ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محامي مبارك: عناصر تدربت في أميركا وصربيا وحصلت على مقابل مادي وقاموا بالركوب على موجة الثورة
نشر في لحج نيوز يوم 09 - 07 - 2011

من بين نفثات دخان سيجاره الكوبي، ومن وسط أكوام من الأوراق والمستندات وجبال من الكتب والمذكرات القضائية المتشعبة الأفرع، تحدث فريد الديب، محامي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ل«الشرق الأوسط» في أول حوار من نوعه، عن الوضع القانوني والصحي لمبارك، الذي أطاحت بحكمه ثورة 25 يناير (كانون الثاني). وتحدد يوم 3 أغسطس (آب) المقبل لمحاكمته في ثلاث تهم هي: قتل المتظاهرين، والكسب غير المشروع، والفساد في إدارة شؤون البلاد. وينفي الديب التهم الموجهة لمبارك، كما دافع عن نجليه وزوجته، وكذا حبيب العادلي وزير الداخلية في النظام السابق، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، معربا عن ثقته في براءتهم جميعا من التهم المنسوبة إليهم.
وتتناثر على مكتب الديب في مقره بضاحية الزمالك، الأوراق في كل الاتجاهات المحيطة به، وكأن إعصارا ضرب أرجاء المكتب. وفي حين لا يكف هاتفه الجوال عن الرنين طوال الوقت، تطرق الديب إلى التحقيقات في القضايا التي يواجهها موكلوه، وقال إن الشهداء من الشباب والشرطة قتلوا بنوع واحد من أسلحة معظمها غير موجود بمصر.
وتحدث الديب عن الحالة الصحية لمبارك التي قال إنها متدهورة للغاية وإن السرطان أصابه في القناة المرارية الكبرى والاثنى عشر والمرارة ولا يجوز نقله من المستشفى. وإلى أهم ما جاء في الحوار..
* كيف تم تكليفك بالدفاع عن الرئيس السابق وزوجته ونجليه؟
- تلقيت اتصالا هاتفيا يوم 11 أبريل (نيسان) من أحد أفراد عائلة مبارك وقال لي: «الرئيس عايزك»، فذهبت مباشرة إلى شرم الشيخ، وجلست معه، وعرفت منه أن لديه تحقيقا صباح اليوم التالي، وبالفعل حضرت معه التحقيق بناء على توكيل رسمي منه لي حرره في اليوم نفسه.
* ما أول انطباع خرجت به بعد لقائك بمبارك؟
- لاحظت في حديثه الصدق بشكل غير عادي. وأعتقد أن خبرتي في مهنة المحاماة على مدار سنين تتيح لي أن أميز هذا جيدا. كما أنه رجل طيب جدا وسليم النية لدرجة أنني دهشت أنه بهذه الطيبة. ولم أكن قد التقيت بمبارك منذ كان نائبا للرئيس (المصري الراحل أنور) السادات.
* ما التهم الرئيسية التي تترافع فيها عن مبارك؟
- أمام القضاء هي التهم الثلاث الواردة في قرار الاتهام، بالإضافة إلى أنني أدافع عن سلامة موقف مبارك الذي درسته دراسة مستفيضة ومن حقه علي أن أفصح عن هذه الأمور وأتناقش مع من يتهمه جزافا وجورا.
* قلت في أحد البرامج (التلفزيونية) إن مبارك أيد الثورة. كيف؟
- لم يكن في مطالب الشباب أبدا رحيل مبارك من السلطة، ولكن كانوا يطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية.. هذا كان من حقهم، ولقد أيدها مبارك نفسه كتأييد لمطالب شباب الثورة، وقال هذا في خطابه الأول حينما أعلن من خلال جملة محددة قال فيها إن شباب الثورة على حق في ثورتهم وعلى حق في مطالبهم، ثم استجاب لهم بأن أقال الحكومة وعلق (جلسات) مجلسي الشعب والشورى حتى تفصل محكمة النقض (في الطعون بحق نواب عن دخولهم البرلمان بالتزوير). مبارك كان يستجيب لمطالب الثورة في حدود الدستور وكان يسعى للمحافظة على كيان الدولة ودستورها ومؤسساتها.
