إن قرار العفو العام الذي أصدره علي عبد الله صالح للحوثيين المتهمين بتخريب البلاد والسعي إلى نشر الحرب والصراع داخل الوطن وقتل الأبرياء وتحريض الشباب والمواطنين على الحكم والبلاد .. يعتبر كارثة عظمى في حقوق الشعب والجيش والشهداء . إن ذلك القرار الذي بات مهزلة يحاول فخامته أن يلمع به نفسه أمام الغرب لا يعبر إلا على ضعفه ووهن سيطرته على البلاد ومن هم حوله من أسماك القرش التي التهمت قراراته وتهدد بالتهام البلاد ... أنا كأي مواطن يمني عادي ، لا أرى في هذا القرار إلا تنازل عن دم أبناء القوات المسلحة والأمن ودم الأطفال والشيوخ والنساء في محافظة صعده حين اعتدى عليهم أولئك الحوثيين وعاثوا في الأرض فساداً ودعا عامة الشعب إلى القضاء على هذه الفتنة التي أتت لتمزق البلاد وتقتل الناس بدون وجه حق .. وأولئك الجنود والقوات والجيش الشعبي والمعدات العسكرية والمظاهرات والتنديدات التي تكالبت كافة ضد الحوثي ومخططاته ودعت إلى القضاء عليه من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد .. أين تلك الخطابات النارية التي يأتي بها فخامته بأنه سيتم تحطيم وتدمير أي قوى تمس أمن ووحدة البلاد .. فيما هو يتطاول بقراراته من أجل العفو عنهم والعودة للحوار .. إذ لا حوار مع الخائنين وأعداء الوطن ... هل هذه حركة جديدة من أجل عودة حرب سابعة كي يكون الوطن في خطر ونؤمن بأنه الوحيد القادر على إنقاذها بسياسته التي باتت قديمة جداً لا تطال التطورات أو الأحداث التي بدأت تؤل بالوطن إلى الهاوية ؟؟! . لا أدري فعلاً من أين جاء هذا القرار الذي يعتبر مهزلة بدماء الشهداء والمناضلين في حرب صعده لستة حروب متتالية ؟؟! .. أين الصرامة في إبادة جماعة كهذه ؟؟! .. تهدئ الحرب متى شاءت وتعود بها متى شاءت بينما قيادتنا تنفذ ما يقولونه فقط .. ما هي الأسرار الحقيقة خلف هذه القرارات والحرب إن كان كما تدعي السلطة بأنها الدول الخارجية تقوم بهذا الدعم؟! .. ولماذا تأتي هذه القرارات بعد وعيد وخطابات بتدمير هذه الفئة الضالة ؟ أين "اليد من حديد" التي تتصدر خطابات فخامته والتي يتوعد بأنه سيضرب بها وأنه سوف يحاسب بها ... و ....؟؟ أم أنها لا تطال إلا المساكين والضعفاء . أين كل تلك الوعود التي سئم الشعب منها ولم يجد أي جديد في تلك القرارات ماعدا ما استجد من قرارات الجرع ورفع أسعار المواد الغذائية والبترول .. وانهيار العملة .. وتدهور الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .. ؟ إلى أين تريد أن تذهب بالبلاد يا فخامة الرئيس .. أم أنني أيضاً مجرد إنسان حاقد على الوطن .. وأقوم بعمل زوبعة واختلق الأكاذيب ؟ ، أين الحقيقة من كل ما يحدث ونلاحظه ونشاهده يسير بنا إلى الهاوية .. ؟ فخامة الرئيس .. أتمنى أن تراجع حساباتك التي بت ضعيفاً فيها .. لا أدري فعلاً ما هي الأسباب التي قد تؤدي بقرارات رئيس جمهورية إلى التناقض الواضح فيها ؟! وهذا ما سوف يسبب فوضى عارمة في أوساط الشعب الذي سيعلن سخطه من هذه التصرفات الهوجاء التي تأتي دون حس بمشاعر الآخرين وتضحياتهم ومعاناتهم . وأنا هنا لا أقول إلا أن فخامته (حن الحليب) لديه تجاه سلالته (الزيديه) فلم يستطع إبادتهم أو حتى معاقبتهم ليدل ذلك على أنه يسعى لمصلحته قبل مصلحة الوطن .. ولا يأبه لمن رافقتهم المعاناة وكانوا ضحية هذه الفئة التي انتشرت وسيطرت على البلاد . فخامة الرئيس : الوطن ليس لعبة بيديك أو بيد أحد من أتباعك .. الوطن وطن الجميع ويجب أن نحافظ عليه وعلى وحدته وأمنه واستقراره بدمائنا وبالقوة والسلاح ، لا بالكلام والحديث الذي ينقضه قرار واحد من سيادتكم .. الوطن ليس بحاجة لمثل هذه القرارات التي تبين لنا كم هو متسامح .. إذ لا نريد التسامح في مثل هذه الأحداث التي تحدد مصير شعب ووطن وأمة. انتبه يا فخامة الرئيس .. انتبه ... أنتبه .. فالوطن سينهار إن لم تكن حراً جريئاً صريحاً في قراراتك دون دغدغة لعواطف العامة .