ابوظبي: ودع الوحدة الإماراتي بطولة العالم للأندية لكرة القدم بعد خسارته الفاجعة أمام بطل آسيا سيونغنام الكوري الجنوبي بأربعة أهداف في المباراة التي أقيمت السبت على استاد مدينة زايد ضمن الدور ربع النهائي للبطولة التي تستضيفها العاصمة أبوظبي حتى 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. وسجل أهداف الفريق الكوري المحترف الكولمبي ماريبينو مولينا (3)، والأسترالي ساشا أوغنينوفسكي (30)، وشيو سونغ (70)، وهيو سونغ (80)، فيما أحرز للوحدة البرازيلي فرناندو بيانو هدفه الشخصي الثاني في البطولة (27). وكان الوحدة تغلب على بطل أوقيانوسيا هيكاري يونايتد بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة الافتتاحية للمونديال محققاً أول فوز إماراتي في البطولة غير أنه سقط أمام الشمشون الكوري بالضربة القاضية ولم يقو على إكمال مشوار البطولة. وقضى سيونغنام على حلم الوحدة في التأهل إلى المربع الذهبي لمونديال الأندية ليكسب الرهان ويؤكد جدارته في ملاقاة انتر ميلان الايطالي الأربعاء المقبل. وسقط العنابي في مغبة الارتباك والضغط النفسي غير المبرر منذ الدقائق الأولى ليمنح المدافع حمدان الكمالي الفريق الكوري فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل من خطأ في تشتيت الكرة رغم أنها كانت في طريقها السهل ليدي حارس المرمى عادل الحوسني الخارج من مرماه لالتقاطها، لتصل إلى المحترف الكولمبي ماريبينو مولينا الذي أطلقها من اللمسة الأولى في الشباك (3).
بداية كورية وتأخر الفريق الإماراتي في دخول أجواء المباراة قبل أن يتخلى عن الحذر الدفاعي ويتقدم بثقة إلى ملعب سيونغنام معتمداً على بناء الكرات من الخلف بواسطة البرازيلي هنريكه هوغو ومواطنه ماغراو واسماعيل مطر قبل توزيع الألعاب على الجناحين فهد مسعود ومحمود خميس. وكاد هوغو أن يعدل النتيجة من كرة ركنية نفذها على المرمى الكوري مباشرة لكن الحارس يونغ سونغ استبسل في إبعادها وسط ذهول لاعبي الفريقين، تلاه فتى السامبا الآخر فرناندو بيانو بتسديدة قوية جاورت المرمى بقليل. وشن بيانو هجمة من وسط الميدان ومرر كرة مثالية لمسعود المتطوع في اليمين قبل أن يسارع خطواته إلى داخل المنطقة لاستقبالها مجدداً برأسه ويغمزها في الشباك معيداً المباراة إلى ضربة البداية (27).
ساشا يقتل فرحة الوحدة ولم يمض على الفرحة الإماراتية سوى ثلاث دقائق حتى كشف الأسترالي ساشا أوغنينوفسكي- المتوج أخيراً بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2010- عن نفسه في المباراة محرزاً هدف التقدم للكوريين بالارتقاء دون مضايقة بين مدافعي الوحدة مستغلاً ضربة ركنية وصلته في العمق ليدكها في مرمى الحوسني (30). وفرض الوحدة إيقاعاً هجومياً على خصمه في الشوط الثاني لتجاوز عيوبه الفنية التي وقع فيها دفاعياً على قاعدة "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، لكنه عانى من انعدام الثقة في مركز صناعة الألعاب علاوة على خلخلة المنطقة الدفاعية لتتكسر هجماته في الثلث الأخير من ملعب سيونغنام. وسنحت للعنابي أكثر من فرصة للتعديل الأولى قادها مطر بمجهود فردي كان لها الحارس يونغ بالمرصاد، والثانية نفذها بيانو من ضربة مباشرة علت العارضة بقليل، والثالثة من رأسية بشير سعيد تكفل الحارس أيضاً بالتقاطها. واستشعر لاعبو سيونغنام الخطر في النصف الأخير من الشوط خصوصاً بعد التعديلات التي أجراها مدرب الوحدة النمساوي جوزيف هيكسبيرغر بإشراك سعيد الكثيري مكان فهد مسعود لتنشيط الناحية الهجومية، مما دفع بهم إلى الأمام لتسجيل هدف الاطمئنان، وكان لهم ما أرادوا بفضل الهدايا التي قدمها مدافعو الوحدة.
هدف ثالث ينهي المباراة وأحرز شيو سونغ الهدف الثالث من كرة استقبلها مستفيداً من تمريرة بينية وضعته في مواجهة الحارس الإماراتي ليسددها صاروخية في الزاوية البعيدة (70)، وما هي إلا عشرة دقائق حتى أطلق شو هونغ رصاصة الرحمة على العنابي من رأسية زاحفة استقبلها من ضربة ثابتة بعيدة المدى وزرعها في الشباك. وفقد لاعبو الثقة في إمكانية العودة للقاء بعد الفارق الكبير ليودعوا البطولة بنتيجة كبيرة فاقت توقعات الجمهور الذي زحف خلفهم من مختلف الإمارات.