* هل اعترف لك مبارك بتفهمه للأسباب الحقيقية للثورة؟
- مما لا شك فيه أن من الشرارات التي أدت إلى مشكلات كبيرة ونتج عنها الثورة، كانت نتائج انتخابات (البرلمان) 2010، لقد كانت شيئا مؤسفا جدا بالإضافة للإشاعات التي كانت تسري بين الناس عن التوريث لجمال مبارك.
* لكن البعض كان يقول إن ملف التوريث كان يتم الإعداد له منذ فترة؟
- لا.. لم يكن أكثر من مجرد شائعات. وكان يروج لها المحيطون بمبارك وجمال من أجل الاستفادة منهما بأكبر قدر ممكن. ولا داعي لذكر أسمائهم، والتاريخ سيذكر أفعالهم في يوم من الأيام.
* قطاعات من الرأي العام كانت ترى في نفي مبارك للتوريث كلاما غير مقنع؟
- لقد قال لي الرئيس السابق إنه لم يكن يريد ابنه جمال أبدا رئيسا لمصر. والمفاجأة أن جمال نفسه لم يكن يفكر في هذا الأمر نهائيا.
* هل تعتقد أن مبارك كان على علم بما كان يحدث في ميدان التحرير أثناء الثورة، خاصة موقف وزارة الداخلية ووزيرها حبيب العادلي من الأحداث؟
- لم يكن هناك شيء خافيا عنه، ولقد اختلف العادلي مع مبارك يوم الجمعة 28 يناير، وقال له إن هناك عناصر أجنبية في الميدان سرقت السلاح من أقسام الشرطة والقوات (الشرطية) فرت لأن تعليمات سيادتك أن لا يكون مع قوات الشرطة سلاح في الميدان وهذه هي النتيجة، شيل انت بقى (أي: عليك تحمل مسؤوليتها). والقوات التي نزلت لفض المظاهرات كان عددها محدودا.. نحو 50 ألفا فقط على مستوى جميع محافظات مصر، لأن العدد الإجمالي لقوات الأمن المركزي نحو 240 ألفا، وثلثا هذه القوة على الحدود الشرقية (بسيناء) لحماية مصر طبقا لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.
* أشرت لدور «العناصر الأجنبية المندسة» مع الثوار. من تقصد، وما دليلك؟
- وفقا لأحد أهم الشهود في القضية، فإن العناصر المندسة هذه هي عناصر مسلحة من حزب الله تسللت إلى مصر مع بداية الثورة والتقت بعناصر من جماعة الإخوان المسلمين، وقاموا بعمليات حرق وتدمير منظمة في وقت واحد لكل أقسام الشرطة وسرقة الأسلحة التي بها وفتح السجون بعد اقتحامها وإطلاق سراح مسجوني حزب الله الذين كان مقبوضا عليهم في مصر. ولقد شاهدناهم بعد ذلك بنحو الساعة على شاشات التلفزيون في لبنان، فضلا عن مسجونين جنائيين في منتهى الخطورة؛ نحو 30 ألف مسجون لإشاعة الفوضى والذعر بين الناس.
* هل لك أن تفصح لنا عن اسم هذا الشاهد والمزيد من شهادته؟
- اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات السابق نائب رئيس الجمهورية السابق. وفي الشهادة أنه تم تدريب العديد من العناصر التي تعاونت مع العناصر الخارجية التي تسللت إلى مصر، ولقد كشف سليمان عن هؤلاء الأفراد، وأنه تم تدريبهم تحت مظلة العمل ضمن منظمات حقوق الإنسان وحصلوا على مقابل مادي كبير، وهؤلاء من قاموا بالركوب على موجة الثورة وابتلعوها، لأن الثورة بدأت بريئة وسلمية ونظيفة بشباب مصر الأوفياء، والدليل أن الأيام الثلاثة الأولى للثورة حتى يوم 28 يناير لم يقع أي ضحايا أو اشتباكات بين الأمن وهؤلاء الشباب.
* وأين تم تدريبهم؟
- في أميركا وصربيا.
* بماذا تفسر أعداد شهداء الثورة الذي قارب الألف (850)؟
- العادلي قال في التحقيقات إنه لو كان عنده قرار بإطلاق النار على المتظاهرين في ميدان التحرير الذي كان يقارب عدد المتظاهرين فيه 3 ملايين مصري يوم الجمعة 28 يناير، فهذا يعني ببساطة أنه لو فتح 1000 عسكري فقط النيران عليهم بشكل عشوائي فإنه كان ما لا يقل عن 200 ألف إلى 300 ألف متظاهر قد قتلوا.
