وصف أحد كوادر حزب الاصلاح في اليمن الفيدرالية بالعبث ، فيما تجاهل المطالب الانفصالية المتعالية في جنوب الوطن ، وقال الدكتور أحمد الزنداني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة صنعاء أن «قضية شكل الدولة ونظام الحكم القادم في اليمن يجب أن يقر من قبل المؤسسات الدستورية المنتخبة من الشعب وليس عن طريق النقاشات والحوارات بين الأحزاب السياسية». وقال: إن « مسألة اختيار شكل الدولة مسألة غاية في الأهمية والخطورة وهي مرتبطة بالمصلحة العليا للبلاد والمصلحة المباشرة للمواطن البسيط لأنها تمس أدق التفاصيل لحياته ومعيشته». وأضاف: «يجب التنويه إلى أن قضية بهذه الخطورة، وبهذا الحجم لا يوجد سوى طريق آمن ووحيد للبت فيها، وهو أن يتخذ القرار فيها عبر مؤسسات دستورية منتخبة، وليس عبر مفاوضات ومحاورات بين قوى سياسية لم ينتخبها الشعب وإنما فرضت نفسها على الساحة السياسية نتيجة عوامل داخلية وخارجية لا تخفى على أحد». وأكد رئيس مركز البحوث والدراسات السياسية والإستراتيجية في تصريحات لصحيفة الثورة نشرت اليوم على أن «النظام الفدرالي لا يعمل إلا بوجود حكومة اتحادية قوية». وقال: «للنظام الفيدرالي سمات بارزة أهمها أن المواطن يتعامل مع قوانين اتحادية تسنها الحكومة الفدرالية وقوانين محلية تسنها الحكومات المحلية فالمواطن ينتمي لنظام مركب». وأضاف: «للدولة الاتحادية ككل سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية يحكم المواطن بموجبها باعتباره مواطن في الدولة الاتحادية، ولإقامة هذا النظام هناك دستور فيدرالي وانتخابات برلمانية ورئاسية تجري بشكل دوري في الدولة , ثم يجد المواطن نفسه أمام سلطات أخرى هي السلطات المحلية التي بدورها لها دستور خاص بها وسلطات ثلاث تنفيذية وتشريعية وقضائية خاصة بكل ولاية وعلى المواطن ان يفهمها ويتعامل معها وتكمن مشكلة المواطنين في تنقلاتهم من ولاية إلى اخرى حيث يجد نفسه امام قوانين مختلفة كلما ذهب الى ولاية اخرى». وواصل: «لكي يقام هذا النظام فهناك انتخابات محلية دورية للبرلمان ولحاكم الولاية , وليستمر هذا النظام فسلطات الولايات تتعامل مع مواطنيها، ومع الولايات المجاورة لها ومع الحكومة الاتحادية هذا سر التعقيد في هذا النظام الذي يتطلب لنجاحه ايضا كلفة مادية باهضة». وأستطرد بقوله: « الحقيقة أن النظام (الفيدرالي) ليس معقد وباهض التكاليف، وحسب وإنما يتطلب وجود دولة قوية على المستوى الاقليمي والدولي، لأن نظام كهذا يجعل من الدولة عرضة للاختراق والابتزاز السياسي , فضلا عن أن احلاله وتنزيله على واقع أي دولة يتطلب دراسات علمية دقيقة مبنية على حقائق اساسية وهذا يأخذ وقتا طويلا ويناقش من مختلف الجوانب». وعن النظام الأنسب لليمن قال الزنداني إن «نظام الدولة البسيطة هو الأنسب لليمن على أن تقوم على اللامركزية الادارية على غرار النظام الفرنسي أو الايطالي او الياباني فكلها دول بسيطة موحدة, أما النظام الفدرالي فهو يجدي لجمع دول مستقلة، وذات سيادة لتصبح دولة اتحادية وهذا ما نتمناه لدول العالم العربي في المستقبل، أو ينفع لدولة تريد أن تتحول من الدولة البسيطة إلى الدولة الاتحادية نتيجة وجود إثنيات متعددة داخل الدولة , والمقصود بالاثنيات أن يكون شعب الدولة من اعراق مختلفة سود وبيض مثلا أو لهم ألسنة متعددة أي لغات مختلفة أو أديان مختلفة مما يوجد تنوع داخل الدولة من عدد من الاقليات المعتبرة التي لا تقل عن 15% من نسبة السكان لكل أقلية فيصير من اللازم أن يكون هناك نظام فدرالي اتحادي خيرا من التشظي والانفصال أو الاقتتال». وتابع قائلاً: «أما نحن في اليمن فبحمد الله نحن شعب واحد له نفس الدين ونفس اللغة ونفس العرق ولا توجد اقليات اطلاقا ولا حتى بنسبة 1% وفي رأيي أن الحديث ن دولة فدرالية عبث لا يخدم سوى اجندات أجنبية».