خيم التوتر من جديد في محافظة تعز، على خلفية الاعتداء الذي تعرض له منتسبو القوات المسلحة والأمن، الأسبوع الماضي، أثناء وقفة احتجاجية لهم بالقرب من مبنى المحافظة، ما أسفر عن مقتل أحد المهاجمين، قالت العديد من المصادر بأن ضابط في الحرس الجمهوري، ينتمي إلى محافظة مأرب. وعلى خلفية الحادث، قامت الشرطة العسكرية باستحداث العديد من نقاط التفتيش، والتدقيق في هويات الركاب ووسائل النقل، في طريق الحوبان القاعدة، وقال شهود عيان ل«مأرب برس» بأن مجاميع مسلحة انتشرت على طول الطريق، بجوار النقاط العسكرية المستحدثة، مشيرين إلى أن تلك المجاميع المسلحة تقوم بإطلاق النار ليلا، بمختلف أنواع الأسلحة، ما أسفر عن مقتل مواطن، خلال القصف الليلي، وتم إسعافه إلى مستشفى اليمن الدولي. وفي ظل هذه التطورات، حمل المجلس الثوري للدفاع والأمن، محافظ المحافظة، حمود خالد الصوفي، وقائد الشرطة العسكرية مسؤولية التوتر السائد حاليا في المحافظة، وما وصفها بالاستفزازات التي تقوم بها عناصر مسلحة تابعة للنظام، محذرا في بيان له، حصل «مأرب برس» على نسخة منه من مغبة التطاول والتمادي على أبناء تعز، من قبل تلك المجاميع المسلحة، التي استقدمت للقيام بهذه الأعمال بتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية، في ظل تغاضي السلطة المحلية. وفي سياق متصل، يعاني السكان وأصحاب المحلات التجارية في شارع 26 سبتمبر التجاري بوسط المدينة، على بعد أمتار من إدارة المحافظة، من حالة استنفار جراء الاشتباكات الليلية العنيفة التي نشبت بين مجموعتين مسلحتين، على خلفية خلاف بين قادة المجموعتين على إتاوات يفرضونها على الباعة في السوق، وأشارت المصادر إلى أن المجموعتين المسلحتين تمتلكان أسلحة خفيفة ومتوسطة، وبأنهما مقربتان من نظام صالح. يشار إلى أن محافظة تعز أصبحت تعيش حالة انفلات أمني، وفوضى انتشار السلاح، بشكل غير مسبوق، ما أثار حفيظة المواطنين المدنيين، جراء انتشار العصابات المسلحة في معظم أحياء المدينة، دون أن تحرك قوات الأمن، والسلطة المحلية أي ساكن للقضاء على هذه الظاهرة. من جانب آخر تتواصل الاعتصامات في المؤسسات والمكاتب الحكومية، حيث قام طيارو السرب السابع في قاعدة طارق الجوية بمطار تعز، بافتتاح ساحة جديدة للاعتصام المفتوح، حتى يتم التراجع عن قرار نقلهم إلى قاعدة العند الجوية، وقالت مصادر عسكرية بأن طياري السرب السابع رفعوا سقف مطالبهم، إلى المطالبة بإقالة قائد القاعدة، وكل من كانوا وراء قرار نقلهم. كما قام موظفو الخدمة المدنية بإغلاق مكتب الخدمة، ومنعوا مدير الخدمة المدنية من دخول مكتبه، على خلفية اتهامه بالتلاعب بوظائف بدل الإحلال، وتوزيعها للمقربين وبيعها، ونقل جهاز حاسوب الخدمة المدنية إلى منزله، ومحاولته إغلاق المكتب وتوجيه الموظفين إلى الدوام في ديوان عام المحافظة. من جانبهم علق مهندسو وموظفو مكتب الإشغال العامة اعتصامهم جزئيا، بعد نحو أسبوعين من الاعتصامات المتواصلة، وجاء قرار تعليق الإضراب بعد تشكيل لجنة للتفاوض معهم، ومع مدير مكتب الأشغال المهندس فيصل مشعل، المقرب من محافظ المحافظة، حمود الصوفي، والذي يطالب المعتصمون بإقالته، وإقالة نوابه وإعادة هيكلة المكتب. كما اعتصمت طالبات أسماء للبنات بمديرية صالة داخل الحرم المدرسي، رافضات الدخول إلى الفصول إلا بعد إقالة مديرة المدرسة، التي قامت من جانبها بالاستعانة بأطقم عسكرية ومسلحين بلباس مدني تمركزوا خارج المدرسة بهدف تفريق الطالبات المعتصمات، ومنع أولياء أمورهم من الوصول إليهن، حيث أطلقت طالبات المدرسة استغاثة في بيان لهن حصل «مأرب برس» على نسخة منه، لإنقاذهن من أي اعتداء قد يتعرضن له. وفي ذات السياق اندلعت اشتباكات بالأيدي والحجارة بين طالبات مدرسة سبأ، نعمة رسام، وبين بلطجيات أحضرتهن للاعتداء على الطالبات المعتصمات في المدرية للمطالبة بإقالتها، قبل أن يتم إغلاق المدرسة، في ظل احتجاج أولياء الأمور على هذا الإجراء الذي اعتبروه مقدمة لحرمان الطالبات من دخول الامتحانات، وضياع عامهن الدراسي. ويواصل أطباء وموظفو هيئة مستشفى الثورة العام بتعز، والمستشفى اليمني السويدي، وموظفو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وعمال مصنع إسمنت البرح، اعتصاماتهم المتواصلة للمطالبة بإقالة مدراء ومسئولي تلك المؤسسات، على خلفية اتهامات لهم بالتورط في قضايا فساد مالي وإداري. من جانب آخر شهدت تعز صباح اليوم السبت مسيرة حاشدة للتضامن مع أبناء مدينة عدن، الذين تعرضوا لاعتداء من قبل قوات الأمن أمس، مطالبين بطرد من وصفوها بعصابة صالح من اليمن، ومنددين بالحصانة، واعتبروها خيانة لدماء الشهداء، والجرحى، معتبرين كل من يصوت لصالح هذا القانون شريكا في جرائم صالح. وكانت تعز شهدت في وقت متأخر من مساء أمس مسيرة حاشدة للتضامن مع أبناء المحافظات الجنوبية الذين تعرضوا للاعتداء من قبل قوات الأمن، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، خلال مهرجان التصالح والتسامح الذي نظم بمدينة عدن أمس.