لم تكتف مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح، بقتل المئات من اليمنيين، وتدمير عشرات المنازل، وإحداث دمار هائل في عموم المحافظات، بل عمدت إلى زراعة الموت في كل مكان، عبر ألغام أصبحت تودي كل يوم بحياة الأبرياء بدم بارد. محافظة مأرب، شمال اليمن، واحدة من المحافظات التي تعاني من وجود مئات الألغام، التي زرعتها مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، قبل فرارها من المحافظة، بعد تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني وسيطرتهم على المناطق التي كانوا يتواجدون فيها. مصادر في دائرة الصحة والسكان، في المحافظة، أكدت أن الألغام التي زرعتها المليشيات الانقلابية، حصدت أرواح 41 مدنيا، بينهم اثنين من الأطفال، و4 نساء في مناطق متفرقة من المحافظة، منذ دحرهم حتى كتابة التقرير. وأضافت المصادر في حديثها ل"لإسلام اليوم" أن 62 شخصا أصيبوا، بسبب الألغام، إصابات بعضهم خطيرة، داعية الجهات المختصة إلى سرعة العمل على استكمال انتزاع الألغام، حتى يتمكن المواطنون من ممارسة أعمالهم، بشكل لا يهدد حياتهم بالخطر. من جانبه، قال رئيس تحرير موقع مأرب برس الإخباري، الصحفي محمد الصالحي إن "مليشيات الحوثي وصالح، ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وضد أبناء مأرب، من قتل، وتدمير، وتهجير، بالإضافة إلى قيامهم بزراعة الألغام، وكلها جرائم حرب، سيحاكم عليها قادة المليشيات في القريب العاجل، ولا تسقط بالتقادم". وأضاف الصالحي في حديث ل"الإسلام اليوم" أن "فريقا حقوقيا يعمل حاليا في مأرب، على رصد وجمع الانتهاكات الحوثية ضد المواطنين، وتوثيقها، وأخذ شهادات، بهدف تقديم ملف متكامل عن جرائم الحوثيين في مأرب، إلى الجهات المختصة، ومنظمات حقوق الإنسان". من جهته، قال الصحفي أحمد ربيع، من أبناء مأرب إن "المواطنين يعانون من صعوبة التنقل في الطرقات أو العودة إلى منازلهم أو الحركة داخل مزارعهم، بسبب مئات الألغام التي زرعتها المليشيات، بكميات هائلة وفي مساحات واسعة". وأوضح ربيع في حديث ل"الإسلام اليوم" أن "أسرة كاملة قتلت بعد أن عادت إلى منزلها، ففور دخولها المنزل انفجر لغم زرعته مليشيات الحوثي، ما تسبب في مقتل سيدة وولدها، وبنتها، وجرح آخرين، الأمر الذي بث الرعب وجعل بقية الأسر خائفة من العودة إلى منازلها، خشية من الألغام". وتابع "الرعب يسيطر على المواطنين في مأرب، حتى أن البعض لا يستطيع الخروج من منزله، خوفا من أن ينفجر فيه لغم، حيث أصيبت الحياة بالشلل"، داعيا فرق نزع الألغام إلى الإسراع في انتزاع "أدوات الموت التي خلفتها مليشيات الحوثي التي تعلمت طرق الموت قبل تعلمها طرق الحياة". وأوضح ربيع أن "فرق نزع الألغام، تمكنت من انتزاع ما يقارب ال350 لغما من بين المنازل والمزارع، في مناطق منها الفاو، والمنين، والسد، ومناطق سكانية متفرقة، ولا زالت مستمرة في نزع ما تبقى من ألغام". ويعمد الحوثيون إلى زرع الألغام في المرافق العامة لدى انسحابهم، لوقف تقدم المقاومة الشعبية، في كثير من المحافظات، إلا أن قوات التحالف العربي أمدت القوات الشرعية بالخبراء والأدوات اللازمة للتخلص من الألغام، وتم بالفعل نزع المئات من الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون وقوات صالح.
