اللقاء المشترك الذي يظم تحت خيمته المرحلية تيارين احدهما محافظ مسكون بعبارة "ليس بالامكان ابدع مما كان" والآخر "راديكالي ممتد مأسور" بعبارة "النهر الجاري لا ينزله الانسان مرتان" والتيار "اللحقة" الامامي المشدود لاعادة انتاج نمط العقود التي فاتت ثم ماتت يمثل في قوام تكويناته لقاءاً فجائياً مرحلياً دون ادنى حد للتجانس في الرؤى والمنطلقات والجذور الفكرية والاجتماعية. لقاء هجيني لقد نشأ ذلك اللقاء في احشاء وعقب فقدان المصالح وتولد "بعملية قيصرية" من رحم التعامل بالرواسب والرهان الخاسر وغير المحسوب على استثمار الازمات والاختلالات التي كان لذلك اللقاء "الصدفة" باعاً طويلاً في رفدها باكسير التمدد والانتشار في الوسط الاجتماعي كوسيلة للمضاربة والمرابحة معا في ملعب السياسة التي فقدت عقب الاجماع على "العقد الاجتماعي" بريق المساومات والمقايضات والتزييف للوعي الاجتماعي المحصن بوصفات الاعتراف بالارادة العامة التي ارتقت به من موقع مصدر الجباية الى قمة هرم مصدر الولاية. ان اللقاء المشترك يظم في مجلسه الموسمي عدداً من احزاب وتنظيمات وافراد "الاخوة الاعداء" الذين جمدوا خصوماتهم التاريخية والتقوا في مدى زمني فجائي تحت وطأة واملاء عليهم المثل التقليدي "مع اخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب" وبذلك يكون اللقاء الهجيني العابر قد ارسى مدماك الخطاء ليضاف الى رصيد سابقه من الخطاء المكرر الذي يشهد به التاريخ متجلياً بفقدان مصالحهم وقبولهم ووزنهم الاجتماعيين وممارستهم المتسمة بالعنف ونسيانهم او تناسيهم للجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير والدفاع عن المكتسبات مهما بلغت بها المعاناة الماضوية التي رفدها اللقاء المشترك بارقام مضافة،اللهم الا في مواسم حصاد الاصوات بمناجل "القطم" المسماة بالخيرية المسيسة،وطبقا لفرز انتقامي تعززالمحاكاة لشعار من ليس معنا فهو ضدنا تماشيا مع نظرية "التضاد" والتمايز الفارقي بين العباد وكم كنا نتمنى ان يكون ذلك اللقاء رديفاً للحاكم بعيداً عن تشربهم لثقافة المكر والخداع المقتبسة من سياسات الافتراس الثعلبية وعلى سبيل التأصيل وإرساءثقافة للاجيال القادمة في سطور التاريخ المغاير لتاريخهم البائد والخالي من الجمل المفيدة والاعمال الرشيدة حتى يجب ما قبله.
