ألقت قوات الأمن السودانية القبض على جميع النساء اللائي حاولن تسليم وزارة العدل مذكرة إحتجاج على بعض القوانين التي يعتبرنها مجحفة بحق النساء مثل عقوبة الجلد. وقد أوقف رجال أمن يرتدون ملابس مدنية المتظاهرات ومنعوهن من الوصول إلى مبنى الوزارة بالقوة. وقاموا بحمل النساء وضربهن ووضعهن في السيارات التي تحركت بهن الى القسم الشمالي من الخرطوم، وهو مركز شرطة وسط الخرطوم. وخلال عملية تفريق المظاهرة ضرب مراسل بي بي سي الخدمة العالمية جيمس كوبنل، وصودر جهاز التسجيل الذي كان بحوزته ثم أعيد إليه بعد مصادرة المادة المسجلة. كما تعرض إعلاميون من منظمات اخرى للمعاملة ذاتها. وكانت السلطات السودانية قد اعلنت قبل ذلك انها تحقق في جلد فتاة علنا على يد افراد من الشرطة، وذلك بعد نشر مقطع فيديو على الانترنت يظهر عملية الجلد. وكانت العديد من المواقع السودانية والعالمية نشرت مقطع فيديو يظهر رجل شرطة وهو يجلد الفتاة، بينما هي تستغيث وتتوسل. وأظهر المقطع كذلك شرطي آخر وهو يشارك في جلد الفتاة، بعد أن أمسكت بسوط الشرطي الأول. ولا يعلم على وجه التحديد هوية الفتاة ولا سبب جلدها، لكن بيانا صادرا من السلطة القضائية السودانية ذكر أن تحقيقا سيجري بشأن إذا ما كان تنفيذ العقوبة تم بطريقة مخالفة "للضوابط المقررة". يذكر أن قانون "النظام العام" السوداني، الذي أقر عام 1991، يجيز توقيع عقوبات بالجلد على الرجال والنساء. ويتعلق قانون النظام العام بقضايا تتعلق بملابس النساء وشرب الخمور والسلوك العام في الشارع. وانتقدت العديد من منظمات حقوق الانسان السودانية جلد الفتاة باعتباره "إذلالا" للمرأة السودانية.