ناقض الانتقالي نفسه في نص بيانه الأخير الذي تضمن اعلانه حالة الطوارئ والحكم الذاتي في جنوباليمن، ووصفته الحكومة اليمنية بالمتهور. وفي قراءة سريعة لمحرر موقع مأرب برس لمضمون بيان الانتقالي ، فان المجلس وقع في تناقض مكشوف حيث لم تتطابق قرارات البيان مع المطالب والمبررات التي جاءت في مطلعه. والى جانب التسليم ببطلان بيان الانتقالي شكلا ومضمونا لانه صادر عن جهة غير مخولة ، فانه تضمن ايضا جملة تناقضات واظهر هدف الانتقالي في الاستحواذ على الحكم بمبررات مخادعة. اورد الانتقالي 6 نقاط برر بها بيانه الذي تضمن 7 اجراءات وقرارات ، غير انها جاءت في سياق مختلف لما جاء في مبرراته الست. ومبررات الانتقالي الست التي في البيان جاءت كالتي : 1) عدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية والمتقاعدين والمدنيين منذُ عدة أشهر. 2) التوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر والغذاء ومتطلبات المعيشة. 3) التوقف عن رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى. 4) تأجيج التناحر الوطني والسعي لزعزعة وتمزيق اللحمة الوطنية. 5) دعم الإرهاب وقوى التطرف. 6) تردي الخدمات العامة وفي مقدمتها البنية التحتية للكهرباء والمياه والطرق. فيما جاءات الاجراءات كالتالي: أولاً: إعلان حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظاتالجنوب، وتكليف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية بالتنفيذ اعتباراً من يومنا هذا السبت 25/4/2020م الموافق 2 رمضان 1441ه. ثانياً : يعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت 25 ابريل 2020م وتباشر لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من قبل رئاسة المجلس. ثالثاً: دعوة جماهير شعبنا للالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب. رابعاً: تُشكل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد خامساً: تكليف لجان المجلس الانتقالي الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية. سادساً: دعوة محافظي محافظاتالجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب للاستمرار في أعمالهم. سابعاً: دعوة الأشقاء في التحالف العربي والمجتمع الدولي، إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية، وبما يحقق أمن واستقرار شعبنا، ومكافحة الإرهاب. وبالنظر لمدى تطابق المطالب مع القرارات التي وردت في بيان الانتقالي نجد أنها بعيده عنها تماما ، فمثلا مطلب صرف المرتبات لا يعطك الحق في اعلان حالة الطوارئ ولا اعلان الحكم الذاتي لمحافظاتالجنوب التي اعلنت جميعها رفضها لبيان الانتقالي ووقفت في صف مؤسسات الدولة . ثم كيف يقرر الانتقالي دعوة محافظي محافظاتالجنوب للاستمرار في اعمالهم، وجميعم يعترفون فقط بالشرعية ويعملون تحت سلطتها ، واصدروا لاحقا بيانات رافضة لاعلان الانتقالي!. ومن التناقضات الغريبة ايضا هي ،كيف نصب الانتقالي نفسه حاكما للجنوب ببيان صدر من ابوظبي حيث تتواجد اغلب قياداته هناك ، كما ان اغلب محافظاتالجنوب لا تخضع للمجلس الانتقالي. وكيف يتضمن بيان الانتقالي مطالبة التحالف بدعم ادارته الذاتية للجنوب ، وهذا التحالف بقيادة السعودية يرعى اتفاقا واضحا وقعت عليه الاطراف في الرياض في 5 نوفمبر العام الماضي
