ناشد وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل جميع القوى والأطراف عدم المساس بمدينة ثلاء التاريخية وتحكيم العقل والابتعاد عن الصراعات داخل المدينة كونها تمثل إرثاً تاريخياً فريداً للشعب اليمني والإنسانية جمعاء. وأهاب الوزير عوبل في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بجميع القوى الحفاظ على المدينة التي صارت ضمن القائمة المؤقتة لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسكو). وقال:" يجري العمل حالياً لتقديم ملف متكامل عن مدينة ثلاء التاريخية وترشيحها ضمن قائمة التراث العالمي". وأكد وزير الثقافة أهمية تضافر جهود الجميع من دولة ومجتمع محلي ومدني واعلام من اجل حماية مدينة ثلاء في اطار الجهود الوطنية المستمرة للحفاظ على التراث والاثار والمدن التاريخية باعتبارها شواهد حية للحضارات اليمنية التليدة.
نبذة عن مدينة ثلاء التاريخية الجدير ذكره ان مدينة ثلاء هي إحدى مدن الجمهورية اليمنية. وهي تتبع جغرافيًا لمحافظة عمران. وإداريًا لمديرية ثلاء. يبلغ تعداد سكانها 7462 نسمة حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004 ، و هي واحدة من خمس مدن يمنية ضمن مواقع ثقافية مؤقتة في قائمة التراث العالمي لليونسكو ويرجع تاريخها إلى فترة حمير . يرى بعض المؤرخين ان المدينة قد سميت باسم (ثلا بن لباخه بن أقيان بن حمير الأصغر). ألا أن اسمها قد اشتق من ثلئ أي كثير المال، ثم خففت إلى ثلا على الألسن وصارت معروفة بهذه الصيغة. كانت ثلا خلال فترات العصور التاريخية المختلفة وحتى بداية القرن العشرين واحدا من أهم المواقع الحصينة. ففي العصر الإسلامي كانت المدينة، بسبب موقعها الحصين بالقرب من مدينة صنعاء، تقدم ملجأ حصينا عند الحاجة، وقد حرص الملوك والأئمة الزيدية، الذين تولوا الحكم في اليمن، على إخضاع هذه المدينة لسيطرتهم. في العصر العثماني انطلقت منها الجيوش اليمينة لمحاربةالاحتلال التركي لليمن. يوجد فيها آثار حميرية قديمة منها حصنها المنيع المعروف بحصن الغراب الذي يسيطر على المدينة، ويرتفع عن سطح البحر ب2960م. في فترة الاحتلال التركي تعرضت أجزاء الحصن الخارجية للتدمير. يوجد في الجزء الشرقي من الحصن مسجد جميل ومنشأة سكنية وبالقرب من ذلك يوجد برج عال. تشغل المدينة الحالية مساحة تقدر بعشرين هكتارا وهي محاطة بسور من الحجر يبلغ طوله1162م تقريبا. يتخلل السور ستة وعشرون برجا بعضها دائري والبعض الآخر نصفدائري، يتم الدخول إلى البرج بواسطة سلم يؤدي إلى ممر ينتهي بغرفة مزودةبعدد من المزاغل لرمي السهام. للمدينة الحالية تسعة مداخل تفتح في السور هي: باب المشرق وباب الفرضة وبابالسلام وباب الهادي وباب الحامد وباب المياه والباب الجديد وباب إبراهيم،وباب الفرضة الجديد وباب الحصن. يكتنف كل باب برجان منيعان يجعلان اقتحامه مستحيلا. خمسة من هذه المداخل التسعة استحدثت على ما يبدو في القرنالعشرين، وهذا يعني أن عدد الأبواب الأصلية للمدينة كانت أربعة أبواب فقط. المدينة مقسمة إلى عدد من الأحياء منها رأس الميدان في الغرب، قرية المحاميد في الشمال الشرقي، قرية اللؤلؤة وقرية الطلح التي يحتمل أنها أقدم أحياءالمدينة. يبلغ عدد المنشآت الدينية من مساجد ومدارس وأضرحة ومصلى في مدينة ثلا خمسا وعشرين منشأة. يقع الجامع الكبير في الطرف الجنوبي للسوق الذي يتوسط المدينة ويتكون من142 حانوتا متقاربة في أحجامها وأشكالها. يقع حي اليهود القديم في الجنوب الشرقي للمدينة على بعد500م تقريبا من الباب الجديد، وكان يسكنه حوال ثلاثين شخصا هاجروا جميعا إلى فلسطين. تقدم مدينة ثلا نموذجا من نماذج المدينةاليمنية الإسلامية من حيث التخطيط العام وطرق ومواد البناء. ومنشآت ثلا المعمارية: الدينية كالمساجد والقباب والعمائر المدنية كالسوق والمنازل والحمامات العامة والمنشآت الحربية كالحصن والخندق والسور والأبراج هي العناصر الرئيسية التي توجد في المدينةالعربية الإسلامية، لكنها في اليمن تختلف خصوصا في المباني السكنيةوالحربية عن غيرها من حيث التخطيط ومواد البناء، والمكونات المعمارية لكل منشأة وأسسها وتقسيماتها من الداخل والخارج، وحتى في بعض العناصر الزخرفيةالمستخدمة في تزيين هذه المنشآت التي تقدم طرازا معماريا يمنيا متميزا مستمدا من تراث معماري تتوارثه الأجيال منذ أكثر من أربعة آلاف عام.