30 عاما على تأسيس المؤتمر الشعبي العام فهل وصل الى نهاية الطريق أم ان هذه الاحداث التي مرت به ستكون بداية مرحلة جديدة؟ المؤتمريون هم الوحيدون المناط بهم الإجابة على هذا السؤال الملح ولا أبالغ اننا في التحالف "مسنا الضر من هذا الموقف المتذبذب" من قبل قيادة المؤتمر في تحديد مصير حزب كان يمسك مقاليد الحكم في هذا البلد ثلاثين عاما، واصبح جزءا من السلطة والسلطة جزء منه، ومع ذلك لا يستطيع احد تحديد ملامح المرحلة المقبلة سوى ابناء هذا الحزب انفسهم وإذا كان لا يزال في صفوف هذا الحزب من هو مؤتمري حقيقي وحريص على هذا الإرث التنظيمي فليست مسألة خروج هذا الحزب من السلطة معناها نهايته، فها هو الحزب الاشتراكي اليمني قد خرج من السلطة في عام 94م فعليا واستطاع البقاء فيها ضمنيا من خلال استمراره في العطاء بطريقة او بأخرى وهو اليوم يعود الى السلطة بأمل كمية من الخسائر وبوضع تنظيمي صحي خالي من فئة الانتهازيين وطحالب المزايدين الذين كانوا يملئون صفوفه ويبلعون امكاناته ، وهو ما يحتاجه المؤتمر حاليا.. المهم "هو البقاء والاستمرار في العطاء" ومن وجهة نظري انك إذا أرادت تطهير حزب أو إعادة شبابه فابعد عن السلطة حتى تطهره من بكتيريا الانتهازيين وكذابي الزفة والمزايدين فهم يذهبون بذهاب المصالح المرتبطة بالسلطة فينقي هذا الحزب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس، ويجعله اكثر قدرة على الالتزام والتفاعل مع التحالفات الخارجية وهذا هو بيت القصيد فيما أريد طرحه، فنحن كأحزاب متحالفة مع المؤتمر الشعبي العام منذ العام 2009م عانينا من ارتباط المؤتمر بمنظومة السلطة وما يثقلها من تظاهر البيروقراطية والفساد والمزايدة والتعالي المفرغ من أي مضمون اخلاقي وهي اعراض مرضية تظهر على أي حزب يكون على رأس السلطة خاصة في الدول النامية وهذه الأمراض كان لها تأثير سلبي جدا على التحالف الوطني الديمقراطي فقد اثقلته الى درجة انه عجز عن مواكبة الأزمة سواء تنظيميا او اعلاميا وكان الطرف الآخر متخففا من اعباء السلطة حيث كان اسرع واخف بالتعاطي مع الأحداث على الارض. وعليه فإن تخفيف اعباء السلطة عن المؤتمر الشعبي العام الحليف سيجعله اكثر قدرة على التعاطي مع مستحقات المرحلة القادمة خاصة اننا كأحزاب تحالف مازلنا لا نمانع من الاستمرار في هذه المنظومة وبإمكاننا رفد هذا التحالف تنظيميا واعلاميا خاصة ونحن نتمتع بخاصية اننا لم نكن يوما جزءا من السلطة بل جزء من الحياة السياسية اليمنية في نمطها المعارض التقليدي فلا شيء جديد في حياتنا وكل املنا ان يتمتع الاخوة في المؤتمر بروح المسؤولية نحو حزبهم والحفاظ عليه والتوجه نحو مؤتمرهم الثامن لأنه سيكون نقطة فارقة في حياة هذا التنظيم ومن ينتمون اليه ومن خلاله معرفة ماذا يريد المؤتمر من كوادره واعضائه، وماذا يريدون منه؟ وماذا تريد اليمن من مؤتمرها الشعبي في المرحلة القادمة.. والله الموفق..
* الأمين العام المساعد لحزب الشعب الديمقراطي "حشد"