على أن الغموض لا يزال يكتنف المباحثات السرية التي اجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مسقط مع القيادة العمانية ووفد جماعة انصار الله والتي تمخضت عن الاتفاق الذي اعلنته وزارة الخارجية العمانية رسميا مساء الثلاثاء، إلا أن تفاصيل المشاورات خرجت إلى العلن من مصادر سعودية غير رسمية ويتصدرها ما كشفه المغرد السعودي تركي بن محمد الذي اكد أن وفد انصار الله في سلطنة عمان برئاسة ناطقها الرسمي محمد عبد السلام التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري بتنسيق الوسيط العماني . واوضح تركي بن محمد في سلسلة تغريدات نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى يوم وصوله إلى مسقط الاثنين الماضي "وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي وتناول العشاء مع جلالة السلطان قابوس قبل أن يقابل وفد الحوثي والذي استمر لقائه معهم لساعات طويله" وحصل منهم عبر الوساطة العمانية على تعهدات بالإلتزام بتفعيل تفاهمات وقف النار الموقعة في 10 ابريل الماضي. وقال إن " لقاء كيري مع وفد الحوثي استمر حتى الساعات الاولى من الضحى (الفجر) تقريبا حتى الساعه 02:30 وناقشوا خلاله ورقة مكتوبة كان الغرض تحريك المفاوضات للأمام، وبناء على الاتفاق أخذ الوفد الورقة بتأني إلى صباح يوم أمس (الثلاثاء) وكان كيري قد أبلغهم أنه أتى لكي يأخذ رد وجواب لكي يعرف ما اذا كنا يستطيع المضي قدما. واكد أن وفد انصار الله وافق على النص التالي" نلتزم بشروط ال 10من أبريل لوقف الاعمال العدائية ابتداء من ال 17من نوفمبر مع الأخذ بعين الاعتبار التزام الطرف الاخر بنفس الالتزام". ولفت المغرد السعودي الذي يعتقد أنه النسخة الثانية من المغرد السعودي المقرب من العائلة الحاكمة "مجتهد" إلى أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري تحدث مع بن سلمان وبن زايد ووافق كلاهما ويعتقدان أن ذلك منطقي وبهذا أن كانوا جادين ستقف الحرب او المماطلة حتى تولي إدارة ترامب الرئاسة". وختم المغرد السعودي تركي بن محمد تغريداته بالقول " ان صدق وقف الحرب بين الحوثي والتحالف سيعزز من مكانة الحوثي وينتقص من التحالف بقيادة السعودية " مؤكدا أن الاتفاق يعتبر إعلان للهزيمة ونهاية لهادي وحكومته". ولم يتسن الحصول على تأكيدات رسمية بشأن ما نشره المغرد السعودي تركي بن محمد فيما التزم المجلس السياسي الأعلى الصمت حيال هذه المستجدات بما في ذلك بيان الخارجية العمانية الذي كان أعلن فحوى اتفاق بشأن وقف النار واستئناف المفاوضات في الزيارة التي اجراها جون كيري لمسقط. وطبقا لبيان الخارجية العمانية فقد تم الاتفاق على وقف اطلاق النار ابتداء من يوم غد الخميس 17 نوفمبر، على أن تستأنف مفاوضات ا لحل السياسي باشراف الأممالمتحدة بحلول نهاية نوفمبر الجاري. وهنا نورد نص بيان الخارجية العمانية: صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أنه في ضوء الزيارة التي قام بها معالي جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ولقائه بالمقام السامي /حفظه الله ورعاه / بتاريخ 14/11/2016م ، والجهود التي بذلها معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية مع وفد صنعاء، فقد تم الاتفاق على الالتزام ببنود 10 إبريل 2016م الخاص بوقف الأعمال القتالية اعتبارا من 17 نوفمبر 2016م شريطة التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ ذات الالتزامات، وعلى استئناف المفاوضات نهاية شهر نوفمبر 2016م على أن تعتبر خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن كأساس للمشاورات من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للصراع ومنها العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تباشر عملها في مدينة صنعاء الآمنة قبل نهاية عام 2016م. وإذ تعرب السلطنة عن ترحيبها بهذا الإتفاق فإنها تأمل ان تساهم هذه الخطوة في استئناف المفاوضات اليمنية وصولا إلى تحقيق تسوية شاملة في الجمهورية اليمنية الشقيقة. في الوقت الذي وصف مراقبون هذا الاتفاق الأحادي إعلان للهزيمة من قبل التحالف العربي ونهاية لهادي وحكومته ام ان ذلك يعد انقلابا على الوفاق والصمود وشق الاصطفاف الوطني؟!!
