ستستخدم "كل عناصر قوتها" لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي, وأنها تعمل "بتشاور وثيق" مع اسرائيل بشأن كيفية القيام بذلك. وفي تصريحات ليل اول من امس بعد نهاية زيارتها التي استمرت 24 ساعة الى القدس أجرت خلالها محادثات مع القادة الاسرائيليين, اعتبرت كلينتون أن إيران لم تقرر بعد وقف طموحاتها النووية, محذرة من ان واشنطن ستقوم بأي شيء لمنعها من الحصول على قنبلة نووية. وقالت "سنستخدم كل عناصر القوة الاميركية لمنع ايران من حيازة السلاح النووي, وكما قال الرئيس (باراك) اوباما, فإن العالم اجمع حريص على منع ايران من حيازة السلاح النووي. بفضل جهودنا لتوحيد صفوف المجتمع الدولي فان ايران تخضع لضغوط اقوى من اي وقت مضى. وهذا الضغط سيتواصل وسيتزايد ما دامت ايران لم تف بتعهداتها الدولية". واضافت "نفصل حلا ديبلوماسيا والقادة الايرانيون ما زالت لديهم امكانية القيام بالخيار الصائب. في النهاية الخيار يعود لهم". وأكدت أن "الاقتراحات المقدمة حتى الان من ايران في اطار مفاوضات مجموعة "1+5" ليست مقبولة. وعلى الرغم من ثلاث جولات من المحادثات, لم تتخذ ايران بعد على ما يبدو بعد القرار الستراتيجي بالاستجابة لمخاوف المجتمع الدولي والايفاء بتعهداتها". واعتبرت انه بفضل الجهود الاميركية لحشد المجتمع الدولي للتحرك في مواجهة التهديد النووي الايراني, تخضع طهران "لضغوط أكبر من قبل", مشيرة الى ان ادارة اوباما "تضغط للسير قدما بتشاور وثيق مع اسرائيل". ومن المقرر ان يزور وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا اسرائيل في الاسابيع المقبلة.