إنها ثقافة الحرب تعمم مفاهيمها على الجميع .. لتنذر القاصي والداني من ان الحوثيون اصبحوا الان دولة بمعاني كثيرة للكلمة.. كل يوم يمضي يعزز تلك المفاهيم التي يتغابى عنها النظام او بالاصح يحاول تجاهلها .. ويواري اجندته عنها.. فبعد ان سمعنا وقرانا عن تنامي نشاط الحوثي والقبائل الموالية له وعلو كعبها في اكثر من منطقة في صعدة وسفيان .. يفاجأنا هذا الكيان .. والمعذرة على استخدام هذا اللفظ.. لكنه اصبح واقعيا كيان! يفاجأنا بدخول مأرب في دوامته .. مأرب التي لم يكن يتوارد منها الا اخبار التفجيرات والتقطعات التي كان يقوم بها عدوين اثنين للنظام والدستور والقانون ومفهوم الدولة .. القاعدة والقبائل. وبدخول الحوثي وأجندته الى مأرب يكتمل محور الشر ثلاثي الاضلاع الحادة .. بامكاننا الان ان نقرأ السلام على منطقة جديدة كما عملنا قبلها في عدة مناطق وبقاع من هذا الوطن المترامي المتهالك. الاخبار التي تأتي من مأرب تقول بأن مجاميع مسلحة ليست قبلية بالمفهوم المعنوي ولا قاعدية بالمفهوم المنهجي ولكنها "حوثية" بالمفهوم القبلي والمنهجي معاً. تقوم بنصب نقطة تقطع على الطريق الرئيس الذي يربط صنعاء – الجوف .. رافعة شعارها المعروف " الموت لامريكا .. الخ" ويقومون من خلالها بتفتيش الجميع .. منذ ما يقارب اربعة ايام. وكدلالة على ان كل الخطوات التي يقوم بها الحوثي ممنهجة ومدعومة وايضا مخطط لها فقد شيدت مباني من الطين بين ليلة وضحاها على جانبي الطريق تحت مسمى خدمات الطريق السريع ! السلطات المحلية في المحافظة اكتفت بالاستنجاد بالقبائل " اشراف مجزر" من الغزو الحوثي لمأرب .. كالمستجير من الرمضاء بالنار ، وتلك سجية تعودت عليها سلطاتنا التي تخشى مواجهة المشاكل باجهزتها القانونية فتستعين بالقبائل لخلق مزيد من الفوضى. ولم ينتهي الغزو الحوثي لمأرب عند تلك النقاط المستحدثة على الطريق الرئيس ، إذ وعلى ما يبدو انه قد استنفذت السوق السوداء في صعدة وسفيان احتياطها من السلاح ، فلجأ الحوثيون الى السوق السوداء في مأرب ليبتاعوا منها كل الاسلحة المتوفرة ويحدثوا هناك ازمة طلب نتيجة كثر الاقبال عليها من قبلهم ، على قاعدة " البندقية البيضاء تنفع في اليوم الاسود" ، وفي مفهوم الحوثيين فان اليوم الاسود وشيك ، وهم يتمنونه ويعملون لاجله. تجار السلاح في مارب يتوقعون حدوث عمليات تهريب لكميات كبيرة من مخازن السلاح الحكومي إلى السوق السوداء خاصة في ظل ارتفاع أسعار الذخيرة بكافة أنواعها , وهو ما يعكس عن مدى استعداد حوثي لقريب لمواجهات محتملة خلال الفترة القادمة . كما قال موقع مارب برس الذي نشر الخبر اليوم.. والذي على ذمته تم كتابة هذا التقرير .. الحوثيون قادمون لا محالة .. والاسلحة الموجودة في السوق اليمنية كفيلة لان ترجح كفتهم في النهاية .. كما انهم يتميزون بالحراك الذي لا يهدأ ولا تؤجل اجندته ، وما يدور خلف الكواليس وبعيدا عن عيون المصادر الاعلامية اعظم بكثير ..