قطعت قناة BBC مقابلتها مع الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح لاعلاقة له بمستوى المقابلة أو ما سماه البعض "ارتباك محاورته"، فالمقابلة مجازة للبث من قناة BBC ومكتب صالح منذ اسبوعين على الاقل ومدتها 28:20 دقيقة. ربما كان قطع القناة بث المقابلة يرجع إلى أن جانبا من مضمون المقابلة لم يعد آنيا أو غير مواكب للمستجدات جراء تأخير القناة بث المقابلة. لكن الارجح أن تأخير القناة بث المقابلة ثم قطع بثها يرجع إلى تغير موقف بريطانيا من تحالف السعودية ودول الخليج على اليمن وانتقاله من الرمادية الديبلوماسية تحت عناوين "تفهم مخاوف دول التحالف السعودي الخليجي" و"دعم بريطانيا اللوجستي" إلى التصريح علنا بتحالف بريطانيا مع العدوان السعودي وتحت عنوان عريض "أمن السعودية ودول الخليج من أمن بريطانيا" كما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لدى مشاركتها في قمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة. ومعلوم أن هيئة الاذاعة البريطانية BBC كما وكالة رويترز، تظلان جنديين مخلصين للسياسة البريطانية وقد تنتقدان الحكومة البريطانية للحفاظ على طابعها الايحائي بالمهنية والاستقلالية شكلا لكنهما بأي حال لا تتصادمان مع السياسة الخارجية البريطانية. أما الصحافية التي أجرت المقابلة لصالح قناة BBC فهي الزميلة نوال المقحفي، وهي بالمناسبة ليست مذيعة أو محاورة تلفزيونية بالمعنى الوظيفي الاحترافي ولا تعمل في BBC بل صحافية متخصصة في إعداد وإنتاج أفلام وثائقية وتحقيقات استقصائية لصالح وسائل الإعلام.. وأخر فيلم شاهدته لها عن اليمن "الحرب المنسية". لذلك، أرى أن ما أخذه أو لاحظه البعض عليها في المقابلة مع الرئيس الأسبق يرجع بنظري إلى تنفيذها المقابلة بمنهجية التحقيق الاستقصائي او الفيلم الوثائقي أكثر منه الحوار التلفزيوني من ناحية، إضافة إلى أن الشخصية وحجمها أو وزنها السياسي بالنسبة لغير متخصصة أو غير متمرسة على الحوار التلفزيوني والسياسي منه، كان له بالطبع دور فيما بدا للبعض ارتباكا.