،، ها هي الكوارث تترى، لا أستطيع التنبئ بموعد الهدوء، متى سنحيا حياة طبيعية، مؤتمر الحوار الوطني يبشر بخير، والاعتداء على محطة الكهرباء يزداد شراسة، الضربات متتالية، وصرنا نعلم بالاعتداء الخامس والسادس على التوالي في أقل من 24 ساعة، هذا معناه ازدهار تجارة الموالدات الكهربائية، أي أننا أمام المزيد من الدمار.. مؤخراً شدني نبأ »ثعبان سد كمران«، المتهم الأول وراء ذهاب العديد من الأرواح الآدمية، يعني أن من وثّق مشهد موته مع زوجته في سد كمران ، لم يكن يعلم أن الثعبان بانتظاره، يجلس في العمق، ينتظر ضحيته ، أي ثعبان هذا، يا الله حتى الثعابين عرفت طريقها إلينا، بالأمس فأر سد مأرب، واليوم ثعبان سد كمران. سكان العاصمة يرفضون مقترح تصريف المياه للوصول إلى القاتل. ليمتنع الناس عن السباحة بالسد، وستُحل المشكلة، ليكتف الجميع برؤية السد من بعيد، لنترك الثعبان وشأنه ، فمن المؤكد أنه سيخرج متسائلاً عن سبب احجام الناس عن السباحة ، وسيتجه إلى حديقة الحيوان، مكانه الطبيعي والمفضل، هناك سيجد الفرصة سانحة لكي يحكي للناس كيف كان يمارس هوايته المفضلة، سيطلب الصفح من الجميع، وسيعمل جاهداً لفتح صفحة جديدة مع الناس، وهو في هذه الخطوة أذكى من الفأر الذي ترك التهمة تلاحقه كل هذه السنين، وإن كان الاعتداء على محطة الكهرباء في ذات المكان يؤكد أن لا فرق، فالمعتدي واحد. ما ذنب العصافير، أجدها أمامي هامدة، لم تعد تنعم بنوم هاديء، خفت صوتها، نعم قتلها الماطور، البديل للكهرباء، فهي كما يبدو لا تتحمل الحياة في ظل جشع البعض، وجريهم وراء الريالات. جيراني من العصافير يتساقطون ، لم يلتفت إليها أحد، ربما ما رأيته يتكرر في أكثر من مكان. المشاكل التي تتسبب بها مواطير الكهرباء تدمي القلب، أجد نفسي عاجزاً عن التفكير لانقاذ جيراني، من يقنع لي صاحب البيت الذي فتح قبل شهرين تقريباً، فتح محلاً للنت »مقهى«، ولم يجد سوى حوش البيت يضع فيه الماطور، اليوم صرت مقتنعاً أن الثعبان على حق، فما تفعله المواطير أفظع مائة مرة، فالموت آخر علة تصيب جسد كل شيء، حتى الثعابين نفسها، لن تقبل أن يفرغ سد كمران من محتواه، فيما العصافير تموت بدم بارد وسط صمت الجميع. والله أن القطط هي أيضا هجرت المكان، وتركت العصافير تلاقي مصيرها، أيعقل هذا، إنه دخان المواطير يا أخ كلفوت، أشعر أن روحي بدأت تتكلفت ، ما أتمناه هو أن تجد العصافير فرصتها لتحيا من جديد، على الأقل دعوا تلك الكائنات تفكر، أنا على يقين أنها ستذهب بعيداً، ستبقى مجرد ذكرى مؤلمة، وحذاري، حذاري أن تجلس مع الثعبان والفأر، وأقولها صراحة: أخشى أن ينسق هؤلاء، فمتنفسات العاصمة ستصبح في خطر، وسنخسر الجو، وكل الطيور ستتحد بما فيها الداجنة ،وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه، فكلنا سنكون مدجنين. [email protected]