واصل المنتخب الجزائري أداءه الهزيل وعقمه التهديفي وفشل في إحراز "نصف" فوز أمام المنتخب اللوكسمبورغي المتواضع قبل أقل من خمسة أشهر على مباراة الحسم أمام المنتخب المغربي الشقيق بالتصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2012. ست فرص بلا نتيجة ورغم أن محاربي الصحراء لاحت لهم أكثر من فرصة للتهديف عبر بودبوز ومفتاح وبن يمينة، إلا أنهم استمروا "رهائن" للعقم التهديفي الذي لازمهم منذ مباراة كوت ديفوار (3-2) في ربع نهائي بطولة أفريقيا للأمم في كانون الثاني/يناير الماضي بأنغولا. وخلال هذه المدة لم يحرز "الخضر" سوى فوزا واحدا غير مقنع بهدف يتيم في مباراة ودية أمام منتخب الإمارات، بألمانيا، عشية المونديال الإفريقي من ركلة جزاء قبل أن يستسلموا طيلة هذه المدة للعقم التهديفي رغم رحيل الشيخ سعدان ومجيء عبد الحق بن شيخة، حيث يستحق، بموجبها، الخضر الدخول بكتاب غينيس للأرقام القياسية لفشله في هز شباك منتخب يصنف في المركز 134 عالميا بينما يوجد هو (الجزائر) في الصف 34 أي بفارق 100 مركز كاملة!
العقم يتواصل رغم الجدد وعشية ودية لوكسمبورغ أبعد "الجنرال" بن شيخة سبعة من كوادر الخضر في مهمة تضامن معه فيها غالبية الجزائريين طالما أن بعض المبعدين فشلوا في إحراز الأهداف (غزال) وتراجع أداء البعض الأخر (بلحاج) وحل محلهم سبعة لاعبين جدد بينهم أربعة محليين وثلاثة محترفين رفعت من قيمة المهاجم كريم بن يمينة، مهاجم إتحاد برلين، إلى السقف. وفرح الجميع بقرب "الخلاص" مع مجيء هداف برلين، لكن الآمال التي علقت على الأخير لفك عقدة الهجوم سقطت في الماء فعجزه في مهمته في أول مباراة له مع "الخضر" حتى أنه أهدر بعضا من الفرص السانحة، على قلتها، أمام الحارس المحلي العملاق. ولا يعرف ما إن كان سيتم الاحتفاظ به في باقي المباريات في وقت كان اللاعب اعترف بأن المدرب بن شيخة أبلغه بأنه لن يمنحه أكثر من فرصة لتقدمه في السن (29 سنة).
لاعبون تحت المجهر بالمقابل قدم بعض المحليين أداء مقبولا، فكان خالد لموشية الذي لعب المباراة كاملة والأولى له بعد عودته للمنتخب منذ أمم أفريقيا أكثر اللاعبين نشاطا وحيوية وكان حامل الماء بالوسط رفقة مهدي لحسن، لكن محاولاتهما الهجومية كانت سريعا ما تتقطع عدا تسديدة واحدة من لاعب سانتندر كادت تزو شباك الحارس اللوكسمبورغي. بينما ظهر كريم زياني بعيدا عن مستواه وحاول التحرك في أكثر من جهة لتحريك خط الوسط لكنه فشل في أداء دوره بسبب وجوده بدون منافسة منذ أشهر لوجوده على دكة البدلاء بفريق فولفسبورغ الألماني. في حين حاول الظهير الأيمن محمد مفتاح، الذي نزل بديلا في المرحلة الثانية، الظهور بمظهر جيد وأهدر أخطر فرصة للخضر عندما تسلل بمنطقة المنافس وسدد كرة جانبية (79) وهي أخطر فرصة رفقة محاولة بودبوز (66) الذي لعب، في أغلب فترات المباراة، لنفسه وللاستعراض الممتع والوسط المتأخر إلى الوراء أكثر منه للهجوم واللعب الجماعي.
شكوى من التكتل الدفاعي للوكسمبورغ واشتكى اللاعبون عقب المباراة للداء الدفاعي للمنتخب المستضيف وتكتله في منطقته طيلة المباراة ما صعب من مهمتهم في بلوغ مرماه ولو عبر هدف يعيد الثقة للاعبيه. واعترف لحسن أن زملاءه بالمنتخب كانوا يعلمونه جيدا أن المنتخب اللوكسمبورغ سيواجه الجزائر في الوراء ولن يغامر للهجوم الأمر الذي حصل وصعب من مهمة الجزائريين، مؤكدا أن زملاءه حاولوا البحث عن حلول لهذا الوضع لكنهم فشلوا في إحراز الهدف على حد تعبيره.
غياب 4 ركائز وكان المنتخب الجزائري افتقد عشية المباراة لجهود أربعة من ابرز لاعبيه وهم حليش ويبدة وبوقرة وجبور الذين تعرضوا لإصابات طارئة ومتفاوتة. وفيما رجحت عودة الثلاثي حليش ويبدة وجبور للمنافسة بعد أيام، تبين أن إصابة مدافع رينجرز الاسكتلندي مجيد بوقرة ستغيبه عن المنافسة لنحو ثلاثة أسابيع، وذلك على الرغم من نفيه خطورة الإصابة التي تعرض لها على مستوى ركبته. من سمير عبد العزيز Eurosport