عاد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى العاصمة اليمنية صنعاء مساء اليوم بعد زيارة قصيرة للعاصمة الإرتيرية أسمره استغرقت عدة ساعات, أجرى خلالها مباحثات مع فخامة الرئيس إسياس أفورقي رئيس دولة إرتيريا, تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها والتشاور إزاء المستجدات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الصومال والقرن الإفريقي. وكان فخامة الرئيس قد غادر العاصمة الإرتيرية قبل عصر اليوم وكان في مقدمة مودعيه بمطار أسمره فخامة الرئيس إسياس أفورقي رئيس دولة إرتيريا وعدد من المسؤولين الإرتيريين وسفير اليمن بأسمره عبد القادر هادي وفي مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام، بختام قمة جمعتهما تحدث الرئيسان ، حيث عبر الرئيس صالح عن سعادته بزيارة إرتيريا والالتقاء بالرئيس اسياسي أفورقي ، مؤكدا انه تم بحث كل ما يهم البلدين الجارين اللذين تربطهما علاقة مشتركة متينة ومن ضمن ما تم بحثه الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وأعمال القرصنة والإرهاب والأمن في المنطقة. وأضاف: كانت وجهات النظر متطابقة كما اتفقنا على التنسيق وتبادل المعلومات للتعاون في منطقة جنوب البحر الأحمر ومكافحة القرصنة والإرهاب وكل ما يتعلق بالأمن القومي للبلدين . وتابع الرئيس صالح : كما بحثنا التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثمار المشترك في مجال الثروة السمكية وهناك عدة محطات تم بحثها ووجهات نظرنا إزائها مشتركة ومتطابقة ". من جانبه قال الرئيس الإريتري اسياسي أفورقي " إن العلاقة بين البلدين استراتيجية والرؤية مشتركة إزاء العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية، وقد بحثنا مع الرئيس علي عبدالله صالح العديد من القضايا والآراء متفقة وهناك فرص عديدة يمكن الإستفادة منها لمصلحة البلدين". وأضاف : إتفقنا على تفعيل التعاون والإتفاقيات الموقعة بين البلدين وبما يخدم العلاقات الإستراتيجية وينمي من المصالح المتبادلة ويخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين اليمني والأرتيري. ولم تتضح بعد مدى نجاح زيارة الرئيس اليمني لاريتريا خصوصا وان مواقع اخبارية يمنية كانت قد توقعت بالملفات التي سيناقشها صالح مع افورقي في اسمرة .. بعدين غير معلنين للزيارة ويرى مراقبون انه من خلال نظرة للمسئولين المرافقين للرئيس صالح وهم وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي ، وكذا وزير الثروة السمكية محمد صالح شملان ، والخبير القانوني المخضرم عبد الله احمد غانم ،يكشف بعدين غير معلنين للزيارة المفاجئة، الاول يتعلق بمساعي لاقناع ارتيريا الانضمام الى تجمع صنعاء والذي يضم الى جانب اليمن كلا من السودان واثيوبيا وجيبوتي والصومال، لاسيما مع قرب انعقاده بمحور استقرار القرن الافريقي ، اما الثاني فهو متعلق بمشاكل الاعتداءات المتكررة على الصيادين اليمنيين واللغط الواقع بشأن المنطقة المشتركة للصيد التجاري والتقليدي منذ نتائج التحكيم الدولي لصالح اليمن بشأن جزر حنيش عام 1998م.
ازمة الصيد التقليدي وكان تقرير رسمي كشف عن احتجاز السلطات الارترية 384 قارب يمني منذ عام 2006 وحتى الربع الأول من العام الجاري 2010م. ووفقا للتقرير الذي سبق أن نشرته "الوطن"، فقد بلغت القيمة الكلية لقوارب الصيد التقليدي التابعة لصيادي البحر الاحمر والمحتجزة لدى السلطات الاريترية مع محركاتها ومعداتها 897500500 ثمانمائة وسبعة وتسعون مليون وخمسة مائة ألف وخمسمائة ريال.ووصل عدد الصيادين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب احتجاز قواربهم 3799 صياد تقليدي يمني. وعزز الاتحاد التعاوني السمكي في اليمن هذا الشهر مطالبته للرئيس صالح وللحكومة بالتفاهم مع الجانب الاريتري حول إطلاق القوارب والمحركات والمعدات التابعة للصيادين اليمنيين ،ودعا الى تشكيل لجنة فنية يمنية ارتيرية تضع آلية وشروط يسمح من خلالها للقوارب التقليدية اليمنية بالاصطياد وحل هذا الاشكال الذي أدى إلى الأضرار بالصيادين والاقتصاد الوطني منذ سنوات عده. مساعي احتواء أسمره في تجمع صنعاء وتسعى صنعاء لاحتواء ارتيريا -والتي توصف بواسعة الخصومة في محيطها -ضمن تكتل دول تجمع صنعاء ، بما يقود لمزيد من التقارب في حل الخلافات سواء مع اليمن صيدا وابعادا لمخاوف احتضان نشاطات معادية لليمن ، ومع جيبوتي واثيوبيا حدوديا، والصومال المنهار دولة واستقرار والمثقل بتدخلات متشابكة عمقت من نزيف شعبه الدامي .
وقالت مصادر دبلوماسية يمنية أن تحضيرات بدأت لعقد القمة القادمة لقادة دول تجمع صنعاء في العاصمة صنعاء خلال الفترة القادمة بمشاركة زعماء وقادة الدول الأربعة الأعضاء في التجمع السودان ، اثيوبيا ، جيبوتي، الصومال، الى جانب اليمن. المصادر في تصريحات نشرت اليوم بالتزامن مع الزيارة المفاجئة للرئيس صالح الى اسمره ، توقعت أن تنعقد القمة في أواخر شهر ديسمبر القادم أو خلال شهر يناير 2011 بناء على التنسيق والاتصالات التي ستجرى مع قادة دول التجمع . وأفادت بأن اجتماعات للجان الفنية ثم وزراء الخارجية ستسبق اجتماعات قادة تجمع صنعاء لعرض تقارير فنية عن مستوى الإنجاز منذ عقد آخر قمة وآليات تفعيل الإتفاقيات الموقعة بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية . وذكرت المصادر أن قضايا الشراكة الاقتصادية وتفعيل التبادل التجاري وإنشاء الشركات المشتركة سوف تستحوذ على جزء كبير من أجندة الاجتماعات ، فضلا عن التطورات الداخلية في بعض الدول الأعضاء والمستجدات الراهنة في الصومال والقرن الأفريقي ومكافحة القرصنة والإرهاب وتأمين الملاحة في البحر الأحمر .