ارباب انتاج الفتن إلا ان الاحزاب المنضوية تحت سقف اللقاء المشترك كانت وما زالت غير متجانسة ولا متناغمة وحتى في مواقفها مما تعتمل على الساحة من اختلالات وازمات وتجاوزات للمعايير والقوانين،حيث نجدها في الغالب تتخذ موقف "الحياد" لا بهدف رغبتها بما تتوقعها من خطوط رجعة حتى وان كان الموقف من أيقضية كانت مجافية للصواب لكن اصرارها على "التعنت السياسي" ظل يدفع بها صوب التشفي لتوقعها بان الحياد السلبي سيترتب عليه رضى الطرف المتجاوز الذي بتجاوزه غير المسوغ يراكم من الازمات الموروثة والمتراكمة والمؤجل تشخيصها ومعالجتها وهي تدرك ان المتضررين منها ذلك السواد الاعظم من ابناء شعبنا وبطء تنفيذ الخطط والبرامج التنموية بل ان غياب ذلك التجانس جعل بعض الشخصيات القيادية الملتزمة لهذا الحزب او ذاك-في حسابات الولاء والبراء،لم تقف عند حد المماحكات والتعامل الشخصاني غير المجمع عليه في اوساط ارباب اللقاء وانما ذهبت الى حذف ثقتها باليمنيين من ذوي الخبرات والتجارب ولجأت في محاولات يائسة الى دول غير اقليمية لتعرض عليها ما لا يجب عرضه من التأليفات،وهي تدرك بانها لن ترض عنها حتى تتبع ملتها متناسية القسم الذي دبجته تحت قبة البرلمان ودون ادنى اكتراث بما قد يترتب عن ذلك من تشويه لسمعة الوطن ومن احجام رجال المال والاعمال على الاستثمار في الوطن جراء ما تروجه وتسوقه امثال تلك النماذج من اشاعات تصور من خلالها بان الوافد الى بلادنا مفقود والمتريث او العائد منها مولود. ثم نجد تلك الاحزاب تعبر بان ما صدر عن فلان او علان من ارباب انتاج الفتن يمثل وجهة نظر شخصية وتناست احزاب ذلك اللقاء بانها ومنذ ما قبل الوحدة كانت ممثلة في العديد من رموزها المؤسسة والملتزمة بمنطلقات محددة تشارك في سن وصناعة القرار مفترضة بان المسالة مسالة وقت لفك ارتباطها وباختيارها بالاطار او المظلة المفتوحة والمتنوعة التي كانت تستوعب كافة الوان الطيف السياسي وفرقاء وفصائل العمل الوطني وكان لها ما ارادت وبقانون او عقد اجتماعي ثم الاستفتاء عليه من قبل الشعب بعد ان كانت كافة القوى الفاعلة قد شاركت في صياغة مفرداته او الموافقة عليها قبل اعادة تحقيق الوحدة.
الديمقراطية والاقتصاد وعندما قلنا ونقول ويشاركنا في ذلك العديد من المتابعين والمحللين للشان السياسي بان احزاب اللقاء المشترك غير المتجانسة كانت وما زالت تراوح ما بين "العناق المرحلي" والافتراق سواء في حالة العدول عن هروبها عن الحوار الوطني غير المنقوص او تراجعها عن ذلك وقبولها بتشكيل حكومة وطنية "منتقاة" كمدخل لاجراء الانتخابات التي ستعود بها حسب التوقعات وقياسا بافرازات النتائج السالفة فلا نتوقع الا ان تعود الى المربع الاول حتى وان حصدت بطريقة الترضية قبولاً تعويضياً نسبياً يرفع من وزنها ومرد ذلك: أولا: ان التجمع اليمني للاصلاح صاحب الثقل الثاني بعد الحزب الحاكم اجتماعياً والذي نشأ في الثمانينيات يمثل تياراً محافظا ممتدا للتيار المؤسس في مصر وهو تيار الاخوان المسلمين هو تخوفهم من ان يقال وفي بلد ليست فيه طوائف او يسالون:اليس بقية اليمنيين بمختلف مشاربهم مسلمين؟ولذلك لو امعنا النظر في توجهاته سنجد بان مواقفه من قضية الديمقراطية والاقتصاد وولاية المرأةوغير ذلك مغايره تماماً لمواقف وتوجهات الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري الوحدوي "والامامي" حسن زيد والمنظر الجوال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.. ولو قدر له ان يحكم سيبادر على الصعيد الاقتصادي بالغاء "المرابحة" واحلال المضاربة بديلاً عنها كما هو حاصل مع القيادي "يوسف ندا" رئيس مجلس ادارة بنك التقوى،الذي يدير بنك التقوى في دولة روروبية وهو قيادي من الاخوان المسلمين ،بينما التيار الراديكالي الذي لم يستفيد من التجارب ويبادر بإعادةترتيب تكوينات الحزب يرى بعكس ذلك حتى انه قبل الوحدة اصدر قانونا للاحوال الشخصية قضى بمنع الزواج باكثر من واحدة وهي فكرة مقتبسة من "الكاثوليك" ولا تستقيم وخصوصية المجتمع اليمني ولا داعي لتنكئة جراح تلك المرحلة التي حكمت بظروف غُلب الاملاء على طابعها وانا هنا لا اعمم ،ولكن لما كان الخطان المتوازيان لا يلتقيان فهناك تباينات عديدة بين التيارين ومنها على سبيل المثال قضية "الحاكمية" اما الاماميين الجدد الذين يمثلون "شريحة مغلقة" فلا يقبلون طبقاً لمنطلقات البائدين من حكامهم والمقنعين التابعين منهم او اللاحقين بهم فقد كان اللقاء المشترك بالنسبة لهم ذلك المنقذ المنتظر الذي احتواهم لاغراض نعتقد بان التاريخ كفيل بكشفها.
