قال مسؤولون أمنيون بريطانيون إن اكتشاف طردين مفخخين كانا في طريقهما إلى الولاياتالمتحدة تم بعد أن أبلغ عضو سابق في تنظيم القاعدة السلطات السعودية بذلك. طبقاً لبي بي سي. وكان الرجل ويدعى جابر الفيفي قد سلم نفسه للسلطات السعودية قبل اسبوعين. ودفعه ندمه على أفعاله إلى الكشف عن معلومات أدت إلى اكتشاف طردين، أحدهما في بريطانيا، والآخر في دبي كانا مرسلين من اليمن إلى الولاياتالمتحدة. حسبما أعلنت السلطات.
وكان الفيفي أحد السعوديين المعتقلين في مركز اعتقال خليج جوانتانامو. ويقال إنه انضم إلى تنظيم القاعدة في اليمن بعد إطلاق سراحه، على الرغم من مشاركته في برنامج إعادة تأهيل في السعودية.
وشكك مراقبون يمنيون في صحة هذه الرواية التي تقول أن السعودية حصلت على معلوماتها عن طريق الفيفي، قائلين في أحاديث ل"المصدر أونلاين" إنه من غير المعقول أن يكون لدى الفيفي معلومات حساسة ودقيقة كهذه عن إرسال الطرود ومعرفة أرقامها التسلسلية والطائرات التي أرسلت عبرها بالرغم من أنه سلم نفسه قبل ذلك بأسبوعين".
ويأتي ذلك في وقت تتزايد الشكوك والتساؤلات حول حقيقة الطرود الملغومة والغموض التي تحيط بها، فضلاً عن تعمد السلطات السعودية عدم إبلاغ اليمن بقضية الطرود، قبل خروجها من مطار صنعاء، وإبلاغ المعلومات التي تقول إنها حصلت عليها إلى الولاياتالمتحدة.
وقال عبدالحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم "إن قصة الطرود المفخخة وروايتها مسألة يكتنفها كثير من الغموض وهي بحسب كثير من المتابعين لم تبدأ يوم الثلاثين من أكتوبر بل حيكت خيوطها منذ إعلان حالة التأهب القصوى في أوروبا تحسبا لتهديدات مفترضة من القاعدة واستنادا على معلومات استخباراتية قدمتها السعودية آنذاك". طبقاً لما نقلت عنه وكالة يونايتد برس انترناشونال.
وأضاف أن الهدف هو أن "يبدو اليمن بعد أسبوعين ضحية لتلك التوجسات المفترضة، وخاصة مع تزامنها مع الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي ومحاولة استعطاف الإدارة الأمريكية للوبي الصهيوني اليهودي في تلك الانتخابات من خلال هدف يهودي افتراضي تتجه إليه الطرود المفخخة".
وتابع قوله "بدت رواية الطرود مفككة وضعيفة سواء من حيث طريقة الاكتشاف السعودي الذي كان اليمن أولى بأن يكون أول من يعلم به قبل أمريكا، أو من حيث مصداقية المعلومات وبناء القصة، والتناقضات الكثيرة التي رويت من طرف واحد".
وأكد النهاري إن هناك شيء ما يقف خلف هذه القضية، قائلاً "أصبح من الواضح أن هناك مؤامرات تستهدف اليمن ومحاولات بائسة من بعض الدول لتجميل صورتها لدى أمريكا على حساب الإساءة لسمعة اليمن ووضعه في مهب الإرهاب زورا وبهتانا، والتقليل المجحف من جهوده المبذولة في مكافحة الإرهاب".
وكانت قد أقرت اللجنة الوطنية لأمن الطيران المدني اليمني "اتخاذ المزيد من الضوابط والإجراءات الإضافية في المطارات اليمنية خاصة في ضوء تطور أساليب التنظيمات الإرهابية". إلا أن اللجنة أشارت إلى أن "الطردين المشبوهين المكتشفتين في دبي وبريطانيا مؤخرا قد اكتشفا وفقا لمعلومات استخباراتية عالية المستوى وكان من الصعوبة الكشف عنها بالوسائل المعتادة".
وأقرت اللجنة التي يرأسها وزير النقل خالد ابراهيم الوزير "تطبيق أساليب تفتيش غير اعتيادية على جميع الشحنات الخارجة من المطارات اليمنية وبما يضمن أمن الطيران المدني"، إضافة إلى إقرار "تطبيق نظام اعتماد وكلاء الشحن الجوي بما يضمن ربط منح التراخيص لهم بتوفير الاشتراطات الدولية واستمرار الرقابة الدورية عليهم".
وقد اعلن مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب جون برينان ان الشخص الذي اعد الطردين المفخخين اللذين كانا في طريقهما الى الولاياتالمتحدة هو نفسه الذي اعد القنبلة التي حاول تفجيرها النيجيري عمر فاروق على متن طائرة أمريكية قبيل نهاية العام الماضي.
ووجه عدد من المسؤولين الامنيين الامريكيين اصابع الاتهام إلى السعودي ابراهيم العسيري باعداد القنبلتين اللتين تم العثور عليهما في دبي وبريطانيا باعتباره خبير المتفجرات في فرع "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية".
والعسيري المدرج على رأس لائحة المطلوبين في السعودية هو شقيق الانتحاري عبد الله العسيري الذي حاول اغتيال نائب وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف العام الماضي بحزام ناسف.