رحبة.. بيئة الشعر والنضال وكوارث السيول .. أوجاع لا تنتهي إنها الواحة البديعة بين عدد من الجبال ومسقط رؤوس الشهداء والمناضلين من مراد وفي مقدمتهم الشهيد البطل الشيخ علي ناصر القردعي رحمة الله .. يواصل ذلك الحوار بين التاريخ والحاضر ويؤجج الصراع بين قساوة الجبال في تلك البقعة النائية.. ومعاناة وحرمان وإهمال من قبل الدولة. مديرية تحكي مفردات أحزان الرجال وشموخ الجبال. (رحبة) المديرية ذات الرقم الصعب برزت منذ القدم فقدمت للوطن خيرة أبنائها لكنها لم تُمَد لها يد الخير والعطاء ولم يتم تلمس همومها بل الحاصل العكس يتم إزاحة قضاياها ومتطلباتها إلى الهامش. (صحيفة مأرب) سلطت الضوء على هذه المديرية المهضومة في استطلاع صحفي ليترجم القلم مآسي وآهات الأهالي في هذه المنطقة المحرومة رغم الأهوال وشدة الصعاب لنصل إلى تلك القمم العالية لتشعل مواجع المنطقة بالكلمة والصورة المعبرة. أنت ذاهب إلى رحبة ، أنت ذاهب إلى بيئة الشعر ، أنت ذاهب إلى بلد النضال ، أنت ذاهب إلى الميزاب الشرقي(ملتقى السيول المتدفقة إلى سد مأرب) ، أنت مقبل على الأرض الرحبة والطين الخصيب. في رحبة .. الأرض والنضال وكوارث السيول ،ثلاثية تجسد الحياة وبيئة الشعر وأصالة الإنسان ، في رحبة تلتقي المتآلفات حيث لا تتفارق ، وتتباعد المتفارقات حيث لا تجتمع ، في رحبة أغنية ثلاثية الأبعاد تشدو بها الطيور.. الماء والخضرة والأرض الطيبة بحسب الزميل عبد السلام السامعي في الثقافية. في رحبة لا تزال حصون عربية قديمة تبدو شامخة ، مثل حصن (حاكم طيء) وهي قبيلة عربية مشهورة وتتبع الحصون يقودك إلى مملكة سبأ وعاصمتها (صرواح). في رحبة يمكنك أن تعيش قصة لم تكن طرفا فيها ، يمكنك أن تأكل مما تزرع ومما لا تزرع ، يمكنك أن تشاهد السيول الجميلة والقاتلة معا دون أن ترى برقا أو تسمع رعدا. في رحبة تتألق العادات وتتآزر القيم، أنشودة أخرى للأمل تصدح تحت النجوم أولها النضال وآخرها التواضع ، ما زال ينسج تقاسيمها الشيخ علي ناصر القردعي الغائب الذي لا يغيب ، فإن تكن التراب قد وارت جثمانه فلم تواريه السطور، ما زال ينبض فيه الحرف ، وسيظل الشعر والعادات والتاريخ ينهلون من أصفى المناهل ليبقى خالدا في ذاكرة الأجيال القادمة والتي لم تأتي بعد . خارطة الوجع للمديرية التي تبعد عن مركز المحافظة ما يقارب 135كيلو متر،موقع جغرافي هام وبالذات مركز المديرية لالتقائه بعدة محافظات أي أنها تماس المديريةمع مديريات محافظة صنعاء من الجهة الشمالية الغربية، وتلتقي مع مديرية الحدأ محافظة ذمار من الجهة الغربية، ومن الناحية الجنوبية تلتقي مع مديرية رداع محافظة البيضاء ، ومن الجنوب الشرقي مديرية ماهلية مأرب ، ومن الشمال الشرقي مديرية الجوبة ، ومن الناحية الشرقية فيحدها جبل مراد. تتبع مديرية رحبة الدائرة(279) وبها ثمانية مراكز انتخابية مشكلة المشاكل المياة في مديرية رحبة كابوس يؤرق الأهالي حيث لا يوجد بها سوى مشروع مياة حكومي في الكولة، ومشروع مياة آخر يغطي الحاجب والغيل. تتهدد المديرية وبالذات مناطق(الحداه، السليل ، نبعه ، السبله ، نجد المجمعه ، بقثة الحد ، معين ، ترسم ، العفرز ، وادي اللب ، ثمرة البده ، ثمر آل أبو عشة ، ثمر آل جميل) كارثة جفاف غير معهودة ومسبوقة فالجفاف يهددها ويداهم سكانها فالجفاف وشحة المياه قصما ظهور أبناء ساكني المنطقة الذين لا يزالون ينقلون المياة بالوسيلة البدائية (الحمير) في ظل صمت رسمي يترافق مع عدم وجود مشاريع مياة .. حيث أن السكان هناك يعتمدون على مياه الأمطار كمصدر أساسي ووحيد لمياه الشرب والزراعة كون أغلبهم مستقرين في الجبال يعتمدون على حفر وبناء و(البرك) لحجز الماء . وبما أن الأمطار شحيحة أدى شبح الجفاف ومأساة العطش إلى توقف الحياة وبناء البيوت وتربية الحيوان حيث تم بيع الحيوانات أبخس ثمن وتوقفت أعمال الزراعة وماتت الأشجار وهاجر الناس إلى المحافظات المجاورة. ليالي قاسية و(فوانيس) نووية يخيم على أغلب قرى رحبة الظلام الدامس فيذوقون ليال قاسية ولا يزال الأهالي يعتمدون على (الفوانيس) القديمة في إضاءة لياليهم فهناك مناطق محرومة من الكهرباء تصل إلى ما نسبته 90% وتعاني من ظلام دامس ، وبحاجة ماسة إلى الكهرباء وهي (نجد المجمعة، بقثة الحد، مظراة ، معين وترسم، الغفزر، وادي اللب ، ثم البده ، ثمر آل جميل ، ثمر آل أبو عشة ).. وباستثناء بعض القرى وهي محدودة قياسا بالأجزاء الأخرى وهي كبيرة جدا تعاني الحرمان من هذه الخدمة، وتعاني القرى التي وصل إليها التيار الكهرباء من كثرة الانطفاءات مع أنها لا تشتغل سوى لأربع ساعات يوميا ،والمناطق المغطاة جزئيا بالكهرباء هي (الكولة مركزالمديرية، الحداه ، السليل ، نبعه ، السبلة ، ومشروع آخر يغطي الحاجب والغيل). الصحة عليلة رحبة منكوبة بالوباء والعديد من الأمراض وحُرمت من أبسط الرعاية الصحية، والمياه غير النظيفة أحد الأسباب لانتشار الأمراض إلى جانب غياب الدواء والأطباء فلا توجد مستشفيات وإنما توجد وحدات صحية محدودة تصل إلى ست وحدات تغطي (آل جميل ، ووحدة مظراه ، ووحدة الأوشال ، ووحدة نجد المجمعه ، ووحدة البدة ، ووحدة وادي اللب ) ومركز صحي في (الكولة) مركز المديرية ، ويقوم عليها حوالي (29) موظفا معظمهم من خريجي المعاهد الصحية ويحتاجون إلى تأهيل وتدريب وتشجيع .. ولا يوجد في رحبة سوى طبيب عام واحد ، كما أن مناطق آل جميل(معين،العفزر) ، والقرادعه(نونا ، العبل) تحتاج إلى وحدات صحية ، أما وحدة نجد المجمعه فهي مهددة بالسقوط وتحتاج إلى ترميم وإعادة تأهيل كونها أكثر الوحدات كثافة سكانية، والواقع الصحي في المديرية يفرض على الجهات المعنية العمل من أجل إيجاد مستشفى عام يتم دعمه بالكوادر الطبية ، حيث أن الحالات المرضية الطارئة أو حالات الولادة بالنسبة للنساء يضطر الأهالي الانتقال إلى الجوبة أو إلى مركز محافظة مأرب وهو ما يستغرق حوالي ست ساعات سفر مع وعورة الطريق وآثارها على المريض، بالإضافة إلى تكاليف إيجار السيارة ذهابا وإيابا والذي يصل إلى حوالي(ثلاثون ألف ريال) ناهيكم عن المبالغ المطلوبة للعلاج،فكيف سيكون حال محدودي الدخل في ظل هكذا وضع. كما أن ذلك يتطلب أيضا