* هل هذا يعني أن العادلي أيضا غير متورط في قتل المتظاهرين؟
- العادلي لم يطلق رصاصة واحدة حية على المتظاهرين، واستخدم قنابل مسيلة للدموع أو صوت، وهي أسلحة تستخدم من قوات الأمن في العالم لفض الشغب، وهو الذي طلب من الرئيس نزول الجيش لأن قواته انفرط عقدها دون سلاح. واللواء أحمد رمزي (مدير الأمن المركزي) قدم التحقيق المنشور الذي تم توزيعه على القوات بحظر استخدام الأسلحة وعدم النزول بأسلحة نارية للميدان. وزير الداخلية السابق لم يفعل أكثر مما كان يجب عليه أن يفعله. وهو حاول فض المظاهرات سلميا، وبالفعل كانت الناس تغادر الميدان سلميا في الأيام الأولى، إلى أن اندست وسطهم مجموعات خارجية أجنبية يوم 28 يناير للأسف الشديد، وهناك قوى سياسية دفعت بأعداد ضخمة جدا من أتباعها أيضا لتندس وسط شباب الثورة، ومن ثم ابتلعت ثورة الشباب الحقيقية على يد هؤلاء. والدليل أن شهداء الثورة من الشرطة تم إطلاق النار عليهم من الأسلحة نفسها التي ضرب بها الشباب في الميدان، وبعضها أسلحة غير موجودة في مصر.
* هناك أيضا من يتهم العادلي بأنه يقود فلول نظام مبارك في ما يعرف باسم «الثورة المضادة». ما تعليقك؟
- هذا كلام غير جاد.. الرجل مجرد من كل شيء ومسجون وفقد كل سلطاته ووسائل اتصالاته فكيف يفعل ذلك؟ وما يجري معه تصفية حسابات من جانب تيارات سياسية كان جاثما على أنفاسها لصالح الشعب المصري، والتي ما إن انطلقت حتى رأينا ما يحدث في الشارع المصري الآن.
* ما حقيقة ثروة مبارك التي قدرتها تقارير إعلامية بمليارات الدولارات؟
- أتحدى أي شخص في مصر أو في العالم أن يأتي لي بورقة تثبت أن مبارك يمتلك دولارا واحدا أو عقارا أو منقولا خارج مصر.. كل ما يملكه مبارك ومثبت في إقرار الذمة المالية نحو 6 ملايين جنيه (أكثر قليلا من مليون دولار) في البنك الأهلي المصري فرع مصر الجديدة، وهي مدخرات على مدار خدمة 62 عاما، وشاليه آخر متنازع على قيمته في شرم الشيخ، والقضاء سيحسم هذا الأمر.
* هل تعتقد أن القبض على حسين سالم، الذي يوصف بأنه صديق مبارك ومخزن أسراره، قد يغير من مسار القضية؟
- بالطبع، فالقبض على حسين سالم سيفيدني جدا جدا، لأن التحقيق معه سيكشف الحقيقة حول كل الأقاويل التي طالت ذمة الرئيس المالية، وستتكشف كل الأكاذيب ضد مبارك، لقد سعدت جدا بالقبض عليه.
* هل امتنع مبارك عن الإدلاء بأقواله في بعض القضايا أثناء التحقيقات معه؟
- نعم، وتحديدا القضايا التي تخص الأمن القومي وتتعلق بالمؤسسة العسكرية، وكان يحجم قائلا: «لن أخوض أكثر من ذلك حفاظا على أمن الوطن، والواجب يحتم علي عدم الحديث، وعندي أن أعدم ولا أني أعرِّض أمن مصر للخطر»، على الرغم من أن إجابته قد تبرئه مما هو منسوب إليه (من اتهامات). وقال لي: «أنا طول عمري كانت حياتي على كف يدي، وحاربت في حروب 1956 و1967 و1973، فهل سأخاف من الموت اليوم وأنجو منه، من خلال كلام يضر أمن مصر؟».
