بداية نشكر الصحافة اليمنية ونقابة الصحفيين اليمنيين للدور الكبير الذي لعبوه في إبراز عدالة القضية الفلسطينية على مدار السنوات السابقة، فقد مثلت هذه الصحافة حصنا منيعا للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني، وكانت ومازالت وستبقى رافدا عزيزا ووفيا من روافد الكفاح الفلسطيني، كما سبقها في ذلك العديد من أبناء الشعب اليمني أبطال منظمة التحرير الفلسطينية وزهرات شهداءها، الذين عمدوا بدمائهم الزكية معنى الأخوة اليمنية الفلسطينية، وسطروا انصع الصفحات في سفر كفاحنا. وكنا نأمل بعد أن عز الأمل، أن يبقى دورهم منصبا على فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وإبراز معاناة شعبنا والدفاع عن حقوقه الوطنية، ولكننا صدمنا عندما وجدنا أن بعض منها قد أضاع البوصلة وحاد عن مهمته ودوره النضالي النبيل، ليتقوقع داخل شرنقة الفتنة، والدفاع عن بعض الشخوص فاقدي الضمير وخونة الأمانة، من من أن لا يستحقون أن تمطر أنجس الأقلام في سيرتهم مدادها. وزاد من صدمتنا ما نشرته صحيفة الشارع من أن نقابة الصحفيين تعو للتضامن مع الكاتب ناصر أبو الهيجاء، وذلك في عددها 252 الصادر يوم الاثنين 10 ذو القعدة 1431ه / الموافق 18 / أكتوبر 2010. نعم أحجمتم عن رؤية الغابة وراء شجرة غير مثمرة كشجرة الزقوم، ونقصد هنا \" الصحفي \" ناصر أبو الهيجاء \" أتون الحرب \" والذي بكل أسف انقاد معه بعض المغرر بهم دون أن يعرفوا ويتحروا الحقيقة، وهنا أريد أن اذكر الأخوة في نقابة الصحفيين بما التزموا به في ميثاق الشرف الصحفي العربي والذي ينص على \" أن أول واجبات الصحفي وأهمها البحث عن الحقيقة، وتحري الدقة، وتحمل مسؤولية الرسالة الإعلامية الصادقة، والالتزام بأمانة المهمة وشرف المهنة، .......ورفض المزايدة والابتزاز والإثارة المتعمدة والتدليس على الرأي العام، والابتعاد عن إثارة الفتن والنعرات العرقية والدينية والطائفية...الخ \" . لقد قدم لكم الصحفي ناصر أبو الهجاء نفسه على انه ضحية، في حين إن أطفال اليمن طلابه في مهنة التدريس هم الضحية، لقد تم فصل المذكور بناءا على مذكرة من مكتب التربية والتعليم في محافظة صنعاء موجهة إلى وزارة التربية والتعليم كونه منقطع عن التدريس، أي انه قد تم فصله بعد أن خالف شروط العمل وخان أمانة المهنة، فهو ينام حتى أذان العصر وأطفال اليمن والمفروض أنهم أمانة بين يديه يبقون بدون دراسة، وعن هذا الموضوع وغيره بخصوص المذكور أحيلكم بداية إلى الجهات صاحبة الاختصاص لتعطيكم الحقائق كاملة، ومن ثم أحيلكم أيضا إلى مقال للكاتب عمر خميس حسان منشور على شبكة تعز اليوم الإخبارية وأخبار السعيدة بتاريخ 20/10/2010. نأمل من نقابة الصحفيين أن تبقى كعهدنا بها نبراس لشعب فلسطين، وان تكون دوما بحجم تضحيات شعبها، وبحجم عظمة اليمن ورفعة تاريخه، وسعة أفق قيادته، لا أن تكافئ من يسيء إلى اليمن وفلسطين بتقصيره بحق أطفال اليمن وأبناءه، بل أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بمحاسبة المسيئين. وهنا يدهشني ما بدء ينضح به بعض الصفيين وبأسلوب هابط من الطعن والإساءة إلى السلطة الفلسطينية ورموزها، في خطوة يبدو أنها استجابة \" لفتنة \" لدعوة نقابة الصحفيين، والتي كنا نأمل ونتمنى أن تكون دعوتها للتضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أو للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الاستيطان، أو ضد الحصار، أو ضد تهويد القدس، أو ضد الجدار، أو حتى للتضامن مع منكوبي تسونامي في اندونيسيا، فهذا والله اشرف وأكثر رفعة. فهل أصبحت الصحافة عبارة عن عصبة أو عصابة...؟ تتضامن نقابتها مع أي كاتب لمجرد انه كاتب، حتى لو كان هذا الكاتب أفاق ومنافق.. !!! وماذا عن قضايا شعوبنا..؟ أم إن تلك القضايا أصبحت سلعة للصحافة..؟ وليست مهام وطنية وأخلاقية...؟ وهل الصحفي إن اخطأ أو أساء لا يحاسب..؟ وصار لزوما على \" عصابة \" عفوا نقابة الصحفيين أن تتضامن معه ..!!!. أرى إن نقابة الصحفيين باتت طرفا في الانقسام الفلسطيني يجيرها البعض لإثارة الفتن، وصب الزيت على نار المناكفات الشخصية الهابطة، لذا نامل من الأخوة في الصحافة اليمنية ونقابة الصحفيين مراجعة الحقائق والتدقيق في الأحداث وفيما يثار من روايات كاذبة، وبأن لا يكونوا أداة رخيصة وينجروا وراء فاقدي الضمير والأفاقين، وبأن يعودوا إلى مواقعهم الرائدة في دعم صمود ونضالات شعبنا، والدفاع عن حقوقه الوطنية، وهنا أريد أن اذكر الجميع بأن لفلسطين أيضا كتابها، حتى من الأحرار والشرفاء والعقلاء من أبناء اليمن الذين يدركون حجم المعركة ولا يضيعون بوصلة القلم الوطني الحر النزيه، ويستطيعون أن يردوا، وإن لم يكن بنفس الأسلوب الهابط لبعض الصحفيين من أمثال فائز عبده، وعلي عبد الملك الشيباني، وسالم المجيدي، والذين يذكروننا باليسار اللامبالي في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم. وبرغم وقوفي على الحقيقة في موضوع أبو الهيجاء ومعرفتي بكل إساءاته وأخطاءه، قادني الفضول لمقابلة السفير الأغا، وسألته عن موضوع جواز سفر ناصر، فأجابني بأن لا علم له بالموضوع، واستدعى الموظف المختص، الذي أجاب بدوره بأنه طلب من أبو الهيجاء شهادة ميلاده والأوليات المطلوبة لاستصدار جواز السفر ولكن الأخير لم يحضرها، وهنا أجاب السفير، ليس من حقي أن احرم أي فلسطيني من حق له، وهذا ليس دأبي، ولكن لا يستطيع أي مواطن في أي بلد أن يستخرج جواز سفر بدون إحضاره للأوليات المطلوبة. وليس دفاعا عن الأغا ولكني أقول للإخوة الصحفيين والإخوة في نقابة الصحفيين وغيرهم، إذا ما دخلت مكتب السفير الفلسطيني، فإن أول ما تقع عليه أعينكم ، ليس ما هو موجود في مكاتب السفراء في كل أنحاء العالم تلك الصورة للزعيم والرئيس، وإنما يزدان مكتب السفير الفلسطيني في صنعاء بتلك الصور لكوكبة من عشرات الشهداء الفلسطينيين واليمنيين والعرب، من كل ألوان الطيف الفلسطيني ولمختلف الأجيال، هو يحيا معهم ويتوق لقاءهم ، فمن بينهم من هو اعز عليه منا جميعا، فبالله عليكم هل يعقل أن من يعطي كل هذا الوفاء للشهداء سيبخل أو سيقصر في حق الأحياء، فأي منطق غير هذا تسألون ....؟. فليرتقي الجميع إلى مستوى المسئولية وحجم المعركة مع الاحتلال، وكفى مهاترات مناكفات جانبية من اجل شخوص هم في ميزان تضحيات ومعاناة الشعب الفلسطيني مجرد حشرات، وليبقى القلم اليمني ومداده كما كان دائما فداءا لفلسطين وشعبها . 27/10/2010