اعتماد مستوصفات صحية يتوفر فيها كادر طبي تتناسب مع الكثافة السكانية للمنطقة. التعليم في خطر ترتفع الكثافة الطلابية ويرحل الأطفال والشباب لتلقي العلم في مدراس بعيدة عن منازلهم بل يوجد اليوم وقد مر على قيام الثورة 47 عاما طلاب يدرسون تحت الأشجار ولو نظرنا لعدد المدارس الموجودة فإنه لا يتناسب مع كثافة الطلاب حيث تبلغ عدد المدارس في رحبة (15) مدرسة أساسية ومدرستان ثانويتان، وتحتاج عزلة المحابيب آل جميل إلى مبنى مدرسي حيث لا زال طلابها يدرسون في أجواء غير مناسبة بالرغم من وعود الزوكا المحافظ السابق بإيجاد المبنى وسميت المدرسة باسمه (مدرسة الزوكا النموذجية) ، وهذه المدرسة طلابها هم الأكثر مرضا نظرا لتعرضهم لصدمات الحر والبرد ، مع أن معظمهم أيتام وأبناء شهداء وأحفاد أبطال ثورة 48م. فالعملية التعليمية في المديرية تعاني من مشكلات كثيرة أهمها عدم توفر الكتاب المدرسي بشكل كاف فبعض المدارس تنتهي فيها السنة قبل أن يصل الكتاب مع عدم توفر بعض المعلمين وخصوصا معلمي المواد العلمية.. وهناك مشاكل أخرى منها غياب مبدأ الثواب والعقاب عند إدارة التربية والتي يساوي بين المعلم الكفؤ والمتلاعب.. فالمدرس الذي هو من خارج المديرية مهدد بالعقاب في حال تقصيره مع أنهم الأكثر انضباطا، والمعلم الذي هو من أبناء المديرية فلا رقابه علية ولا عقاب له مع كثرة تقصيرهم وضعف انضباطهم. أما بالنسبة لتفشي ظاهرة الغش فقد وصل الأمر بالطالب وولي أمره أنه ينظر للغش كحق مكتسب فالغش أضحى يمارس كسياسة معتمدة من الجهات المسئولة.. كذلك تشهد المديرية ارتفاع في نسبة الأمية حيث أن بعض الأطفال لا يلتحقون بالتعليم لتردي الحالة الاقتصادية مع انسحاب الطلاب من الدراسة لمساعدة الأهل أو لوجود يأس من جدوى التعليم. أما فيما يتعلق بتعليم الفتاة فوجوده محدود جدا حيث لا توجد مدرسة أساسية خاصة بالبنات وهناك وعود بمدرسة ثانوية لكنها لم تفتح بعد..كما أن عدم تشجيع الخريجات بالتوظيف أثر على التحاق الفتيات بالمدارس ، ويذكر أحمد حركان أحد الأهالي أن توظيف خريجات الثانوية يخضع للتمييز الحزبي مشيرا إلى أن الاختبار الذي فرضه الزوكا في الصالة الرياضية عام 2007م ، فازت بالمرتبة الأولى في رحبه خريجة محسوبة على المعارضة ، وتم توظيف من لم ينجح أصلا في الاختبار بل لم يحضره ، وهي لا زالت بدون وظيفة حتى الآن. وأكد حركان أن الخريجين الجامعيين هم الأوفر حظا بالوظائف ، أما حملة الدبلوم فيحتاجون إلى المال والوساطة والسواعد القوية. الطرق كانت هنا الطريق هي شريان الحياة والمواصلات لها أهمية كبرى وهي خدمة أساسية لا غنى عنها وبما أن مديرية رحبة مديرية كبيرة وذات كثافة سكانية عالية وقرى متناثرة فإنها تحتاج إلى شق وسفلتة طرق كثيرة تربط بين عزلها وقراها حيث توجد مناطق عديدة تعاني من وعورة الطرق وإن كانت هناك مشاريع معتمدة للمديرية إلا أن بعضها قيد التنفيذ والأخرى متعثرة.. فهناك طريق نجد المجمعه والبده إلى آل جشيم تم تعبيده من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية ، والمجلس المحلي ساهم في تعبيد طريق الأوشال وهنا يمكن الإشارة إلى أن الأعمال التي نفذت غاب عنها العمل الفني كون طبيعة المديرية جبلية ومنحدرة بشكل رأسي فإن الشق لم يعمر طويلا حيث لم يتجاوز سنة واحدة بسبب السيول المتدفقة من الجبال التي تسبب أضرار كبيرة للطرق ، ويجد الناس صعوبة في التنقل بين قرى وعزل المديرية إلى مركزها ويكون الوضع أشد قسوة في حال نزول الأمطار والسيول حيث تتحول رحبة وخاصة مركز المديرية إلى ما يشبه (جزيرة) لا يستطيع الناس إلى الدخول أو الخروج ويستمر ذلك الوضع لمدة أياما وأسابيع وصلت شهرا كاملا في بعض الأحوال ويكون الناس محاصرين لرخاوة الوادي ومخاطر السير فيه، كذلك يشتكي الكثير من المواطنين الذين تضررت مصالحهم و(خربت) أراضيهم بفعل الخراب الناتج عن شق الطرقات والذي لم يتم تصريفه على الأماكن المخصصة ، كما أن هناك طرق لم يتم إنجازها وهي طرق منطقة ثمر آل جميل التي تبدأ من آل جشيم إلى ثمر آل جميل ، ومنطقة آل أبو عشة والتي تبدأ من آل جشيم إلى ثمر آل أبو عشة ، وطريق الحتار التي تبدأ من مركز المديرية إلى بقثة.. ونظر للعناء الذي يثقل كواهل المواطنين ماديا ومعنويا جراء وعورة الطرق فإن ذلك يتطلب من الجهات المعنية العمل على سرعة إنجاز الطرقات إلى مديرية الثوار. الأمن والقضاء في رحبة لا توجد محكمة في المديرية .. وإدارة أمن رحبة التي لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة وثلاثون فردا بلا دور يذكر.. حيث يلجأ الناس إلى الأعراف والأسلاف القبلية لحل خلافاتهم ، ويحتاج الناس للتخلص من قضايا الثأر المحدودة إلى توعية مركزة وقضاء عادل ومستقل ، وإدارات أمن ضبطية وصارمة. سلطة الدور الغائب دور المجلس المحلي في المديرية الذي يسيطر عليه المؤتمر الشعبي العام دور شكلي وليس له دور يذكر في خدمة التنمية ، حتى أنه لا يوجد مكاتب للإدارات الحكومية بالمديرية ،والناس لديهم يأس من أي مبادرات خدمية يقوم بها المجلس حيث أن المواطنين لم يشاهدوا أعضاءه إلا في الصور فقط أيام الانتخابات التي صرفت فيها الوعود بالجملة.. فقيادات المؤتمر وعدت الناس بسفلتة طريق رحبة الجوبة بطول 40كم والتزم المحافظ السابق (الزوكا) بعد وضع حجر الأساس للطريق ومشروع مياة الجداه ومدرسة المحابيب بالبدء في العمل بعد شهر من نهاية الانتخابات أي في أكتوبر 2006م ،وحتى اللحظة لم يتحقق شيء من تلك الوعود فالطريق كما هي ، والنساء يقمن بنقل الماء على ظهور الدواب ، والطلاب لا زالوا يدرسون تحت الأشجار في المحابيب.. كما يتحدث الأهالي عن بيع مشاريع بعد صرفها من الدولة مثل (مشروع ومضخة مياة مركز المديرية) وهو ما لم يتسنى لنا التأكد منه من قبل المعنيين. هناك قضية الاتصالات حيث يوجد في المديرية (مركز اتصالات ) انتهت بطاريته قبل تسعة أشهر ، والتلفونات بدون حرارة والأهالي لا زالوا يدفعون الاشتراك ولم تبادر الجهات المختصة بإيجاد حلول لتلك المشكلة. فيروس الجوع مع قسوة المنطقة التضاريسية إلا أن الميزة الوحيدة التي يجمع عليها الناس هي توحد المعاناة .. فقد