منعت جماعة الحوثي بقوة السلاح خطيب وإمام جامع نوح بمحافظة صعدة من إلقاء خطبتي وصلاة الجمعة الماضية في الجامع. وقال شهود عيان حضر صلاة الجمعة بصعدة إنهم شاهدوا سيارتين نوع شاص تويوتا محملة بالمسلحين الحوثيين توقفتا أمام جامع نوح على الطريق الرئيسي (صعدة الجوزات) جوار معسكر الأمن المركزي ومن ثم توجه المسلحون إلى الجامع بأسلحتهم الشخصية ومنعوا خطيب الجمعة من أدائها. وأضاف المصدر إن المسلحين الحوثيين سحبوا الخطيب خلال توجهه إلى المنبر لأداء الخطبة التي اعتاد على أدائها كل جمعة، وطلبوا منه الابتعاد، وقدموا أحدهم لأداء الخطبة بالإضافة إلى إمامة صلاة الجمعة . وأكدت مصادر محلية في صعدة أن الجامع الذي اقتحمه الحوثيون بُني على نفقة رجل الأعمال المعروف في صعدة (نوح) ويُقيم على الجامع ابن شقيقته الذي طرده الحوثيون من الجامع ومنعوه من أداء الخطبة. ولفتت المصادر إلى أن حالة من الاستياء والتذمر عمت وجوه المصلين وأثارت غضبهم، وان البعض منهم أقدم على مغادرة الجامع بينما آثر الآخرون البقاء خوفاً من انتقام المسلحين الحوثيين وبطشهم . مصادر متطابقة في صعدة قالت ل (اليمن): إن الحوثيين يمارسون الاضطهاد الفكري ضد مخالفيهم من الزيدية المعتدلين والسلفيين ويعتدون على مساجدهم ويأخذونها بقوة السلاح، مستغلين ترسانتهم من الأسلحة، إضافة إلى غياب الدولة وأجهزتها الأمنية في صعدة. وكانت وسائل إعلامية نقلت في وقت سابق عن مصدر في جماعة أهل الحديث قولهم إنهم يتعرضون لمضايقات شديدة خاصة أئمة المساجد من قبل الحوثيين الذين يدَّعون التسامح، منذ دخولهم إلى مدينة صعدة وفرض سيطرتهم عليها في أواخر مارس من العام الجاري. ونقلت صحيفة (الاقتصادية) السعودية عن مصادر مطلعة في صعدة أن جماعة الحوثيين في المحافظة شنت حملة واسعة لطرد أئمة وخطباء أهل السُّنة والجماعة في عدد من المساجد في البلدة. في السياق ذاته، قال الشيخ رزق عُبادي شائع، أحد أبناء مدينة عمران المجاورة لصعدة، وأحد مشايخ جامع الصالح إن الحوثيين لم يتركوا مشايخ وأئمة مساجد صعدة وحرف سفيان من أهل السُّنة في المساجد التي كانوا يأمونها منذ سنوات، حيث تم طردهم، وهذا يخالف ما يدَّعونه أو يدعيه المحافظ فارس مناع من أن صعدة أصبحت تعيش في أمان وحرية، بينما الحوثيون يصادرون آراء الآخرين ومعتقداتهم.