أعرب مسؤولو كرة القدم في صربيا الجمعة عن اعتقادهم بأنه من الإنصاف إعادة المباراة بين المنتخبين الصربي والإيطالي، التي توقفت الثلاثاء الماضي بعد سبع دقائق من بدايتها وألغيت بسبب شغب الجماهير. وفي وقت سابق حمل الاتحاد الصربي لكرة القدم، المنظمين في إيطاليا مسئولية أحداث الشغب التي تسببت في إلغاء المباراة بين المنتخبين الإيطالي والصربي في مدينة جنوى الإيطالية في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012).
مسؤولية المنظمين وقال توميسلاف كارادزيتش رئيس الاتحاد الصربي بعد اجتماع طارئ للمجلس التنفيذي للاتحاد: "الدولة المضيفة مسئولة عن التنظيم". وأضاف: "الانتقادات الموجهة إلينا، والتساؤلات حول كيفية السماح بما حدث في جنوى ليس له أساس. كل شخص يحمل جواز سفر لديه الحق في شراء تذكرة والسفر أينما يشاء، وفي هذه الحالة سافروا لمشاهدة مباراة كرة قدم. وكرر كارادزيتش أن المسئولين الصرب حذروا مسئولي إيطاليا من خطط المشجعين المشاغبين (الهوليجانز) لعرقلة المباراة من خلال أعمال العنف. وكانت المباراة قد تأجلت الثلاثاء الماضي لحوالي نصف ساعة عن موعد انطلاقها ثم توقفت بعد سبع دقائق من بدايتها وألغيت بسبب أعمال العنف من قبل مجموعة من المشجعين الصرب في مدرجات إستاد "لويجي فيراريس" وحوله.
تخاذل إيطالي وادعى كارادزيتش ومسئولون آخرون في صربيا أنهم طالبوا الإيطاليين برفع درجة الاستعداد الأمني للمباراة، ولكنهم لم يستجيبوا. وبالإضافة إلى شغب المشجعين الصرب في الإستاد قام الهوليغانز بالهجوم على حارس المرمى الصربي فلاديمير ستويكوفيتش في الحافلة التي كانت تقل الفريق أمام الإستاد قبل موعد بدء المباراة، وقد قال المسئولون واللاعبون الصرب أن الإجراءات الأمنية لم تكن كافية حينذاك. وقال ميليفوي ميركوف المفوض الأمني بالاتحاد الصربي لكرة القدم خلال مؤتمر صحفي: "رد فعل الشرطة الإيطالية كان ضعيفا. لم يفعلوا شيئا لمنع تلك الأحداث رغم تحذيرنا المسبق ورغم أحداث الشغب التي سبقت المباراة. وقال كارادزيتش إن صربيا ستقدم كل المعلومات إلى الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا): "وسنبذل كل ما بوسعنا لإثبات أن منتخبنا لا يستحق أن يعاقب بقرارات من يويفا". ومع ذلك أكد أن صربيا يجب أن تتوقع عقوبات "لا يجب أن نبالغ في التفاؤل". وذكرت صحيفة صربية الجمعة أن أحداث الشغب جاءت بالتنسيق مع جماهير نادي ريد ستار بلغراد.
الهدف إسقاط الرئيس وأوضحت صحيفة "بليتش" أن الغاية من أعمال الشغب هي إسقاط رئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم توميسلاف كارادزيتش. ونقلا عن مصدر من إحدى مجموعات مشجعي ريد ستار، أشارت الصحيفة إلى أن أعمال العنف قبل وخلال المباراة، التي تسببت في إلغاء اللقاء بعد سبع دقائق من البداية، جاءت بأوامر من زعماء مجموعات متطرفة لمشجعي كرة القدم. وأكد المصدر للصحيفة: "الأربع أو خمس أشخاص الذين كانوا يتحكمون في المدرج الشمالي (القطاع المخصص للجماهير المتطرفة بإستاد ريد ستار) دبروا سيناريو أحداث الشغب خلال مباراة إيطاليا".
الدور على ستويكوفيتش وتخوض جماهير ريد ستار حربا شرسة مع كارادزيتش، الرئيس السابق لنادي بارتيزان المنافس، وعادة ما يهتفون ضده في صيحاتهم، ولكن هذه المرة استهدفوا أيضا حارس المرمى ستويكوفيتش. وكان ستويكوفيتش (27 عاما) يلعب سابقا مع ريد ستار ورحل عن النادي في 2006 منضما إلى العديد من الأندية الأوروبية قبل أن يحط الرحال في بارتيزان ويشارك معه في بطولة دوري أبطال أوروبا في المرة الأولى التي يتأهل فيها النادي إلى البطولة منذ 2003 . وقامت الجماهير باستهدافه بعبارات الاستهجان خلال المباراة التي خسرها المنتخب الصربي على أرضه أمام استونيا الأسبوع الماضي، وهاجموه جسديا في جنوى، ورغم الصدمة التي تعرض لها أكد الحارس أنه سيشارك في مباراة بارتيزان أمام سميديريفو الجمعة. وزادت أعمال العنف بين الجماهير في ديربي بلغراد، مباراة ريد ستار وبارتيزان. ولا تزال الأجواء متوترة في صربيا قبل المباراة المقررة بين ريد ستار وبارتيزان في الدوري الصربي في 23 تشرين أول/أكتوبر الحالي. ورغم المخاوف الأمنية اتفق الاتحاد الصربي مع كلا الناديين على إقامة المباراة في موعدها.
اشتباكات سابقة وقبل يومين من أحداث جنوى، كان المتطرفون وأغلبهم من مثيري الشغب (هوليغانز) قد اشتبكوا مع الشرطة التي كانت تؤمن الاستعراض الأول للمثليين في بلجراد. وأصيب العشرات كما احتجز أكثر من 60 شخصا وينتظر توجيه الاتهامات إليهم. وتخطط الحكومة الصربية لإصدار تشريعات تسمح للسلطات بمعاقبة مثيري الشغب (هوليغانز) في عالم كرة القدم كما لو كانوا من أفراد عصابات الجريمة المنظمة. وأكدت وسائل الإعلام الصربية اليوم نقلا عن مصادر أن اللوائح الجديدة ستسمح للمحاكم بمصادرة ممتلكات زعماء عصابات الهوليغانز، وتمديد فترة اعتقالهم على ذمة التحقيقات لأكثر من ستة أشهر والاستماع إلى أقوال الشهود ضدهم، وأصبحت هذه المعايير ممكنة الآن خاصة في المحاكم المختصة بالجريمة المنظمة. DPA