في شهر الخير والرحمة قد سيطر الشيطان على أناس واستحوذ وتمكن من قلوبهم وأنفسهم فلم تعد تفرق وساوسهم بين شهر فضيل أو حرام أو أي يوم من أيام السنة لأنهم اتخذوا الشيطان أولياء من دون الله فلم يفرقوا حينها بين حلال وحرام وبين إيمان وكفر وهذه الحالة تنطبق تماماً على دول العدوان ومرتزقتهم لأن أرواحهم ونفسياتهم شياطيناً بحد ذاتهم….. على مدى أعوام تكبد العدوان هزائم وخسائر فادحة وكلما فتح ثغرة أو راهن على جبهة معينة يحدث له سقوطاً مدوياً وعاماً تلو عام ولم يجنِ سوى الخسران في أرض المعركة والحياة ولم يستمع لخطاب العقل الموجه إليه بالنصح للعدول عن أفكاره ووساوسه التي تصور له أنه الأقوى وأن الغلبة له وكلما زاد تعنتاً وإصراراً زاد الله من إذلاله وإحباطه، وحالة العدوان مع شيطنته قد خرجت عن الحد المألوف التي تضمن لهم وقوعهم في شرك أعمال الشيطان ووسوسته وأوامره التي تودي بتابعيه إلى نار جهنم والعياذ بالله… لم يستطع العدوان منذ خمسة أعوام كسر عزيمة شعب الإيمان ولا اختراق تحصيناته التي هي محاطة بالايمان ومغلفة بالثقة بالله ووعده بالنصر لعباده المؤمنين الصابرين المتوكلين في جميع أمورهم عليه، فكلما حاول العدو أن يحشد ويحيك الخطط والمؤامرات لجبهة ما ويحاول من خلالها تحقيق نصر له تبوء مخططاته بالفشل ويكون رجال الله الأشاوس لهم بالمرصاد ، فلقد حشد وأسس وبنى واستقدم تحصينات وأفخر الصناعات على مدى أعوام في جبهة نهم وفي نهاية المطاف تم نكس راية الكبر والشيطنة في أيام معدودات بفضل الله وسرت الحكمة الإلهية لأن يتم تطهير نهم بالكامل ومن ثم الجوف والآن على مشارف تحرير مدينة مارب معقل دول العدوان منذ بداية عدوانهم.. لم يعِ العدو حجم الخسائر التي لحقت به أو بالأصح تنكر لها وكأنها لم تكن بفعل وساوس شيطانه التي صورت له هزائمه الساحقة ماهي إلا بداية انتصارات عظيمة في أرض ليست أرضهم وبعد هزائم خمسة، أعوام قام بتركيز اهتمامه على ثلاث جبهات هي الساحل وماربوالبيضاء والأخيرة وضع جل اهتمامه عليها لما لها من موقع استراتيجي مهم وحدودها التي تحد ثمان محافظات فعمد العدوان على تكثيف زحوفاته وغاراته واستهدافها بشكل همجي ومباشر حتى تقع في قبضته ويحقق فيها مآربه ولكن الله وأنصاره يأبوا أن يصل العدوان إلى مبتغاه فهم في كل لحظة له بالمرصاد ، فعمد العدوان على استهداف قوت الشعب المغلوب على أمره واستهداف المدنيين بطرق وحشية تثبت بذلك واقعاً حقيقياً أن هذا العدوان ومرتزقته ليسوا سوى شياطين في هيئة بشر فقد غلفت القساوة قلوبهم وأرواحهم وأعمى بصيرتهم الحقد والغل والتكبر فأصبحوا من الخاسرين في الدنيا وفي الأخرة وفي أرض المعركة… وإضافة إلى سلسلة انتهاكات العدوان المتكررة قام فجر الأمس باستهداف سافر وعنيف جداً لمركز جمارك عفار بمحافظة البيضاء الذي يحوي العديد من الناقلات الغذائية، وقد استهدف خلال غاراته العنيفة والهمجية وفي ظل تفشي جائحة كورونا مدنيين وناقلات محملة بالبضائع والمواد الغذائية مماأدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتدمير 8 ناقلات بشكل كلي وأخرى تضررت تضرراً كبيراً ، وهذا وقد تم رفع احداثيات المركز للأمم المتحدة مسبقاً منذ بدء العمل به في عام 2019م، لاسيما أنه المنفذ الرئيس لتدفق الغذاء والدواء وبالأخص بعد حصار العدوان وإغلاقه لميناء الحديدة …. وهذا يعد تعدياً سافراً وممنهجاً لقوت الشعب اليمني وغذائه في ظل هذا الحصار والعدوان المطبق وفي ظل تفشي وباء كورونا الذي وإن دخل وتفشى في اليمن سيحدث كارثة كبيرة ومآساوية لاتحمد عقباها ، ولم يعتبر العدوان بعد بما يحصل في بلدانه من ركود وتوقف للحركة المدنية والاقتصادية وحجم الكارثة التي يحصد خلالها وباء كورونا أرواحاً بشرية بأعداد مخيفة جداً لكن لهم آذان لايسمعون بها ولهم قلوب لايعقلون بها فهم كماوصف الله تعالى في كتابه العزيز من لديهم هذه الصفة بأنهم كالأنعام بل هم أضل …. فعندما يتبع الإنسان أهواء نفسه ووساوس الشيطان يضل ويشقى ويحصد دائماً الخسران، ولا يعش سوى في مستنقع الضلال والأوهام وحصاده خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة فهل آن لأولئك المعتدين أن يعقلوا أم على قلوب أقفالها .. #اتحاد_كاتبات_اليمن