روابط ومقومات وقد تقول احزاب اللقاء المشترك بان مستجدات الاحداث جعلتهم يؤمنون بان السياسة لا تعرف صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وانما مصالح دائمة،وعند هذه النقطة نجد انفسنا مضطرين لاختبار ذلك الفرض ونقول: اذا كانت احزاب اللقاء المشترك بصرف النظر عن زلات هذا الطرف او ذاك،تعلم مجتمعة بان بلادنا خلال عقد ونصف مضى واجهت وما زالت تواجه تحديات –متفاوتة- وعلى مختلف الصعد وبعضها تفد وتنتج داخليا كرجع صدى لعداء غير وطني تارة نجده مرتدياً ثياب الرهبان واخرى بقرون الشيطان،فاي خيار في نظرها في حسابات المفاضلة يعتبر الانسب،خيار درء المفسدة كخيار مقدم على جلب المصلحة ام العكس؟اليس من المفترض ان تغلب المصالح الوطنية العليا على ما عداها من المصالح؟ ولنا ان نأخذ العبرة من دول لا تجمعها روابط ولا مقومات ولا لغة واحدة ولكنها أيالدول الاوروبية كانت وما زالت تعتبر مصالحها قاسماً مشتركا مع ان تلك الدول ليست محكومة بتعاليم ثابته وصالحة لكل زمان ومكان كقوله تعالى" ان الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم" وبرغم ذلك فان خلافاتها عادة ما تولد إئتلافها حول عدم التفريط بمصالحها وما تحالفها خلال حربي الخليج الاولى والثانية ثم بعد ذلك افغانستان سوى دليل على مصداقية ما ذهبنا اليه.
عمليات قتل ان من يطالع ما تنشره اصدارات اللقاء المشترك من قضايا ورؤى متباينة يشعر بانها معادية للنظام لا معارضة تمتلك في مجملها مشروع واحد ومتفق عليه،فالتجمع اليمني للاصلاح نظم فعاليات عديدة بالذكرى العشرين لقيام الوحدة اليمنية،بينما كانت عناصر الحراك التي يسندها الاشتراكي ترفع اعلام الانفصال وتعتدي على الممتلكات العامة والخاصة الى درجة ان الحزب الحاكم في بيانه الختامي الصادر عن الدورة الثامنة للجنة المركزية ابان عقد دورته الاعتيادية خلال الفترة 25-27 من مايو الماضي اعتبر بان الحراك المتجاوز للاساليب السلمية تستوجب افعاله الحفاظ على طابعه السلمي بل وخصة في بيانه اي "الحراك" بالتحية الحارة لقاء فعالياته الاحتجاجية التي بدأت تأخذ الطابع المطلبي ثم تجاوزته الى حد هدم البنى التحتية ونشر ثقافة الكراهية كمدخل "لفك الارتطام". ويرى الحزب بان حل ما اسمتهُ بالقضية الجنوبية يتمثل في اطار صياغة عقد اجتماعي سياسي جديد يحول الدولة البسيطة-حسب البيان- الى دولة اتحادية لا مركزية أيبصريح العبارة الى نمط شمولي يلغي التجربة الديمقراطية. ان اللقاء المشترك صار لا يفرق بين السياسيين والقتلة حتى يطالبوا كشرط للقبول بالحوار الوطني الشامل باطلاق كافة السجناء و"بدون استثناء" وهنا نسأل ساسته هل الحراكي الذي قام بقتل القباطي واولاده سياسياً ام قاتل يستوجب الامر الاقتصاص منه طبقاً للنصوص الشرعية؟