أكد مصدر في المعارضة اليمنية وفقا لما نقلته وكالة رويترز بأن اللقاء المشترك وافق على المبادرة الخليجية بما فيها المشاركة في حكومة انتقالية في إطار خطة سلام خليجية يتنحى بموجبها الرئيس علي عبد الله صالح. وتحاول أطراف غربية ودول مجلس التعاون الخليجي التوسط من أجل حل للازمة المستمرة منذ ثلاثة شهور يسعى خلالها محتجون استلهموا انتفاضتين في مصر وتونس إلى نهاية لحكم صالح. وفي حين اجتمع زعماء المعارضة أمس الاثنين في صنعاء لبحث الخطة قال شهود إن قوات الأمن اليمنية قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين في مظاهرات منفصلة خارج صنعاء. وتقضي الخطة الخليجية بأن بإمكان صالح أن يبقى في السلطة 30 يوما قبل أن يتنحى وقالت المعارضة في وقت سابق إنها ستبقى خارج حكومة وحدة. لكن المصدر قال إن التحالف المعارض المؤلف من إسلاميين ويساريين غير رأيه. وأضاف قائلا "بعد تلقي توضيحات من الجانب الخليجي وافقنا على المبادرة والمشاركة في حكومة للوحدة الوطنية." ووافق صالح -الذي يرى حلفاءه السياسيين يتخلون عنه الواحد تلو الآخر- من حيث المبدأ على اقتراح لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي للتنحي في مقابل حصانة من المقاضاة له ولأفراد أسرته ومعاونيه. لكن محللين يقولون إن السماح لصالح بالبقاء شهرا آخر قد يترك مجالا لاضطرابات في أفقر دولة عربية والتي تقف منذ وقت طويل على شفا الانهيار. واحتمال انزلاق اليمن لمزيد من الفوضى مبعث قلق كبير للولايات المتحدة والسعودية اللتين تخشيان أن يرسخ جناح نشيط للقاعدة أقدامه في شبه الجزيرة العربية. ولا يزال المحتجون غير مقتنعين بالاتفاق ويدعون إلى مزيد من المظاهرات. وفي تعز قال شهود إن قوات الأمن فتحت النار لوقف تقدم محتجين في مسيرات في شوارع المدينة للانضمام إلى حشد مؤيد للديمقراطية بالقرب من قصر لصالح. وقال جميل عبد الله احد منظمي الاحتجاج "كان هناك آلاف في المسيرة جاءوا من خارج تعز لكن الشرطة والجيش ومسلحين في ملابس مدنية تصدوا لهم وأطلقوا أعيرة وغازات مسيلة للدموع." وتابع قائلا "فتحوا النار بكثافة من كل اتجاه." وقتلت امرأة كانت تتابع الاشتباكات من شرفتها بالرصاص وقالت مصادر طبية أن 25 آخرين أصيبوا بأعيرة نارية في البلدة التي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات المناهضة لصالح. واستمرت الاشتباكات بضع ساعات مع ورود أنباء عن إطلاق نار كثيف. وقال نشطاء إن العشرات اعتقلوا. وقالت وزارة الدفاع في موقعها على الانترنت يوم الاثنين إن 32 جنديا أصيبوا بعدما هاجمهم أفراد من المعارضة. وفي صنعاء قال أعضاء بالمعارضة طلبوا عدم نشر أسمائهم لرويترز إنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من حكومة وحدة في حالة عدم استقالة صالح بعد شهر. ويتضمن الترتيب الذي اقترحته الدول الخليجية أن يقوم صالح بتعيين رئيس للوزراء تختاره المعارضة لتشكيل حكومة وحدة تتألف من وزراء من جميع الأطياف. وسيستقيل صالح ويسلم السلطة لنائب للرئيس من الحزب الحاكم. وقال شهود إن اشتباكات مماثلة وقعت في بلدة إب حيث قتل محتج بالرصاص وأصيب عشرة بالذخيرة الحية أثناء محاولة الشرطة فض مسيرة. كما قتلت قوات الأمن بالرصاص محتجا في محافظة البيضاء في الجنوب خلال محاولتها تفريق احتجاج. ورحب الائتلاف الرئيسي للمعارضة الذي يضم إسلاميين ويساريين بالخطة الخليجية دون أن يقبلها بشكل كامل وقال انه لن يشارك في حكومة وحدة خلال فترة انتقالية. وينتمي المحتجون وغالبيتهم من الشبان إلى كل أطياف المجتمع من القبائل وحتى شيعة الشمال ومتمردي الجنوب. وعبر المحتجون عن خشيتهم من أن المحيطين بصالح قد يبطئون أو يمنعون رحيله.