أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح استعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الحزبين الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح المعارضين، شرط إجراء حوار جاد بين القوى السياسية الحاكمة والمعارضة تحت قبة المؤسسات الدستورية، في وقت اندلعت مواجهات في منطقة عزان بمحافظة شبوة، شرقي البلاد، وسقط خلالها عدد من الجرحى، وفرقت قوات الأمن تظاهرة في عدن دعا إليها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض . وقال صالح في خطاب أالقاه مساء السبت بمناسبة أعياد الوحدة: “ندعو كل أطياف العمل السياسي وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج إلى إجراء حوار وطني مسؤول تحت قبة المؤسسات الدستورية من دون شروط أو عراقيل مرتكزاً على اتفاق فبراير/ شباط الموقع بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك الممثلة في مجلس النواب وتعزيز بناء دولة النظام والقانون” . وطالب بأن تبتعد الأحزاب السياسية عما أسماها “المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والأنانية والتعصب الفردي والمناطقي والطائفي والسلالي، والترفع فوق كل الصغائر، وأن يكبر الجميع مثلما كبر الوطن بوحدته المباركة؛ بحيث لا يجوز بأي حال من الأحوال لأي شخص ينتمي إلى هذا الوطن أن يسعى إلى التخريب والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين”، مؤكداً أن “الوطن ملكنا جميعاً وهو يتسع للجميع” . وأضاف “انطلاقا من ذلك فإننا نرحب بالشراكة الوطنية مع كل القوى السياسية في ظل الدستور والقانون وما يتفق عليه الجميع”، مؤكداً أنه “في ضوء نتائج الحوار فإنه يمكن تشكيل حكومة من كافة القوى السياسية الفاعلة الممثلة في مجلس النواب وفي المقدمة الشريك الأساسي في صنع الوحدة (الحزب الاشتراكي اليمني) وشركاؤنا في الدفاع عنها ( التجمع اليمني للإصلاح )، والتحضير لإجراء انتخابات نيابية في موعدها المحدد في ظل الشرعية الدستورية والتعددية السياسية حرصاً منا على طي صفحة الماضي وإزالة آثار ما أفرزته أزمة عام 1993 وحرب صيف عام 1994” . ووجه صالح إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين على ذمة الحرب في صعدة، إضافة إلى أنصار الحراك الجنوبي، وإن قصرها على “بعض مديريات لحج وأبين والضالع” . وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة عزان بمحافظة شبوة، شرقي البلاد، بين قوات الأمن وأنصار الحراك الجنوبي أسفرت عن سقوط ستة جرحى، بينهم جنديان إصابتهما خطيرة . ووقعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة عندما اشتبك أنصار الحراك مع أحد الأطقم العسكرية التي حضرت إلى المنطقة لمنع تحضيرات لأنصار الحراك الجنوبي لإقامة مهرجان في منطقة عزان اليوم السبت رداً على المهرجان الذي أقامته السلطات الأسبوع الماضي . وقد عززت قوات الأمن من وجودها في كافة المناطق الجنوبية، ولوحت بمواجهة حازمة وقوية لأي أعمال خارجة عن القانون في هذه المناطق، بعد أن دعت قوى الحراك الجنوبي أنصارها إلى احتجاجات واسعة في ذكرى الوحدة . وأقرت اللجان الأمنية في عدد من المناطق الجنوبية خططاً أمنية لاحتواء أية فعاليات لأنصار الحراك اليوم، حيث تم إغلاق جميع المداخل التي تربط مديريات ردفان بمحافظة لحج، وتم نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن والجيش لمنع أي تجمعات مناهضة للسلطة . وكان البيض دعا أنصاره في الداخل إلى إحياء الذكرى السادسة عشرة لما صار يعرف ب “فك الارتباط” من خلال مسيرة تتوجه إلى عدن، التي تصادف ذكرى إعلانه للانفصال في صيف عام 1994 . واتهم في بيان السلطة ب “عسكرة الحياة في الجنوب وفرض الحصار على الضالع والحبيلين وعدن ويافع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة”، وهو موقف يتماهى مع الموقف الذي أعلنه قبل أيام الرئيسان السابقان للجنوب علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس .