سادت حالة من الارتباك في عدة عواصم غربية بشأن مدى صحة وصول المنظومة الدفاعية الروسية S-300 إلى سوريا. مسؤولون أميركيون وإسرائيليون قالوا إنهم لا يعرفون حقيقة الوضع بعد، بينما اشار محللون إلى أنه من الممكن أن تكون بعض مكونات المنظومة الصاروخية قد وصلت بالفعل، مشككين في جاهزية النظام السوري لاستخدامها. شخصيات إسرائيلية بارزة لمحت إلى أن إسرائيل قد تشن هجوما استباقيا بهدف تدمير المنظومة الدفاعية الجديدة التي تعتبرها تهديدا لوجودها، بينما رأى مسؤول إسرائيلي رفيع أن "هذه الخطوة ستغير اللعبة بكاملها"، مؤكّداً أنها تأتي نتيجة ل "قرار الاتحاد الأوروبي المتهور رفع الحظر على السلاح، الذي منح الروس ذريعة للقيام بما كانوا يريدون القيام به منذ البداية". بدورها نشرت صحيفة صحيفة "دايلي تليغراف" مقالا لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق ايهود باراك، بعنوان "الثمن سيكون مرتفعا، لكن مفتاح سوريا عند بوتين في موسكو". وأعرب باراك عن قناعته بأنه "لا توجد حلول سهلة للتعامل مع سوريا"، قبل أن يمضي لتعديد خيارات التعامل مع الأزمة ومنها الحل العسكري. لكن المسؤول الإسرائيلي السابق يرى في الوقت الراهن أن "أفضل فرصة لقرار ناجع بشأن الأزمة السورية هو مبادرة دبلوماسية تقودها روسيا." ويوضح باراك أن "الكرملين لديه النفوذ اللازم لإقناع الأسد بالرحيل، أو وقف القتال على الأقل"، مشيرا إلى أن الروس "استثمروا الكثير" في المجالات السياسية والعسكرية "في عائلة الأسد خلال العقود الأربعة الماضية". لكن بالرغم من هذا الدعم، يرى باراك أن "القيادة الروسية تعي جيدا أن نظام الأسد زائل في نهاية المطاف". ويخلص ايهود باراك إلى أنه "يجب إقناع روسيا بقيادة الجهد الدولي بشأن سوريا"، باعتبارها "قوة دولية مهمة" و"يجب أن تؤخذ مصالحها ووجهات نظرها بعين الاعتبار بجدية". أما "ثمن استعداد روسيا للقيادة"، فيرى باراك أنه سيكون في صورة إثارة قضايا من قبيل الجدار الصاروخي في أوروبا بالإضافة إلى قضايا تجارية وأخرى متعلقة بالطاقة. "لكن ينبغي ألاًّ يردعنا كل هذا عن الدخول في هذا الحوار" مع روسيا، وفق باراك. المصدر: الغارديان