للمرة الثانية شهدت شوارع الحوطة عاصمة محافظة لحج, اليوم الخميس, مسيرة نسائية حاشدة, بدأت بتوافد عشرات المجاميع من أمهات وذوي المعتقلين من الأحياء والحافات السكانية إلى جولة فرزة المسيمير والتحمت المسيرة بحشود نسائية من القرى المجاورة للحوطة, وقد تقدمتها عدد من الناشطات والقياديات بالحراك أمثال ثرياء مجمل عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي, وزهراء صالح, وانتصار خميس- عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وضياء الهاشمي وأم عبود الجابري وعدد آخر من المدرسات والمثقفا. وقع رفعن النساء في مسيرتهن أعلام الجنوب, مطالبات بالإفراج عن المعتقلين والتنديد بالمحاكمات السياسية التي وصفنها بالكيدية والباطلة, مؤكدات على مشاركة ومساندة نساء الحوطة وتبن على مواصلة النضال السلمي بأشكاله المتعددة وتصعيده تحت راية مجلس الثورة السلمية بالجنوب حتى الانتصار للأهداف والمبادئ والقيم التي سقط من أجلها الشهداء والجرحى ومن أجلها يقبع مئات من المعتقلين في زنازين السلطة, حد تعبيرهن. وقلن إن بطش السلطة وهمجيتها والزج بمئات المعتقلين من أولادهن بالسجون جعلهن يخرجن بمسيرات متواصلة, مطالبات المجتمع الدولي بتفعيل قراري الشرعية الدولية (924و931) لعام 1994, ومساعدة الشعب فيما يسمى ب"فك الارتباط". وأكد بيان لمسيرة نساء الحوطة إن دعوات العصيان المدني واستجابة الحوطة للعصيانات ثبت أن شعب الحوطة وحاراتها وسكانها بأنه شعب حي وحر ومكافح يأبى الظلم والقهر ويرفض الاستبداد, حيث بدأ أشكال المقاومة والرفض الشعبي للواقع ولسياسة السلطة ضد أبناء الجنوب واستطاع الشارع اللحجي تنظيم نفسه من خلال عدة أشكال نضالية مختلفة. وأشار البيان إلى أن كل وسائل وجرائم وانتهاكات السلطة الصارخة لم تفلح في كسر شوكة الثورة الشعبية الواسعة وإخماد جذورها المتقدة في المحافظات الجنوبية, وأن مشاركة المرأة وخروجها ومساندتها سوف تزيدها قوة ومناعة وصلابة وعزيمة على مواصلة هذا النهج السلمي يوماً بعد يوم. وأضاف, "إذا اعتقلوا الرجال والشباب فلن يستطيعوا اعتقال إرادتهم وقناعاتهم وثورتهم, وإن خلف كل رجل عظيم امرأة". ودعا البيان كل نساء الحوطة وتبن إلى تنشئة الأجيال وتربية الأطفال على النضال والاستبسال وعدم الخوف والقلق على المعتقلين وتقديم ما في وسعهن من تبرعات. وكانت مسيرة شبابية أخرى قد انطلقت في مدينة الحوطة بعد انتهاء مسيرة النساء, إلا أن قوات الأمن قامت بقمعها بعد أن تم إشعال النيران وإحراق الإطارات بالشوارع, فيما شهدت مدينة لبعوس يافع وردفان والصبيحة أيضا مسيرات مماثلة لما يعرف بيوم الأسير الجنوبي.