* هل يعتقد مبارك أن المصريين ظلموه بعد 30 عاما من الحكم؟
- نعم، فهو رجل عاشق لمصر وللمصريين، وخلال سنوات حكمه كان حريصا على أن ينهض بمصر وبمعيشة مواطنيها. وهناك إحصاءات تشير إلى أننا أحسن كثيرا من دول كثيرة ومتقدمة؛ منها أن عجز الموازنة المصرية أقل من عجز الموازنة الأميركية وفقا لمجلة ال«إيكونوميست». كما جنب الشعب المصري ويلات الحرب مع إسرائيل.. هناك مئات ألوف الأشياء الطيبة التي فعلها لمصر وللمصريين.. هو على الأقل لم يفعل مثل بعض الرؤساء العرب في المنطقة؛ لم يهرب، ولم يعلنها حربا أهلية على شعبه، ولو كان مدانا بالفعل، ألم يكن سهلا، بمنتهى البساطة، مع اندلاع الثورة، أن يركب طائرة ومعه عائلته إلى خارج مصر؟
* هل بكى الرئيس السابق مبارك بين يديك؟
- نعم.. بكى كثيرا، وبكى أثناء التحقيقات معه أكثر من مرة. وهذا ثابت في أوراق التحقيق، فلم يتخيل أن تكون هذه نهايته بعد أن عاش عمره لأجل مصر.
* ما الحالة الصحية لمبارك حاليا؟
- التقارير الطبية تشير إلى أن حالته متدهورة للغاية. وآخر تقرير يوم 25 مايو (أيار) الماضي أشار إلى عدم قدرته على الحركة أصلا من محيط غرفة المستشفى ولا يجوز نقله من المستشفى لأنه يتم إسعافه بشكل متواتر نتيجة للإغماءات التي تحدث له كثيرا، ونقله خارج المستشفى قد تترتب عليه وفاته، وطلبت استدعاء الطبيب الألماني لمتابعة صحة مبارك لأنه أجرى له عملية جراحية في 6 مارس (آذار) 2010، حيث كان يعاني من السرطان، ولقد وصفت حالته بأنها خطيرة وتحتاج المتابعة كل 3 أشهر. والسرطان الذي أصاب مبارك كان في كل من القناة المرارية الكبرى، والاثنى عشر، والمرارة. وقد تم استئصال كل هذه الأجزاء من جسده بالإضافة إلى جزء من البنكرياس. كان من المفترض أن تتم متابعة حالته الصحية كل 3 أشهر من خلال إعادة تحليل الأنسجة في هذه المنطقة، في ألمانيا نظرا لأنه يعاني من حساسية شديدة في الصبغة التي تستخدم في هذه العملية ولكنه لم يفعل ذلك لانشغاله. وحاليا كل الأخبار لا تصل إليه مراعاة لحالته الصحية.
* هل تلقيت أي تهديدات لحياتك نظرا لدفاعك عن مبارك؟
- بالعكس؛ أسير بمنتهى الاطمئنان ويرحب بي الكثيرون..
* هل واجهت أي رفض من المجلس العسكري (الحاكم) لتحركاتك أو طلباتك؟
- إطلاقا.. بالعكس. أتحرك بكامل حريتي. وأكن كل تقدير واحترام للمجلس العسكري.
* البعض يظن أن دفاعك عن مبارك قد يعرضك لمخاطر، باعتبار أنك «تعمل ضد الثورة»؟
- أولا: أنا محامي مثلي مثل المقاتل الذي من واجبه أن يقاتل، ولا يصح أن ينسحب من الميدان، ولا أن يتخلى عن واجبه لأي سبب بحجة أن العدو حشد الحشود. مهنتي أن أدافع عن الناس بشرط أن أقبل هذا الأمر وأكون مقتنعا بموكلي، ومهمتي لاحقا أن أقنع المحكمة بما أنا مقتنع به، ولا يهمني ماذا يقول الناس عني.. ثانيا: أنا أحب مبارك كشخص وأقدره، وهذا ليس من فراغ، فالرجل له تاريخ مشرف يعرفه الجميع.
* هل هذا الحب له علاقة بكونه رئيسا سابقا؟
- لا.. له علاقة بتاريخه، وتحديدا تاريخه العسكري الذي أعرفه جيدا؛ فهو رجل من العسكريين العظام.. كان قائد أحد أهم أفرع القوات المسلحة في حرب 1973، وهي القوات الجوية. وكان قبلها مديرا للكلية الجوية التي تخرجت فيها أجيال من الطيارين المصريين. هذه أمور لا يدركها إلا من عاش أيام النكبة عام 1967، واحتلال (إسرائيل) ثلث القطر المصري. وقد عشت هذه الأيام وقت أن كنت وكيل نيابة. فالدور الذي لعبه مبارك في مصر من الناحية العسكرية لم يكن هينا، والسادات نفسه أصدر أكثر من قرار بتكريم قادة الأفرع الرئيسية، ومن بينهم مبارك. وقد ترقى بعد الأيام الأولى من الحرب من رتبة لواء إلى رتبة فريق وهي رتبة ما زال يحملها حتى الآن.
