عندما نمعن النظر في اقتفاء السير في ركب الخطيئة ،يتمرد النهج والنظام على كل المبادئ والقيم وتصبح المعالجات لاستئصال ما ينتج عن ذلك من انحرافات خطيرة على نحو من العبث والطيش والعمالة فإذا افتقدت أدواتها لمشارط الحرص والإخلاص حيث أن التلفع أو التلحف بجريرة العصيان وامتهان هذه السياسة الشيطانية كوسيلة للوصول إلى غاياتها المشبوهة المرتكزة على نهج صهيوامريكي زائغ ينفخ في رماد الجريمة والخيانة للدين وللوطن . فعمدت الإدارة الأميركية مؤخرا إلى لعبة جديدة المسماة \" الطرود المفخخة \" على مسار التفاعلات الدولية ، وسيناريو تشترك في رسمه دول الشر والاستكبار ،فلم يعد شيئا خافيا ، فألعاب أمريكا غدت مكشوفة وذلك لا بد أن يأتي في إطار التوجهات الجديدة للسياسة الأمريكية ، فموضوع الطرود له أهداف خفية، حيث تريد أمريكا الدخول إلى اليمن، تحت مسمى الحرب على الإرهاب كما احتلت العراق وأفغانستان بذريعة صنيعتها القاعدة . ثمة مفارقة عجيبة !! حيث أن هذه المفارقة تكمن في تناغم خيوط اللعبة وأوراق السياسة فأمريكا تتمظهر أنها حريصة على اليمن والمجتمع الدولي لإنقاذه من آفة الإرهاب المؤدلج أمريكيا . كما أن موقف النظام المترهل تجاه مؤامرات الأعداء والمكائد والمكر من قبل الأمريكيين في حرصهم الشديد واستراتيجيتهم المعلنة والتكتيك المجهز سابقا لاستباحة دماء اليمنيين فحيث وأنهم يغردون باسطوانة مشروخة لا يخامرعاقل الشك في أنهم يسعون من خلالها إضرام الفتنة في هذا الوطن السعيد المثخن بالمؤامرات . إن اليمن يملك موقعا إستراتيجيا وجغرافيا هاما، ويشرف على أهم مضيق بحري هو باب المندب، و\"لعل خروج الرئيس الأميركي أوباما ليتحدث عن حادثة الطرود المشبوهة يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها\". وتأتي هذه الترتيبات المسبقة من الولاياتالمتحدة في تحويل اليمن إلى بؤرة جاذبة للصابئين ومرتعاً خصباً لطفيلياتها الكريهة والبغيضة المسماة تنظيم القاعدة ويظل الوضع في اليمن ساحة لقوى الشر ولصوص المزايدات السياسية المضروبة وسوقاً مفتوحاً لنخاسي الحروب والصراعات يشيدون عليها أوهامهم الشيطانية و في سياق ترسيخ الدعاية الأمريكية و الغرب بمجمله عن أن اليمن صارت مأوى للقاعدة، وانه على وشك الانهيار فالتصريحات الأميركية في الفترة الماضية تصور النظام في اليمن \"عاجزا\" أو \"غير جاد\" في محاربة الإرهاب، ويعتبر ذلك مقدمات للتدخل العسكري المباشر فالأميركيون يسعون للسيطرة على باب المندب، وجزيرة سقطرى بالمحيط الهندي، لأنه كما يبدو أن المنطقة قادمة على حدث كبير لا نعلم ما هو، وأعتقد أن اليمن سيكون ضمن هذا الحدث الكبير\". كما صرح مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان لوسائل الإعلام أنه أبلغ الرئيس اليمني يوم السبت المنصرم أن الولاياتالمتحدة \"تقف على أهبة الاستعداد\" لمساعدة حكومته في مكافحة تنظيم القاعدة باليمن وأضاف \"اليمن يتعرض منذ فترة لضغوط أميركية بالتدخل العسكري المباشر لمحاربة تنظيم القاعدة وحيث أن الطرود المتفجرة المرسلة من اليمن إلى أوروبا وأميركا، وردة الفعل الغربية على حالة الارتباك في المطارات التي كان آخرها إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إصراره على القضاء على «القاعدة» في اليمن . وفي المقابل صرحت جهات مسئولة في النظام اليمني بأن هناك ضغوطات وصفت بالقوية على الحكومة اليمنية ولكن بقيت الحكومة اليمنية تقاوم هذه الضغوط، حتى وصل الأمر إلى المساومة على جزيرة سقطرى\". وحذر المصدر المسئول من أن تكون الطرود المشبوهة بمنزلة سفينة الكابتن البريطاني هينس عندما احتل عدن في القرن الثامن عشر، أو الحجة التي تستند إليها واشنطن لتبرير عمل قادم ضد اليمن. وكما تردد في وسائل الإعلام أن بريطانيا ودبي اكتشفت يوم الجمعة الماضي طردين جويين يحتويان على مواد ناسفة مرسلين من اليمن إلى معبدين يهوديين في شيكاغو وعثر على إحدى العبوتين الناسفتين في طرد على طائرة تابعة لشركة يونايتد بارسل سيرفيس (يو.بي.اس) للشحن الجوي في مطار ايست ميدلاندز شمالي لندن وعثر على الثانية في دبي داخل عبوة حبر خاصة بطابعة كمبيوتر في طرد تنقله شركة فيديكس للشحن. كما أن المطارات يوجد فيها أدوات تكنولوجيه متطورة عالية الدقة مجهزة لفحص الشحنات الذي تستند إلى تقييم المخاطر ومع ذلك يستندون إلى المعلومات الخاصة ببلد المنشأ وغيرها من المعلومات وبين المسح الضوئي الذي يستخدم الأشعة السينية أو أشعة جاما في تصوير ما بداخل العبوات المغلقة وبين التفتيش الفعلي الكامل فكيف استطاع تنظيم القاعدة ان يدرج المتفجرات بداخل الطابعة أو الأجهزة الالكترونية ؟؟؟؟ ما أشبه الليلة بالبارحة مثل ينطبق على سياسة أمريكا في حربها الصليبية على الإسلام المسماة مكافحة الإرهاب فكل مؤامراتهم ستبوء بالفشل وتلحق بمؤامرات سابقة لها كقصة عمر النيجيري الذي مر من اليمن كزائر وزعمت أمريكا انه حاول تفجير طائرة ركاب مدنية فوق مدينة ديترويت الأميركية خلال الاحتفال بأعياد الميلاد نهاية 2009 وهو ما دفع الغرب إلى التحرك لدعم اليمن في مواجهة القاعدة فيما زادت الولاياتالمتحدة من مستوى تعاونها العسكري مع السلطات اليمنية وتنفيذ عمليات استخباراتية وضربات جوية في الأراضي اليمنية وفقاً لوسائل إعلام غربية فهكذا يؤلفون السيناريوهات إذا أرادوا احتلال أي بلد تحت ذريعة ملاحقة تنظيمهم الوهمي الشيطاني الذي يخدم كل توجهاتهم في المنطقة . [email protected]