وهل قاتل مدير بحث الضالع "الحالمي" سياسياً ام قاتل للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق؟،وهل قتلة مدير الامن السياسي بحضرموت ومدير الامن منظرين سياسيين ام قتلة جرمين؟ وهل استهداف موكب نائب رئيس مجلس الوزراء-وزير الادارة المحلية-في الحبيلين عمل سياسي ام تخريبي؟
هل من مزيد؟ ان شروط اللقاء المشترك تلك تذكرني بواقعة لرجل توفت زوجته وخلفت له عددا من البنين والبنات ولوفائه لشريكة حياته التي انتقلت الى "الرفيق" الاعلى قرر التفرغ لتربية فلذات اكباده رافضا الزواج باخرى،وعندما سألوه عن مبرر الرفض قال:"ان شرطي للقبول بذلك هو ان اعثر على امرأة طويلة قصيرة-خضراء بيضاء-سارقة وبنت حلال" فاحتار الجميع امام ذلك الشرط التعجيزي وعجزوا عن تفسيره والحوا عليه ان يفسره لهم فقال: اما المرأة الطويلة القصيرة في حسابات "نمط الحياة" فتكون من بيت اهلها متخمين وصاحبه من ارباب الوجاهات ،ولكن متى ما نهرتها عند ارتكاب الخطأ تلوذ الى الصمت،اما الخضراء البيضاء فهي التي تخضر قلبي وتجلي بصري وتبيض وجهي امام اهلي وربعي وتتكيف مع حالتي ووضعي. واما الثالثة فهي تلك التي تقوم دون معرفتي بادخار ولو جزء يسير من مدخولي الى وقت الازمات،فمن يعثر عليها فليأت بها وهنا اجمع الجميع وبالاغلبية المطلقة بان ذلك الشرط تعجيزي ،وهذا هو حال اللقاء المشترك اذا قيل لساسته تعالوا الى كلمة سواء ذهبوا يبحثون في قواميسهم التعجيزية عن شروط مسبقة لا يفك طلاسمها الا الراسخون بجلب المصلحة بوصفة الحروز. ثم لماذا اصبحتم بعد ان كانت مناشطكم تمارس تحت الاقبية تقسمون اليمين تحت قبة البرلمان وبالمقابل تحنون الى مرحلة اعادة التقاسم وبشروط وهي التي لا تستقيم مع التجربة الديمقراطية التي قبلتم على مضض بممارستها وانتم لا تمارسونها داخل تكويناتكم،وعلى أيمسوغ صرتم بعد طلوعكم الى السطح تعتبرون حرية التعبير "تدميراً". صحيح هناك ازمات وهناك فساد وهناك ارهاب وهناك تجاوز للمعايير ونهب منظم للاراضي وفي كافة المنظمات،فلماذا لا تسهمون على الاقل بالكف عن استثمارها لما يخدم مصالحكم مع ان الواجب يفرض عليكم ان تتقدموا بمشاريع مجردة عن مقادير الريع المنتظر وانتم تعلمون بان اثارها السالبة وبتفاوت تلحق الضرر بالسواد الاعظم من الشعب.. هل لأنكم حققتم ثراءً مشروعا او غير مشروع وصرتم لا تشعرون بمعاناة الجماهير ولا تراهنون عليها، ام ان لسان حالكم صار يقول هل من مزيد؟