* قلت عن السيدة سوزان مبارك إنها مظلومة. صحيح؟
- نعم.. لأنها مظلومة.. مظلومة.. مليون مرة، وهي ليست متهمة في أي شيء ولا يوجد مستند أو شاهد واحد ضدها.
* لكن تم اتهامها في قضية متعلقة بحساب مكتبة الإسكندرية؟
- الرئيس السابق هو من اتهم في هذه القضية وليست هي، وثبت أن الحساب مفتوح باسم مكتبة الإسكندرية، ولكن الذي يتصرف فيه هو مبارك، وتم الزج باسمها بصفتها رئيسة لمجلس الأمناء، وثبت أن الأموال التي صرفت من هذا الحساب صرفت لصالح مكتبة الإسكندرية وليست لحساب سوزان أو مبارك الشخصي.
* هل عانت بالفعل من صدمة نفسية وانهيار؟
- نعم.. فما تعيشه من أحداث كبيرة كان من الطبيعي أن لا تتحمله. وهي جاوزت الثالثة والسبعين عاما من العمر.
* متى كانت آخر مرة زرت فيها جمال وعلاء في محبسهما وكيف هي حالتهما؟
- قبل أيام قليلة وتحديدا في الوقت الذي انطلقت فيه إشاعة أن جمال مبارك يركب سيارة سوداء ويسير بها على كوبري 15 مايو، وأوراق السجن تثبت أنه موجود في السجن. أما حال جمال وعلاء فهما يسلمان أمرهما لله تعالى وفي حالة صبر، ولكن الذي يقلقهم هو الحالة الصحية لمبارك.
* هل تطرقت لما كان يقال عن ملف التوريث حين زرت جمال مبارك في السجن؟
- كرر لي (جمال) مرارا أنه لم يكن يريد حكم مصر على الإطلاق.
* هل الوضع القانوني لكل من علاء وجمال معقد؟
- جنحة في القانون.
* هل تضم حافظة مستندات القضية تفاصيل أي حسابات لهما في الخارج؟
- نعم.. قدمت هذه المستندات مثبتا بها كل مليم حصلوا عليه ومن أين بمصادره وتواريخه منذ عام 1992 وقبل أن يبدأ جمال نشاطه السياسي بعشر سنوات، وكل ما في هذه المستندات مثبت في إقرارات الذمة المالية.
* الكسب غير المشروع قدم تقارير جديدة تتهم زكريا عزمي في قضايا تربح، فما موقفه القانوني؟
- ما زال التحقيق قائما، ولكن وضعه الوظيفي كرئيس لديوان رئيس الجمهورية لا يدينه، والهدايا التي كانت تأتيه بصفة شخصية وليس للرئاسة لا تدينه، أما الهدايا التي كانت تأتي للرئاسة فكلها تذهب للمتحف، ولقد أثبت مصادر أمواله كلها ورقة ورقة، وقد كان ضابطا سابقا في سلاح الفرسان وكان عضوا سابقا في جمعيات إسكان، وكل شيء مثبت بالأوراق، وهو ليس ضده أي تهم أخرى.
* لكن بعد الإفراج عنه بكفالة أعيد حبسه مرة أخرى. ما السبب في رأيك؟
- نعم.. هكذا طلبت النيابة. وقف ممثل النيابة بعد الحكم الإفراج بكفالة وقال: نرجو عدم الإفراج عنه لتهدئة الرأي العام والمحافظة على حياته وبالتالي ألغت المحكمة القرار.
* من يزور موكليك في محبسهم؟
- مبارك لا يزوره نهائيا غير زوجتي ولديه.. وسوزان مرافقة له طوال الوقت في الغرفة نفسها لأنها تساعده في الذهاب إلى دورة المياه والعناية به، أما العادلي وزكريا عزمي فعائلاتهما فقط.
* أخيرا هل أنت متأكد من براءة جميع موكليك؛ حسني مبارك، وجمال، وعلاء، وعزمي، والعادلي.
- نعم.. وأرى هذا، ومقتنع به، وأرجو أن أوفق في عملي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.