"التار ولا العار يا بوي".. عبارة يعرفها كل من ينتسب لصعيد مصر وهي تعبر إلى حد كبير عن فلسفة جريمة الثأر وتكشف أيضا عن أسرار صناعة الإجرام في الصعيد وهي في هذا لا تعرف تمييزا بين غني وفقير أو متعلم و جاهل، فهناك الكل يحمل السلاح دون أن يخفي حاله بل في معظم الأوقات لا يكلف القاتل الشرطة عبأ البحث عنه ويقوم هو بتسليم نفسه و يعترف بافتخاره بدون ضغط أو إنكار بقيامه بالقتل ويعلنها بكل ارتياح "أخذت تاري يابيه". ومنذ ساعات كان بطل آخر حوادث الثأر هذه رئيس محكمة استئناف بأسيوط، 450 كم جنوب العاصمة المصرية القاهرة، الذي قام بتسليم نفسه لدائرة الشرطة عقب أخذه بالثأر من قاتل طفلي شقيقه، خلال مشاجرة بالأسلحة النارية على قطعة أرض اغتصبها خصم رئيس المحكمة بالقوة. وتشير التفاصيل إلى نشوب مشاجرة بالأسلحة النارية بين عائلتين بقرية عرب بلنصورة، مما أسفر عن مصرع 3 بينهم طفلان وإصابة آخرين وتم نقلهم للمستشفى، فيما انتقلت قوات البحث الجنائي للقرية. وتبين من التحريات وجود نزاع قضائي بين عائلتي الجارحي والشواف على حيازة 240 فدانا، وصدر حكم قضائي لرماح الجارحي بالتمكين من الأرض التي اغتصبها عبد الرءوف عبد القادر الشواف، وجاء موعد التنفيذ إلا أن عدم حضور ممثل المساحة أجّل تسليم الأرض لعائلة الجارحى، بحسب ما نشرته صحيفة الشروق المصرية المستقلة. وبعد انصراف قوات الشرطة التي كانت حاضرة لتأمين التنفيذ، أطلق أحمد عبدالرءوف الشواف، النار من سلاح آلي فقتل الطفلين طه وأحمد نجلى شقيق رئيس المحكمة، فقام على الفور بإطلاق النيران على قاتل الطفلين، فأرداه قتيلا في الحال، كما أصيب كل من رماح الجارحى، 40 سنة، مدرس، وخالد الجارحى، 45 سنة، عامل، بطلقات نارية. وسلم رئيس المحكمة نفسه للشرطة، كما ألقى القبض على ناجح عامر عبد الله، 42 سنة، خفير عائلة الشواف ومعه بندقية خرطوش، وقرر المحامى العام تحريز هذه الأسلحة وإرسالها إلى المعمل الجنائي لمعرفة نوع وعدد الطلقات التي أطلقت منها، مع تشريح جثث المتوفين لمعرفة سبب الوفاة واستخراج الطلقات النارية من أجسادهم لمعرفة نوعها ونوع السلاح الذي أطلقت منه.