أعلنت إسرائيل أمس السبت رفضها تشغيل إيران أول مفاعل نووي لها في محطة بوشهر وتزويده بالوقود النووي، وقالت إن ذلك "غير مقبول على الإطلاق"، ودعت إلى بذل مزيد من الضغوط الدولية لإجبار طهران على الكف عن تخصيب اليورانيوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يوسي ليفي في بيان صدر بعد أن احتفلت إيران بتدشين مفاعلها النووي في بوشهر، إنه "ليس مقبولا على الإطلاق" أن تنعم طهران بثمار استخدام الطاقة النووية. واتهمها بانتهاك قرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي زيادة الضغوط لإجبار إيران على الالتزام بالقرارات الدولية ووقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وإنشاء مفاعلات. إقرار أميركي في مقابل الموقف الإسرائيلي، أقر المتحدث باسم الخارجية الأميركية داربي هوليداي أن إنشاء مفاعل بوشهر الإيراني وتزويده بالوقود النووي الروسي لا يزيدان خطر الانتشار النووي. لكنه شدد، في أول رد فعل أميركي على الافتتاح، على أن المفاعل المخصص لأغراض سلمية "يبرز عدم حاجة إيران لإمكانيات تخصيب من صنع محلي إذا كانت مقاصدها سلمية بالفعل". وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني أليستر برت قد أعلن في وقت سابق أن بلاده طال ما احترمت حق إيران في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية، لكنه أكد بقاء المخاوف من طبيعة البرنامج الإيراني. وأضاف أن المشكلة تكمن في رفض إيران التجاوب مع وكالة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي، ومواصلتها تخصيب اليورانيوم ومشاريع الماء الثقيل بوصفها مشاريع سلمية. وأشار الوزير البريطاني إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي لم يكن هدفها الحيلولة دون إنشائه. استعداد للتشغيل وقد بدأ خبراء إيرانيون وروس أمس السبت تغذية مفاعل محطة بوشهر بالوقود النووي، بحضور مراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك استعدادا لتشغيل أول محطة نووية إيرانية. وقدر مسؤولون إيرانيون أن يبدأ إنتاج الطاقة من هذا المفاعل بعد شهرين أو ثلاثة، وقالوا إن قدرته على الإنتاج عند اكتماله ستصل إلى 1000 ميغاوات. وعقب البدء في تغذية المفاعل بالوقود النووي، وقع رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ونظيره الروسي سيرغي كيريينكو بروتوكول تشغيل محطة بوشهر النووية. وشكر صالحي في مؤتمر صحفي الجانب الروسي على تعاونه مع إيران، وأكد أن هذا اليوم الذي افتتحت فيه محطة بوشهر "يوم تاريخي"، وأن إقامة المفاعل ترمز إلى "صبر إيران ومقاومتها للضغوط الغربية". أما المسؤول الروسي فقال إن العد التنازلي لتشغيل محطة بوشهر قد بدأ، وهنأ إيران بانطلاق العمل بالمفاعل. وتعود فكرة مفاعل مدينة بوشهر إلى العام 1974 عندما تعاقد شاه إيران محمد رضا بهلوي مع شركة ألمانية لإنشائه، لكنها أعلنت انسحابها منه إثر انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وسقوط نظام الشاه. وعام 1995 وقعت طهران مع موسكو اتفاقا لإنشاء المفاعل مقابل مليار دولار أميركي، لكن الأخيرة تباطأت في تنفيذه لأسباب عزاها محللون روس إلى رغبة موسكو في الضغط على طهران لتليين موقفها بشأن برنامجها النووي.