امتزجت عصارة الألم مع قسوته البيئية الديمغرافية الجبلية حيث يشكو بعض أهالي مديرية رحبة من عدم عدالة توزيع حالات شبكة الضمان الاجتماعي والتي يتم توزيعها توزيعا قبليا وليس على أساس الاحتياج ويحصل على نصيب الأسد صاحب الساعد الأقوى . وبالطريقة نفسها يتم توزيع حصة المديرية من الوظائف وفرص العمل في الشركات العاملة بالمحافظة، كما أن هناك ضعف كبير في رعاية أبناء الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية والذين تزخر بهم هذه المديرية ، ويوجد أيضا قصور في الاهتمام بشريحة المعاقين سواء حركيا أو بصريا أو فئات الصم والبكم ، ونظرا لكون طبيعة المديرية جبلية ولا توجد فيها موارد وتعاني من الجفاف والفقر فعدد خريجي المديرية من مختلف المجالات يزداد يوما بعد آخر ، إلا أن المجلس المحلي ومكتب الخدمة المدنية والجهات ذات العلاقة لم يعيدوا النظر في هذا الجانب ومنح المديرية درجات وظيفية تتناسب مع خريجيها والذين أضحوا وقودا للبطالة وشباباً عاطلين وصار معدل البطالة والفقر في المديرية يشير إلى أن ثمة مشكلة حقيقة في طريقا إلى التفاقم. الزراعة والثروة الحيوانية في رحبة نظرا لهبوط موقع رحبة عن المناطق المرتفعة في خولان والحدأ وقيفة التي تصاب (بالضريب) أثناء الشتاء، فالمنطقة تمتاز بمناخ دافىء يحمي المنطقة والزراعة من ذلك ، وتتميز رحبة أيضا بميزة أخرى تميزها عن مأرب وحريب والمناطق الأخرى التي تتضرر من العواصف الرملية التي تضرب الزراعة وتطغى على مناطق شاسعة منها ، هي عدم وصول هذه الرياح إلى رحبة التي كانت تتميز بزراعة النخيل والآن تزرع الحمضيات والخضروات ، وأفضل طقس في رحبة هو عندما تهب رياح الجنوب التي تكون رياح المطر بحسب الشيخ أحمد القردعي أثناء حديث سابق للثقافية.. مضيفا أن الناس يفرقون بين السيول التي تصل إلى رحبة دون رؤية بروق أو سماع رعود.. ما جاء من سيول حبابض تأتي بيضاء اللون ، وما جاء من نبعه وبلاد الحدأ وذمار تأتي حمراء ، وماأتى من السريين يأتي أدهم اللون مع ميلان إلى السواد ، وما أتى عبر يكلا وماهلية يأتي بشكل أدهم زائد السواد مقارنة بالسريين. هذه الأيام تعاني رحبة بحسب بعض الأهالي من عدم اهتمام السلطات بالزراعة التي يعتمد ما نسبته 70% من السكان عليها ، حيث تتعرض الأراضي الزراعية الخصبة لجرف السيول دون إيجاد حلول لتلك المشكلة ، هناك أيضا الثروة الحيوانية التي يعتمد عليها السكان بنسبة20% لا يوجد اهتمام بها من قبل المعنيين وهناك غياب كامل للحملات البيطرية عن المديرية. مآسي غابت عنها الدولة رحبة يتلمظ أهلها جراء النسيان والبؤس.. في ظل تنامي الفقر والبطالة ، يستيقظون على حالات البؤس والحرمان ، وينامون على أنين الوجع .. فهل تتذكرهم الحكومة بدلا من تعاطي منجزات الوهم؟ وهل ستنظر بعين المسئولية إلى مديرية ثائر اليمن الأول التي لا يتشدق أبناؤها بالتاريخ ولا يمنون على الشعب بالدماء الزكية التي أريقت في سبيل الحرية.. فالحاضر مؤلم والمستقبل مظلم والحنين إلى بوارق الأمل والنور والحياة الكريمة تنتحب معه الامنيات.